علمت «صحراء ميديا» من مصادر شديدة الاطلاع أن الجزائري «أبو يحيى» أمير منطقة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، قتل أثناء هجوم شنته «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» على ثكنة «بامبا» التابعة للجيش المالي مطلع شهر فبراير الماضي.
وقالت هذه المصادر إن التنظيم فضل التعتيم على مقتل «أبو يحيى» في انتظار الوقت المناسب لإعلان ذلك بالتزامن مع هجوم كبير، كما جرت بذلك تقاليد التنظيم الموجود في شمال مالي منذ قرابة عشرين عاماً.
وأضافت مصادر «صحراء ميديا» أن تنظيم القاعدة نصب القيادي فيه عبد الرحمن طلحة المكنى «طلحة الليبي» أميراً لإمارة الصحراء، وهي إحدى أهم مناطق نفوذ التنظيم وإمارته السادسة، الموجودة في شمال مالي وعلى الحدود مع موريتانيا.
وتأسست إمارة الصحراء منذ بداية دخول مقاتلي التنظيم في شمال مالي مع مطلع الألفية الثالثة، بقيادة الجزائري «نبيل ابو علقمة»، وتتبع لها عدة كتائب من أبرزها «كتيبة الفرقان» التي أسسها وقادها الجزائري عكاشه جمال المكنى «يحيى أبو الهمام».
وبعد وفاة «نبيل أبو علقمة» في حادث سير عام 2012 بالقرب من مدينة تمبكتو، تولى «يحيى أبو الهمام» قيادة إمارة الصحراء، بينما أسندت إمارة كتيبة الفرقان للموريتاني «عبد الله الشنقيطي»، إذ يعد أغلب مقاتلي هذه الكتيبة آنذاك من الموريتانيين، ولكن الشنقيطي قتل على يد الفرنسيين عام 2013، ليتولى قيادة الكتيبة بعده «طلحة الليبي».
وقتل «يحيى أبو الهمام» على يد الفرنسيين مطلع العام الماضي (2019)، ليتولى إمارة الصحراء خلفاً له «أبو يحيى الجزائري»، فيما أصبح «طلحة الليبي» أحد أبرز المقربين منه.
وفي السنوات الأخيرة غيرت الجماعات الإسلامية المسلحة في الصحراء الكبرى استراتيجيتها، وقررت الاندماج في «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، وتشكلت كتائب جديدة من أبرزها «كتيبة القدس» التي قادها «طلحة الليبي» وشنت أكبر هجوم ضد قوات الأمم المتحدة في تمكبتو.
وبعد مقتل «أبو يحيى الجزائري» في الهجوم الذي وقع يوم 07 فبراير الماضي، اختار التنظيم تسمية «طلحة الليبي» أميراً لإمارة الصحراء، فيما لم يعرف من تولى قيادة «كتيبة القدس».
ومنذ التدخل العسكري الدولي بقيادة فرنسا في شمال مالي، تبنى الفرنسيون سياسة استهداف القيادات البارزة في الجماعات الإسلامية المسلحة، وهو ما أدى إلى مقتل العديد من هذه القيادات.