الربيع ولد ادوم – نواكشوط
قال رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا العلامة “محمد الحسن ولد الددو” أنه “لا يجوز للطالب أن يتزيد بما ليس له، بل عليه أن يعلم أنه مشارك في امتحان يمتحن به، فلا يحل له الغش فيه، فإذا نجح فذلك باستحقاقه وإذا لم ينجح فذلك قدره“
ومع انقضاء الدورة الاولى من مسابقة الباكلوريا تكشفت قصص الاختلاس، حيث أكد بعض الطلاب ان مستوى الرقابة كان ضعيفا وان عمليات الاختلاس تمت في اكثر من مكان، وان كانت مستويات الاختلاس تختلف من طالب الى آخر ومن مركز امتحانات الى آخر.
وقال مستشار وزير التهذيب الموريتاني “محمد المختار ولد آبكه” ان وزارة التهذيب الوطني يهمها أن يصدر العلماء ورجال الدين الموريتانيين فتاوى شرعية تنبذ الاختلاس والغش، وتدعوا الطلبة وتلاميذ المدارس الى الاعتماد على أنفسهم في الإمتحانات، كما تشجع الآباء على تقديم نصائح للآبناء بضرورة استثمار مجهوداتهم الشخصية في مواجهة أسئلة الامتحان يكل نزاهة.
وطالب المستشار اصحاب الوراقات بالإقلاع عن إعداد المطويات وتصوير المذكرات بطريقة مصغرة تعين التلاميذ على الغش والنجاح بغير مستوى ما ينعكس بشكل سلبي على مستوى الأجيال القادمة التي تعتمد عليها الدولة، وكذا مستوى الكفاءات.
وكتربويين – يضيف محمد المختار- فإننا نعتبر أن الإختلاس هو سلوك غير جيد يؤدي دائما الى ان يظل الطالب فريسة لتأنيب الضمير، رغم الإمكانات الكبيرة التي تمكن الطالب العادي -اذا كان واثقا من نفسه- من النجاح دون اللجوء إليه، لأن كل الأسئلة تأتي في المقرر.
وتتنامى ظاهرة الغش في الإمتحان بشكل كبير في المؤسسات التربوية الموريتانية حيث يستعمل التلاميذ طرقا مذهلة تثير دهشة الأساتذة والمراقبين ولجان الامتحانات، وقال عبد لله ولد الناجي – استاذ ثانوي انه مستاء جدا من كونه تسبب في طرد الكثير من التلاميذ بناء على كشف ملابسات عمليات اختلاس قاموا بها في احد مراكز الامتحانات في العاصمة نواكشوط، ولكنه ايضا كان مضطرا لتطبيق القرارات الصارمة في حق المختلسين، حسب تعبيره .
وتحمل الإستدعاءات الصادرة من وزارة التربية الموريتانية الى طلاب الباكلوريا عبارات تحذر من اصطحاب أي مواد دراسية او كتب او دفاتر الى قاعات الامتحان وتدعوهم للالتزام والانضباط، كما أصدرت قرارات عقابية صارمة بحق من يتم ضبطه أثناء الغش في الامتحان، وعلى نفس النهج تسير جامعة نواكشوط التي تقرأ المواد العقابية المتعلقة بالاختلاس على طلابها قبل البدء في جلسات الامتحان.
ومعروف عن العلامة الموريتاني ولد الددو – الذي اصدر الفتوى- انه كان من المتفوقين في مسابقة الباكلوريا 1986 علي المستوي الوطني وحصل على منحة من وزارة التهذيب إلى تونس، قبل ان يعتذر عنها ويسجل في جامعة نواكشوط – قسم الحقوق- وشارك ايضا في مسابقة المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية ليحصل على المرتبة الأولى، كما جاء الأول في مسابقة القسم الجامعي لجامعة الإمام محمد بن سعود في انواكشوط ليلتحق به، و إثر مقابلة مع مدير الجامعة أثناء زيارة له لانواكشوط اتخذ هذا الأخير قرارا بنقل محمد الحسن ولد الددو إلى الرياض، وهو ما جعل وزارة التهذيب تعتقد ان هذا العالم المتفوق سيكون قدوة للطلاب في حياتهم الدراسية.