رسالة مفتوحة إلى فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز حفظه الله
السيد الرئيس,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ما يليق بمقامكم من اكبار وتقدير أتقدم إلى فخامتكم بالرسالة التالية راجيا أن تحظى باهتمامكم رغم أني أدرك انشغالكم بهموم البلاد والعباد وفي الوقت نفسه لا يغيب علي ما تولونه من عناية كبيرة لآراء أفراد شعبكم على مختلف طبقاته.
سيدي الرئيس,
خلال حملتكم لانتخابية للإستحقاقات الرءاسية اخترتم كشعار للحملة “رئيس الفقراء” وكان لدلك لاختيار الموفق الصدى البالغ والأثر الكبير في نفوس الطبقة الفقيرة المسحوقة التي عانت ويلات الحرمان والتهميش والفقر والجهل طيلة خمسة عقود عاشت خلالها في بؤس تتكدس في شبه مساكن من القصدير لا تقيهم لهيب الحر في الصيف ولا زمهرير البرد في الشتاء تتلوى جوعا ليلا ونهارا ولا تجد ما تسد به الرمق كل هدا ولا أحد يسأل عن هده الفئة من الشعب وكأنها لا وجود لها وتعيش على كوكب آخر وتحت سماء أخرى بعيدة كل البعد عن ؤلائك الدين يعيشون في هناء ورغد لا يسمعون بكاء الأطفال تحت وطئة الجوع والعطش ولا آهات الأمهات يتألمن من سماع صراخ فلدات أكبادهن دون أن يكون لهن حول ولا قوة ولا يرون لآباء يتزاحمون على صناديق القمامة عسى أن يجدوا فتاتات خبز أوبقايا طعام يحملونها إلى صغارهم. كل هدا يحدث في عاصمة البلد وعلى بعد خطوات فقط من القصر الرمادي ومن الفيلات الفاخرة التي يعلو منها أصوات الموسيقى الصاخبة والضحكات العالية التي تصم الآدان . لا أحد يهتم بما يدور في هده البقعة المدفونة تحت أكمام القمامة وسكانها الدين يتزاحمون مع الكلاب والقطط . لا أحد يسأل ولا أحد يبالي بما يجري وكأن هؤلاء ليسوا بشر و ليسوا جزء لا يتجزء من المواطنين يتمتعون كغيرهم بحق العيش الكريم والسكن الملائم . كلا . ليسوا كدلك بل هم الطبقة الفقيرة المسحوقة المنسية في غيابات الجب شبه أحياء .
نعم سيدي الرئيس تلكم هي الطبقة الفقيرة التي اخترتم أن تكون شعارا لحملتكم الطبقة التي استبشرت بمقدمكم يوم وطأت قدماكم “الكوكب” المنسي وقمتم في دلك اليوم التاريخي بزيارة أحياء الصفيح أوما يسمى بالكبه ودخلتم إلى مساكن الصفيح والخيم البالية ورأيتم بأم العين ما لا أحد يصدق أن مثله يحدث في عاصمة البلد ومند عقود ولا أحد يحرك ساكنا . وكنتم سيدي الرئيس أول مسؤول على هدا المستوى الرفيع يقوم بزيارة دالك المكان المنبود الدي تفوح منه وعلى مسافة بعيدة رائحة البؤس والفقر والحرمان. ورغم حرارة الجو والأوساخ التي تتكدس في المكان والروائح التي تزكم الأنف أبيتم إلا أن تتابعوا زيارتكم وتقفوا عند كل “بيت” بل وأبعد من دلك شددتم على أيادي السكان المتسخة الخشنة وتبادلتم معهم أطراف الحديث بل وأبعد من دلك مسحتم بأيديكم على رٍؤوس الأطفال الحفاة العراة وداعبتموهم وأرسمتم ولأول مرة البسمة على وجوههم البريئة . بل وأبعد من دلك خاطبتم السكان وطمأنتموهم وزفيتهم إليهم البشرى السارة بأنه من اليوم فصاعدا سيتغير كل هدا المنظر البشع المؤلم المدمي للقلب ولن يبقى له أثر وإلى غير رجعة وتعالت أصوات الفرح والزغاريد والدعاء لكم من الأعماق بالخير والتوفيق والنجاح والسداد . كان بحق يوما تاريخيا عمت فيه الفرحة يوما سيبقى مرسوما بأحرف من دهب في داكرة سكان الصفيح البسطاء يوم مولد جديد لهدا المكان الدي كاد أن يكون في طي النسيان لو لا أن تداركته رحمة من ربي ثم مبادرة موفقة من السيد الرئيس الدي أصبح مند دلك اليوم يحمل لقب “رئيس الفقراء” .
سيدي الرئيس ,
تأكدوا أننا نحن طبقة الفقراء سكان هده البقعة التي أحيتموها وأخرجتم سكانها من ظلام النفق إلى نور الأمل لن نسى لكم هده اللفتة الكريمة ونبقى لكم مدينين ورعايا أوفياء نسير وراءكم ونبارك خطواتكم ونشد عضضكم .
