على مدى سنوات عدة عملها مديرا للمركز الثقافي المغربي في موريتانيا شكل الأستاذ محمد القادري علامة فارقة في تاريخ العطاء العلمي والمعرفي لهذا المركز الذي واكب المسيرة الثقافية في موريتانيا منذ تأسيسه في ثمانينات القرن الماضي.
الكفاءة والأخلاق العالية اللتان يتمتع بهما الرجل جعلتا من الدعوات التي يقدمها أسبوعيا لرواد المركز عبر البريد الإلكتروني هدية ثمينة ينتظرون وصولها بشوق وتلهف، بغض النظر عن المواضيع التي تنظم فيها المحاضرات سواء كانت علمية او فكرية أو ثقافية.
لقد استطاع القادري بحنكته وقربه من الجميع وخياراته الموفقة لعناوين النشاطات الأسبوعية، استقطاب قامات علمية سامقة لتكون في الصفوف الأمامية من جمهور المشاركين في نشاطات المركز الثقافي، محاضرين ومستمعين ومعلقين.
مع بداية كل محاضرة يحتضنها المركز الثقافي المغربي يستطيع المستمع المنصف أن يكتشف المؤهلات العلمية والثقافية للأستاذ محمد القادري من خلال المقدمة التي يفتتح بها كل محاضرة، وما يضمنها من أفكار تغيب في كثير من الأحيان عن ذهن المحاضر نفسه.
ومع أن العلاقات الثقافية الموريتانية المغربية ضاربة في القدم وتستمد قوتها من التاريخ والجغرافيا والدين واللغة، فقد ظل حسن تمثيل السفراء الثقافيين للبلدين عَلى مر التاريخ أهم رافد لتعميقها وتقويتها، ومن هذا المنطلق يأتي تثميننا للدور الذي قام به الأستاذ محمد القادري في إعادة الألق لهذه العلاقات الأخوية العتيقة.
وفي هذا السياق سأستدل بشهادة تاريخية من رمز كبير من رموز الثقافة والفكر والدبلوماسية في بلادنا هو محمد سعيد ولد همدي رحمه الله تعالى، حيث التقيت به في مطار الملك محمد الخامس بالدار البيضاء، فاعتذر لي عن عدم حضور محاضرة قدمتها في المركز الثقافي المغربي بعنوان: “العلاقات الروحية بين المغرب وموريتانيا، التجانية نموذجا”، وقال لي لقد تلقيت الدعوة لحضور محاضرتكم من طرف الأستاذ محمد القادري، ولكن ظروف السفر منعتني من حضورها، ثم التفت إلي بابتسامته المعهودة، وقال لي: هل رأيت قط رجلا مثل الأستاذ قادري؟”، وهي لعمري شهادة تختصر سيرة الرجل وتقدم ملخصا عن طبيعة العلاقات التي ربطته برموز العلم والفكر والثقافة في موريتانيا.
ومع يقيني التام بأن ظروف العمل تفرض على الموظف المخلص أن يستجيب لنداء وطنه متى احتاج إلى خدمته وفي أي مكان وزمان، إلا أنني أسجل هنا للتاريخ شهادة لابد من الإدلاء بها، وهي أن محمد القادري مثل بلده أحسن تمثيل وترك في قلوب رواد المركز الثقافي المغربي من الموريتانيين من المحبة والمودة مالا يقدر بثمن، وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنّا للغيب حافظين، صدق الله العظيم.
الكفاءة والأخلاق العالية اللتان يتمتع بهما الرجل جعلتا من الدعوات التي يقدمها أسبوعيا لرواد المركز عبر البريد الإلكتروني هدية ثمينة ينتظرون وصولها بشوق وتلهف، بغض النظر عن المواضيع التي تنظم فيها المحاضرات سواء كانت علمية او فكرية أو ثقافية.
لقد استطاع القادري بحنكته وقربه من الجميع وخياراته الموفقة لعناوين النشاطات الأسبوعية، استقطاب قامات علمية سامقة لتكون في الصفوف الأمامية من جمهور المشاركين في نشاطات المركز الثقافي، محاضرين ومستمعين ومعلقين.
مع بداية كل محاضرة يحتضنها المركز الثقافي المغربي يستطيع المستمع المنصف أن يكتشف المؤهلات العلمية والثقافية للأستاذ محمد القادري من خلال المقدمة التي يفتتح بها كل محاضرة، وما يضمنها من أفكار تغيب في كثير من الأحيان عن ذهن المحاضر نفسه.
ومع أن العلاقات الثقافية الموريتانية المغربية ضاربة في القدم وتستمد قوتها من التاريخ والجغرافيا والدين واللغة، فقد ظل حسن تمثيل السفراء الثقافيين للبلدين عَلى مر التاريخ أهم رافد لتعميقها وتقويتها، ومن هذا المنطلق يأتي تثميننا للدور الذي قام به الأستاذ محمد القادري في إعادة الألق لهذه العلاقات الأخوية العتيقة.
وفي هذا السياق سأستدل بشهادة تاريخية من رمز كبير من رموز الثقافة والفكر والدبلوماسية في بلادنا هو محمد سعيد ولد همدي رحمه الله تعالى، حيث التقيت به في مطار الملك محمد الخامس بالدار البيضاء، فاعتذر لي عن عدم حضور محاضرة قدمتها في المركز الثقافي المغربي بعنوان: “العلاقات الروحية بين المغرب وموريتانيا، التجانية نموذجا”، وقال لي لقد تلقيت الدعوة لحضور محاضرتكم من طرف الأستاذ محمد القادري، ولكن ظروف السفر منعتني من حضورها، ثم التفت إلي بابتسامته المعهودة، وقال لي: هل رأيت قط رجلا مثل الأستاذ قادري؟”، وهي لعمري شهادة تختصر سيرة الرجل وتقدم ملخصا عن طبيعة العلاقات التي ربطته برموز العلم والفكر والثقافة في موريتانيا.
ومع يقيني التام بأن ظروف العمل تفرض على الموظف المخلص أن يستجيب لنداء وطنه متى احتاج إلى خدمته وفي أي مكان وزمان، إلا أنني أسجل هنا للتاريخ شهادة لابد من الإدلاء بها، وهي أن محمد القادري مثل بلده أحسن تمثيل وترك في قلوب رواد المركز الثقافي المغربي من الموريتانيين من المحبة والمودة مالا يقدر بثمن، وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنّا للغيب حافظين، صدق الله العظيم.