لم يكن إختيار فقراء الشعب البموريتاني لمحمد ولد عبد العزيز رئيسا للشعب الموريتاني , إختيارا إعتباطيا , أوبدوافع خالية من أهداف إنما نتيجة لمعطيات كرسها في مساره العملي خلال تعاقب ما عرف بأنظمة حقبة الفساد .
وإذاكان تجسيد الشعب لإرادته في إختيار هذا الرئيس عن قصد وإدراك , فان إختيار هذا الرئيس تسمية نفسه برئيس الفقراء كان له هو الآخر من الدلالات والمعاني ما يبرره , فحقب الفساد الماضية تركت أكثر من ثلاثة أرباع هذا الشعب فقراء بؤساء مغيبين إلا عن الجوروالظلم والإضطهاد الممارس عليهم بتشريع من طرف القلة التي هي صنيعة أنظمة الفساد .
من هنا ادرك السيد الرئيس ما أدرك وأعد العدة فما تخاذل وما ارتبك . فكانت الحرب على الثلاثي البغيض الفساد والفقر والجهل . لتتوالى الإنتصارات مجسدة في الانجازات على مختلف الاصعدة وتشاء الاقدارأن تتصادف افراح وتباشير تلك الإنجازات مع تخليد ذكرى إستقلالنا الذي ظلت ذكراه فيما سبق مختصرة في أناشيد مدرسية وأغاني موسيقية .
هكذا في غمرة هذه الأفراح وتباشير العهد الجديد حقا , إنقطع الإتصال بسكان ولاية الحوض الغربي الذين فوجئوا وتفاجأوا من إصرار السلطات الإدارية هنالك على تخريب بيوتهم دونما ضرورة لذلك . فكان يوم السبت 04-12-2010 يوما سوداويا وصفه الواصفون بانه غزاوي (غزه) وفسر المفسرون ماحدث فيه أنه سوء فهم إداري نتج عن إستبدال حرف جر بآخر جعل الادارة من الشعب في موقف عدائي .
لقد كانت خطابات السيد الرئيس وتعليماته للسلطات الإدارية تتمحور حول ضرورة شن الحرب على العدو الثلاثي الفساد والفقر والجهل لكن الذي حدث هوأن السلطات الإدارية في العيون لما قرأت( شن الحرب) أغمضت العيون فأبدلت العين(ميما) واللام(عينا) ففهمت أن المقصود هو إستصحاب الفساد والفقر ومعيتهما فشنت مع الفساد حربا على بيوت العباد فعاثت فيها فسادا وحملت مع الفقرعلى الفقراء فتركتهم في العراء يستظلون الشمس ويلتحفون البرد , ولسنا نعرف ما تبيت الإدارة لرئيس الفقراء .لقد كان سكان لعيون يتضايقون من سماع ماعرف في المخزون الشعبي (فهم أهل لعيون) أما اليوم فقد اتضح أن المعني هو إدارة العيون( لاتفهمني فهم إدارة العيون).
السيد الرئيس لقد عمدت هذه الإدارة وبكل إصرارعلى تهديم عشرات الدور, والدكاكين (أنظرالصورة) غير مبالية بما رسمته الجهات الفنية المعنية لدى الشركة المكلفة بإنجازالأشغال فيما كان يعرف بحي (البطحاء)وأصبح اليوم يعرف بغزة لما لحق به من دمار لقد حددت هذه الجهات الفنية مقادير متساوية تؤخذ من جانبي الرصيف محل الأشغال ووضعت إشاراتها المعروفة على الدوروالمحلات التي ستهدم فرضي الجميع بما أقرت لكن الذي حصل بعد ذلك هو أن ماكان مقررا من جانب الرصيف الجنوبي أحذ من الجانب الشمالي مضاف إليه ما تقرر أصلا فكانت الكارثة التي دوت اليوم في مقاطعة العيون , والغريب في الأمر أن السلطات الإدارية رفضت إعطاء مقررا بالهدم مكتوبا وذلك خوفا من تحميلها المسؤولية لعلمها بعدم قانونية مافعلت .
السيد الرئيس إن سكان حي البطحة إستجابة لدعوتكم المتكررة في أكثر من مناسبة بضرورة مراقبة المواطنين للإدارة وتصرفاتها والإبلاغ عنها لن يساورهم شك في إرادتكم الجادة مهما فعلت هذه الإدارة من تصرفات أنتم منها براء لكنهم مع ذلك ظلموا فأستجاروا بكم فهل أنتم لهم مجيرون ؟وماذا أنتم بالظلمة فاعلون ؟
لعيون بتاريخ 04-12-2010