وكما أوفيتم بعهدكم الدي قطعتم على عاتقكم وحققتم آمالنا نحن كدلك لن نتخلى عما عاهدنا عليه الله من أن نصوت لصالحكم ونمنحكم ثقتنا التي أنتم أهل لها بالدليل والبرهان.
وها انتم اليوم تتربعون على كرسي الرءاسة بعد فوزكم الساحق وأصبحتم بفضل الله رئيسا للبلاد رئيس الفقراء وهنيئا لكم وهنيئا لنا وسدد الله خطاكم إلى ما فيه خير البلاد والعباد.
واليوم يا سيادة الرئيس وقد أصبحتم تحملون مقاليد البلاد وبدأتم على بركة الله بتنفيد ما وعدتم به الشعب الدي حملكم الأمانة وبدأنا نلمس ونشاهد على أرض الوااقع التطورات التي حصلت في كافة الميادين وعلى جميع القطاعات وخاصة منها تلك التي تعني بالدرجة الأولى الطبقة الفقيرة الهشة وهكدا شقت الطرق الجديدة وعبدت الأخرى القديمة لتيسير الحركة وربط جميع مناطق العاصمة بعضها ببعض وشيدت المساكن اللائقة وزودت بالكهرباء والماء الشروب لراحة السكان ورفاهيتهم وانخفضت أسعار المواد الأساسية لتصبح بمتناول المواطن إلى جانب دلك تم توزيع المواد الغدائية بكافة أصنافها بالمجان على الفقراء وشيدت المدارس وبنيت المستوصفات في كافة الأحياء وزودت بالمعدات الطبية والكوادر البشرية لتقريب العلاج من المواطن كما تم تطوير المعدات الطبية وتحديثها في المستشفيات التي زودت بأحدث المعدات وكل دالك لراحة المواطن ورفاهيته لينعم بالعيش الرغيد والأمن والأمان في ظل العهد الجديد عهد موريتانيا الجديدة موريتانيا الحرية والديموقراطية والعدالة والمساوات .
سبادة الرئيس
أنا فرد من هدا الشعب الدي منحكم الثقة وأوصلكم إلى كرسي الرآسة . لم أكن يوما متحزبا ولا متسيسا ولأاول مرة أدلي بصوتي وكان لصالحكم ودلك لأني تحمست لبرنامجكم الانتخابي الطموح الدي يلبي تطلعات الشعب وآماله إلى غد واعد وعهد جديد من النمو والازدهار تشع فيه شمس الحرية والعدالة والمساواة وتختفي فيه كل أثر للممارسات السيئة المقموته في العهود البائدة الغابرة من تهميش وحرمان وتسلط ومحسوبية وقبلية وفساد في الأرض وأكل أموال الناس بالباطل إنه برنامج متكامل شامل بجمبع المقاييس يثلج الصدور وتطمئن له القلوب وتنفتح له العقول جاء ردعا وندبرا للمفسدين والمتهورين والمغرضين و بشيرا ومنصفا وسندا وعونا للمحرومين والمظلومين والمضطهدين . ثم أعلنتموها حربا ضروسا لا هواد فيها على الزمرة الطاغية الضالة وضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاخلال بالأمن وترهيب المواطن وتخويفه والمس بمقومات الشعب ونشر الفوضى والبلبلة والتفرقة واشاعة الفتن والكراهية والبغضاء بين الناس .
لم يكن برنامجكم يا سيادة الرئيس كبرامج أسلافكم ومنافسيكم حبرا على ورق وعبارات فضفاضة رنانة وأقوال لا يتبعها أفعال ووعود لا تنفد بل قمتم بما لم يقم به أحد من قبلكم ونفدتم الوعود وجسدتم على أرض الواقع كلما ضمنه برنامجكم وأتبعتم الأقوال بالأفعال وأنجزتم في أشهر قليلة ما لم ينجزه أحد من أسلافكم في سنوات وأصبحت البلاد كلها من أقصاها إلى أقصاها ورشا للأعمال شق الطرق وتعبيدها لربط جميع مناطق الوطن بعضها ببعض وفك العزلة تشييد المنشآت الحيوية من مستشفيات ومراكز الصحة ومدارس وتجهيزها بالمعدات والاطقم البشرية مد قنوات المياه والكهرباه في كافة مناطق الوطن وحتى الأرياف الغابرة وتقريب المصالح الحيوية من جميع المواطنين أينما وجدوا بناء المساكن اللائقة في كل حي . وهكداعم الخير وجاء الغيث واستبشر الجميع ببزوغ فجر العهد الجديد وولادة موريتانيا الجديدة .
