ألف.. ونشر العديد من الكتب.. ودافع عن موريتانيا وفلسطين في الأمم المتحدة
صحراء ميديا ـ خاص
شيع آلاف الموريتانيين مساء اليوم الدبلوماسي ورجل الأعمال مولاي الحسن ولد المختار الحسن، وأديت صلاة الجنازة، التي أمها العلامة محمد فال (أباه) ولد عبد الله، في جامع ابن عباس، بحضور عشرات الشخصيات السياسية والعلمية والاجتماعية من مختلف شرائح الشعب الموريتاني.
جنازة وطنية بكل المعايير، يعلق احد الحضور.. الرجل كان شخصية وطنية.. حيث كانت جنازته تجسيدا للإجماع الوطني على تقديره واحترامه..
انتظر الآلاف في مسجد ابن عباس وصول الجثمان على متن رحلة خاصة تأخرت عن موعدها المقرر بقرابة الساعة، وتبادل الفرقاء السياسيون العناق والأحاديث الودية، فيما انتحى عدد من كبار مثقفي البلد جانبا، ودخلوا في بعض النقاشات ريثما تصل الجنازة.
الموريتانيون ودعوا اليوم المرحوم مولاي الحسن ولد المختار الحسن، أحد أبرز ممثليهم في الامم المتحدة، والرئيس الأسبق لمجلس الأمن الدولي، وأحد من خدم قضية التعريف بموريتانيا الناشئة في أروقة المنظمة الأممية، كما استمات في دعم حقوق الشعب الفلسطيني والشعوب المظلومة مثل الشعب الجنوب إفريقي إبان حقبة الابرتايد.
كان هذا في السبعينات، في الفترة الذهبية للدبلوماسية الموريتانية، قبل أن يستقيل الرجل بعد انقلاب العاشر يوليو 1978، قائلا انه لا يمكن أن يمثل نظاما، ثم يعود فيمثل آخر قائما على أنقاضه.
اتجه الفقيد بعد ذلك الى ميدان العمل الخاص، حيث حقق النجاح في أعماله الحرة، لكنه لم يكتف بذلك، حيث نشر على نفقته الخاصة عددا كبيرا من المؤلفات، من بينها “مرام المجتدي من شرح كفاف المبتدي”، للعلامة محمد الحسن ولد أحمد الخديم (جزءان). “الدين اليسر”؛ للأستاذ الحمد ولد أحمد المختار، “المجموعة الكبرى الشاملة لفتاوى ونوازل وأحكام أهل غرب وجنوب غرب الصحراء”، (النسخة الشنقيطية من المعيار)؛ للدكتور يحيى ولد البراء، وهي مدونة فقهية تقع في (12 مجلد)، قدمت صورة عن الفتاوى والنوازل في الإقليم، “دليل الناسك لما يخفى من المناسك”؛ للعلامة محمد الحسن ولد أحمد الخديم، “ديوان عميد الأدب الشعبي”؛ المرحوم محمدن ولد سيد إبراهيم، و”الممتع المحيط من كلام أهل شنقيط”؛ (الطبعة الموريتانية من القاموس) للأستاذ إسماعيل ولد محمد يحظيه.
على ان مجهوده الثقافي لم يقتصر على النشر، حيث ألف كتاب “الإلمام بأصح ما صح في دعائم الإسلام”، وهو كتاب يتناول بالتأصيل قضايا مهمة في الفقه الإسلامي..
كما كان الفقيد، حسب عارفيه، أبا حانيا على الفقراء واليتامى والأرامل، حفر الآبار، إضافة إلى مؤهلات شخصية كانت تميزه، من قبيل التواضع ولين الجانب والتمسك بتعاليم الشريعة الإسلامية.
ولعل من بين أعماله الخيرة التي لما تسقط بالتقادم، مشاركته المهمة في تجهيز وتسيير الوفد الموريتاني ضمن قافلة النصرة، التي زارت غزة ضمن المتضامنين معها، وهو ما يجسد تغلغل القضية الفلسطينية في إطار اهتماماته، والتي ناضل عنها ومن أجلها من عدة مواقع.
ولعل من أحسن الشهادات الجامعة المانعة في خصاله، المقطوعة التالية للعلامة محمد الحسن ولد أحمد الخديم:
تحايا لمولاي الفتى الحسن المسعى
تود لها الأبصار لو كانت السمعا
أبت غير ندب كان في كل سؤدد
هو الوتر لولا قومه لم يجد شفعا
فها هو فرد في العلى ضم جمعها
إلى كل فعل يكسب الفاعل الرفعا
به شرف الآباء دينا وعنصرا
تسامى إلى من بات يخترق السبعا
وفي قومه ذا المجد دار.. مسلسلا
تسلسله والدور لم يخشيا المنعا
فلا زال ذاك الجمع جمعا مسلما
يقاوم في العلياء مفرده الجمعا
ويحظى لديه المجتدي بمرامه
ومن حسن طبع عنده يغبط الطبعا.