
*- الإسلام كله حق وكله رحمة وكله عدل، قال الله تعالى:(إن الدين عند الله الإسلام) وقال سبحانه (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) وقال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
*- والمصدران الأساسيان الصحيحان دائما للإسلام هما القرآن الكريم والسنة الصحيحة قال تعالى:(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).وقال سبحانه :(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وفي الحديث الصحيح (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين …) وفي الحديث الصحيح أيضا (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل ومن يأبى يا رسول الله قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) .وقال تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك في شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ).
*- فالإسلام هو الانقياد التام بإيمان وحب ويقين لكتاب الله تعالى ولسنة رسوله حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وفق عقيدة وفهم وفقه وعمل السلف الصالح من القرون المزكاة ومن تبعهم بإحسان رضي الله عنهم ورحمهم أجمعين .
*- فالإسلام دين شامل وكامل يصلح لكل زمان ومكان يأمر بالتوحيد الخالص كما يأمر بالأخلاق الفاضلة ويأمر بالعبادات المزكية للنفوس كما يأمر بالأحكام والمعاملات الأمينة المستقيمة ،فالإسلام كما أنه دين رحمة ورفق هو أيضا دين قوة وردع وجهاد .
ومن المعلوم أن الحدود والعقوبات الشرعية من أعظم وأنفع ما أتى به الإسلام في القرآن والسنة لإصلاح الفرد والمجتمع والقضاء على ظاهرة الجريمة بكل أنواعها الشنيعة الفظيعة كجرائم القتل والزنا والاغتصاب والسرقة والحرابة والردة وشرب الخمر والمخدرات وترويجهما …
وأغلب دول العالم وشعوبه ومنها المجتمع الموريتاني ترزح تحت وطأة الجرائم المهلكة للنفوس والأموال والأعراض والأخلاق ولا علاج لها ولا دواء لها إلا بالتربية الإيمانية الإسلامية وتطبيق العدل وإقامة الحدود والعقوبات الشرعية:(ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)
*- ومن أعظم المصائب الكبرى والمنكرات الشنيعة التي حلت بالمسلمين وسببت لهم المذلة والفساد والتخلف تعطيلهم لشرع الله وخصوصا الحدود الشرعية الرادعة التي تنشر الرحمة والعدل والأمن والعافية في الأفراد والمجتمعات إذا تم العمل بها : كحد الرجم حتى الموت للزاني المحصن والزانية المحصنة وحد القتل للقاتل ، وحد القتل للمرتد عن دينه وحد السرقة للمعتدين على الأموال ، وحد القتل وتقطيع الأطراف للمحاربين لله ولرسوله ولجماعة المسلمين وحد شاربي ومروجي الخمر و المخدرات المفسدة للعقول والمدمرة للأعصاب (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا ).
ولا علاج لهذه الجرائم التي تفسد حياة الناس وتحولها إلى شقاء وفوضى ودمار إلا بتطبيق الإسلام في عقيدته وأخلاقه وأحكامه ومنها العقوبات الشرعية التي هي في ظاهرها ردع وقوة وصرامة وفي حقيقتها ونتائجها وثمارها بركة ورحمة وأمن وطهارة وعافية في الدنيا والآخرة :(ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)
*- ومن المصائب الكبرى والمنكرات الشنيعة التي حلت بالمسلمين في أيامنا هذه انهزام بعض المثقفين والمفكرين من أبناء المسلمين أمام الحضارة الغربية الكافرة الغازية ، حتى أصبح بعض هؤلاء المفكرين والمثقفين علمانيين يفصلون بين الدين والدولة ويستهترون بفرائض الإسلام وأحكامه تحت شعارات الاجتهاد والانفتاح والحداثة وغيرها من الشعارات الخداعة البراقة ويشكون أو ينفون صلاحية الإسلام وأحكامه وتشريعاته لكل زمان ومكان مع أن الإسلام كان وسيظل صالحا ومصلحا لكل زمان ومكان إذا ما تم العمل به في جميع مجالات الحياة.
والعلماء والمفكرون المسلمون وضحوا الحقائق تماما وقالوا إن الحضارة الغربية لا تقبل كلها ولا ترفض كلها : فنقبل منها ما يفيدنا وينفعنا كالتقدم التكنولوجي والصناعي والطبي والزراعي والعسكري و كالديموقراطية وأساليب الإدارة ، ونرفض من الحضارة الغربية ما يخالف عقيدتنا وأخلاقنا وعباداتنا وأحكامنا وحدودنا الشرعية الثابتة .
*- ومن المصائب الكبرى والمنكرات الشنيعة التي حلت بالمسلمين أن بعض أبناء المسلمين أصبح يعتدي ويسخر من الفقهاء والعلماء وهم ورثة الأنبياء وصفوة وخيرة المسلمين بعد الرسل والصحابة وأصبح بعض الجهلة والحمقى يعمل ويدعو لإحراق كتب العلم والفقه المستنبطة من القرآن والسنة والتي أجمعت الأمة على تعظيمها والعمل بها وتعظيم مؤلفيها الأتقياء الورعين ، وقد تكفل الله بحفظ دينه ونصرته والدفاع عن علمائه :(إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب )(ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله).