أبليتم ياسيادة الرئيس بلاء حسنا وأجدتم وأصبتم حين أوليتم العناية الفائقة للقطاعات الحيوية الحساسة ووضعتموها على رأس قائمة الأولويات والمستعجلات لأنها تعني بالدرجة الأولى مصلحة الشعب وخاصة تلك الفئة الضعيفة الهشة . ومن بين هده القطاعات وعلى رأسها قطاع الصحة الدي عانى كغيره من القطاعات التهميش والللا مبالات والتسيب والفوضى العارمة والنقص الحاد في الأجهزة الطبية والموارد البشرية والغياب التام للضمير المهني حتى وصل هدا القطاع الحيوى الهام إلى حالة النزع الأخير وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الزوال . ولا يخفى على أحد أن زوال هدا القطاع يعني بديهيا زوال الشعب كله لأن الشعب المريض لا يعمل و لا ينتج ولا ينمي .
وجاءت عناية الله بوصولكم إلى مقاليد الحكم وكانت أياديكم البيضاء هي سترة النجاة التي أنقدت قطاع الصحة من غرق محتوم ومرة أخرى أنجزتم المعجزة وتنفس الشعب الصعداء وزال الهم والغم والخوف من الغد المظلم وحل الأمل . وبدأت الحياة تدب من جديد في القطاع ويوم بعد يوم استرجع عافيته . وكانت بحق الوصفة الناجعة الشافية التي ترجمت بصدق حنكتكم وخبرتكم ومعرفتكم الواسعة وادراككم للمسؤولية ووطنيتكم وفوق دلك كله حبكم لهدا الشعب الدي قلدكم المسؤولية وعطفكم عليه ورأفتكم به وسهركم على مصالحه. إنها بحق وصفة الطبيب المتمرس دوالخبرة النادرة . وتوجتم تلك الوصفة بالمبادرة الحكيمة النيرة عندما قمتم بتعيين الرجل المناسب في المكان المناسب وهو حدث لا سابقة له في تاريخ البلاد حيث يتولى طبيب مقاليد وزارة الصحة. ولا شك أن هدا أيضا من أكبر وأعظم إنجازاتكم ودليل قاطع وبرهان ساطع على العناية الفائقة التي تولونها لقطاع الصحة على وجه الخصوص وجميع القطاعات الأخرى ويؤكد عزمكم وتصميمكم على السير قدما بالبلاد إلى بر الأمان لتواكب الركب و تتبوأ المكانة اللائقة بها في صف الدول المتقدمة .
سيادة الرئيس
إن تعيينكم الدكتور الشيخ المختار ولد حرمة ولد بابانا على وزارة الصحة لهو أكبر انجاز في هدا القطاع وأعظم هدية تقدمونها له خدمة للبلاد والعباد . وهدا الاختيار دليل على بعد رؤيتكم الثاقبة وتصميمكم على خروج هدا القطاع الحيوي من غيابات الجب إلى نورالأمل وبر الأمان ليواكب المسيرة المظفرة التي تقودونها نحو بناء موريتانيا الجديدة موريتانيا الواعدة موريتانيا الديموقراطية موريتانيا العدالة والحرية والمساواة يسودها الأمن والأمان والحب والوآم . وإنما تحتاجونه سيادة الرئيس في هده المرحلة الحاسمة هو سواعد الرجال الأوفياء المخلصين لدينهم ووطنهم وولي أمرهم من أمثال الدكتور الشيخ المختار ولدحرمة ولد بابانا ولا أزكي أحدا على الله إنما هي كلمة حق أقولها لا أريد منها إلا وجه الله ونصيحة أسديها لولي أمري امتثالا لقول نبينا الكريم وقدوتنا ومعلمنا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حيث يروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال” الدين نصح قلنا لمن يا رسول الله قال لله وللرسول وللأمة المسلمين ولأولياء الأمور” .
سيدي الرئيس
إننا على يقين أن عزيمتكم وتصميمكم راسخان كالجبال الراسيات وكإيمانكم بالله وبما أنتم عليه من حق ولن يثني هده العزيمة وهدا التصميم كيد الكائدين ولا مكر الماكرين ولا حسد الحاسدين ولا بغض الباغضين ولن تتعطل المسيرة بإدن الله ولن يتوقف القطار نحو التقدم والنمو والازدهار لهدا البلد الغالي والرفاهية والأمن والاستقرار للمواطنين الأوفياء المخلصين الدين يعلقون آمالا جسيمة علي رئيسهم الدي اختاروه وأيدوه وناصروه وبايعوه . رئيس الفقراء . رئيس كل الموريتاتيين .
كما أننا لا يراودنا أدنى شك يا سيادة الرئيس أنكم لن تخلفوا الوعد الدي قطعتموه على أنفسكم أمام الله وأمام العباد ولن تخيبوا آمال رعاياكم الدين عقدوا العزم على السير وراءكم والشد على أياديكم للوصول إلى هدفكم النبيل وتحقيق آمالهم .
” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون “
سدد الله خطاكم وحفظكم ورعاكم ودمتم دخرا وسندا وعونا للبلاد والعباد وجبلا حائلا وسدا منيعا عن المغرضين والمفسدين الضالين المضلين الدين يفسدون في الأرض ولا يصلحون .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
محمد ولد أحمد