سعيا منه إلى تحريك الساحة الثقافية وإثارة القضايا التي تهم النخبة والمجتمع، نظم المركز الثقافي المغربي محاضرة تحت عنوان”ثقافة السلام:البديل الأفضل عن ثقافة العدوان“
وقد شكلت تلك المحاضرة مناسبة لمدير المركز الثقافي المغربي الدكتور محمد القادري الذي تطرق لأهمية السلام في توطيد العلاقات الإنسانية بين الأفراد والشعوب ،بما يعزز العلاقات الأخوية وما يترتب عليها من تطوير للجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف الدكتور قادري إن ثقافة السلام تتأصل من خلال النص الشرعي الإسلامي الذي يعتبر السلام أهم ركائزه .
أما المحاضر الدكتور محمد ولد احمدو بمب فقد تطرق للإطار الشرعي والوضعي للسلام من الناحية الفكرية والمعاهدات الدولية ،وأضاف أن “ثقافة السلام تمثل مجموعة القيم والأحاسيس والأخلاق التي تسود المجتمع حتى تصبح جزءا من سلوكه وتفكيره“
وقال بان ثقافة السلام تنشا من روح إنساني متحضر بينما تتراجع ثقافة العدوان بتعزز شعور الناس بأهمية السلام والعدل والمساواة وتكريس معالم الخير والحق.
وفي نفس السياق قال المحاضر إن مبدأ السلم يؤثر في الحياة السياسية في الدول التي ترغب في التعايش السلمي ونبذ الحرب،والدول تلجأ عادة إلى الحروب من اجل فرض السلام وتحقيقه.
وقد برز المنظرون للسلام من كتاب ومفكرين في أكثر الدول تعرضا للحروب وخاصة في الدول الغربية مما كان له الأثر البالغ في كتاباتهم وتأثيرهم الفكري والسياسي.
وتناول ولد احمدو بمب لمراحل المعاهدات والمقاربات التي وضعت لتحقيق السلام بما فيها تلك الدعوات التي تهدف إلى ضمان العيش بعيدا من الخوف وشروطه والتأكيد على الالتزام بعدم التدخل في شؤون الدول.وصدر العديد من القرارات الدولية وأنشأت تنظيمات دولية لتعزيز ذلك الهدف ،لعل من أبرزها عصبة الأمم والأمم المتحدة ومعاهدة فينا .
لكن تلك القرارات والتنظيمات يضيف ولد أحمدو بمب ومعظم تلك الآراء والتنظيرات للسلام وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى لم يتجاوز في معظمها مجرد التنظير،لأن ذلك لم يحل دون نشوب الحروب والنزاعات المسلحة .
وأضاف المحاضر إن العشرية الأخيرة شهدت أسوا فترة دمرت فيها الشعوب والدول كالعراق وأفغانستان والحروب على الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد أي دولة تختلف معها ،مما يعني أن القانون الدولي الذي تقف وراءه أمريكا يتم تطبيقه بشكل عنصري لأنه فتح الباب أمام حملات الاختلال وتبرئة القائمين عليه.
وختم المحاضر حديثه بأسباب منع تفوق ثقافة السلام على ثقافة الحرب وهي التي قال إنها تتمثل في أن الدعوة للسلام كانت إعادة لإنتاج مفهوم الحرب التي كانت تفرض من طرف الأقوياء ،وكان ينظر إليها من زاوية المصالح الذاتية .
واضاف القول ان احتكار السلام في الدول الغربية من ابرز الاسباب التي ساهمت في استمرار ثقافة العنف في الشعوب الاخرى.