غمرت مياه الأمطار عدداً من الشوارع الرئيسية في العاصمة الموريتانية نواكشوط بالإضافة إلى بعض الأحياء، اليوم الجمعة، لتعيد إلى الواجهة النقاش حول ضرورة وجود شبكة للصرف الصحي في المدينة البالغة من العمر أكثر من ستين عاماً، فيما نزل بعض الوزراء إلى الشوارع للإشراف على عمليات تجفيفها.
وبحسب أرقام صادرة عن وزارة الداخلية الموريتانية فإن الأمطار كانت قوية في مقاطعات نواكشوط الجنوبية، وخاصة في الرياض (32 ملم) والميناء والسبخة (30 ملم)، فيما وصلت في عرفات إلى (21 ملم)، وفي تفرغ زينه إلى (20 ملم) وفي لكصر إلى (18 ملم).
فيما كانت أضعف في مقاطعات تيارت (15 ملم) وتوجنين (10 ملم) ودار النعيم (8 ملم).
وتعد هذه هي أول أمطار تسجل في العاصمة نواكشوط منذ بداية موسم الأمطار في البلاد، رغم أنها سجلت أرقاماً قياسية في ولايات الشرق والضفة، وتسببت في فيضانات خلفت خسائر بشرية ومادية في عدة مدن في الداخل.
بالتزامن مع تهاطل الأمطار في العاصمة، حرك المكتب الوطني للصرف الصحي صهاريج لسحب المياه بطريقة يدوية وبدائية، وهي مهمة ظلت معتمدة خلال السنوات الأخيرة رغم تشييد شبكة لشطف مياه الأمطار من طرف شركة صينية في بعض مقاطعات العاصمة.
وظهر عدة وزراء ومسؤولين وهم يشرفون على تجفيف الشوارع، وتداولت صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تنوعت التعليقات بين من يثمن هذا التحرك، ومن يرى فيه نوعاً من «المسرحيات».
وقد كان التفاعل قوياً مع صورة لحاكم تفرغ زينه الشاب أحمد ولد امين، الذي تداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوره وهو يرافق فرق الصرف الصحي في مقاطعته.
أشرف معالي وزير المياه والصرف الصحي، السيد سيدأحمد ولد محمد، ظهر اليوم على عمليات شفط المياه من شوارع مدينة نواكشوط، إثر…
Publiée par وزارة المياه والصرف الصحي – Ministère de l’Hydraulique sur Vendredi 4 septembre 2020
من جهته قاد وزير الداخلية محمد سالم ولد مرزوك وفداً وزارياً ضم وزيرة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي ووزير المياه والصرف الصحي، للتجول في ولايات نواكشوط الثلاث من أجل «الوقوف ميدانياً على حجم الأضرار الناجمة عن التساقطات المطرية وعمليات شطف المياه»، وفق مصدر رسمي.
وتجول الوزراء في أسواق السبخة والميناء وتيارت والحي المعروف بحي «ترحيل الورف» عند الكلم 13 على طريق نواكشوط روصو بمقاطعة الرياض بالإضافة إلى بعض الطرقات داخل العاصمة.
وقال وزير الداخلية إن «خطة التدخل على مستوى العاصمة والتي بدأت فور توقف المطر، تعطي الأولوية لشفط المياه عن المؤسسات التعليمية والمستشفيات والمراكز الصحية والأسواق والطرق الرئيسية مع الأخذ في الحسبان إصلاح الأضرار وفك العزلة عن سكان الأحياء التي تحاصرها المياه»، وفق تعبيره.
وأوضح أن الشق الثاني من الخطة «سيتضمن حلولا نهائية على المدى المتوسط لكل المشاكل المطروحة والقضاء على معاناة المواطنين في كل أنحاء العاصم»، دون أن يعطي تفاصيل أكثر حول هذه الحلول النهائية.