*- ومن المصائب الكبرى والمنكرات الشنيعة التي حلت بالمسلمين هذه الأيام إنكار بعض أبناء المسلمين لأحكام شرعية ثابتة مجمع عليها مما لم يكن يجرؤ عليه إلا عتاة وغلاة ومتطرفو العلمانيين والملحدين ، كما فعل – مع الأسف الشديد- الأستاذ الدكتور محمد بن المختار الشنقيطي والذي لديه سجل حافل بمثل هذه الأمور الشنيعة الشاذة والتي كادت تهلك أو أهلكت المفكر الكبير حسن الترابي، حيث قرر محمد بن المختار الشنقيطي صراحة أنه :(لا رجم في شريعة الرحمة الإسلامية )، رغم أن حكم الرجم ثابت في الأحاديث الصحيحة الصريحة المتواترة في صحيح البخاري وصحيح مسلم والموطأ للإمام مالك بأصح الأسانيد وأصح المتون، وحكم الرجم هذا أيضا ثابت بالقرآن الكريم فيما نسخ لفظه وبقي حكمه:(والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة)، قال الإمام مالك في موطئه :يعني بالشيخ والشيخة الثيب والثيبة ، وقد عنون الإمام مالك في موطئه بهذا العنوان :كتاب الحدود – باب ما جاء في الرجم وأتى باثني عشر حديثا في هذا الباب ، وحكم الرجم أيضا ثابت بإجماع وسنة الخلفاء الراشدين والصحابة أجمعين والتابعين والأئمة الأربعة مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد ، وثابت أيضا ومعمول به لدى جميع علماء المسلمين وفقهائهم من السلف والخلف ومنصوص عليه في كتبهم بالأدلة الصحيحة الواضحة، ولم يخالفهم في ذلك إلا بعض الخوارج وبعض المعتزلة أعاذنا الله وإياكم منهم .
*- ومن الكتب الشرعية والفقهية الكثيرة التي نصت صراحة وبالأدلة الأصولية القوية على حكم الرجم :صحيح البخاري وصحيح مسلم وموطأ الإمام مالك وبلوغ المرام للعلامة ابن حجر العسقلاني وسبل السلام شرح بلوغ المرام للإمام الصنعاني وعمدة الأحكام وشرحه تيسير العلام وبداية المجتهد ونهاية المقتصد للإمام العلامة ابن رشد المالكي حيث قال : (فأما الثيب الأحرار المحصنون فإن المسلمين أجمعوا على أن حدهم الرجم إلا فرقة من أهل الأهواء فإنهم رأوا أن حد كل زان الجلد وإنما صار الجمهور للرجم لثبوت أحاديث الرجم فخصصوا الكتاب بالسنة أعني قوله تعالى (الزانية والزاني ) الآية وزاد المعاد في هدي خير العباد للعلامة الكبير ابن القيم ، والأربعين النووية للإمام العلامة النووي (في حديث متفق عليه ) وفقه السنة للشيخ العلامة الداعية سيد سابق ورسالة ابن أبي زيد القيرواني حيث قال فيها (ومن زنى من حر محصن رجم حتى يموت ) وقال الشيخ العلامة خليل المالكي في مختصره :(يرجم المكلف الحر المسلم إن أصاب بعدهن بنكاح لازم صح بحجارة معتدلة )وقال العلامة الشيخ آد في الكفاف: يرجم محصن بأعظم حجر يرمى به وهو من قبل دسر
*- وبهذا يتضح البطلان التام لرأي الدكتور محمد بن المختار الشنقيطي حينما تجرأ على نفي وجود حكم الرجم للزاني المحصن في الشريعة الإسلامية زاعما بأن الفقهاء هم الذين ابتدعوا هذا الحكم وابتكروه وهذا باطل كما هو واضح كما استدل على رأيه بالقرآن فقط وتجاهل الأحاديث الصحيحة والسنة العملية المتواترة وقد اتفق جميع العلماء وكافة المسلمين على وجوب العمل بالسنة والقرآن معا دون فصل ولا تفريق بينهما ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي ) كما زعم الدكتور محمد بن المختار الشنقيطي بأن حكم الرجم يتناقض مع رحمة الشريعة الإسلامية وهذا المنطق لو طبقناه لألغينا كافة الحدود الشرعية وخاصة حد القتل وحد السرقة وحدود القصاص في الجروح بحجة أنها تزهق أرواح القتلة وتشوه أطراف اللصوص والمجرمين وهذا المنطق باطل وفاسد تماما ولا يمكن أن يقول به مسلم لأن الشريعة الإسلامية شريعة ربانية من صميم خصائصها الرحمة والرفق والعدل والردع والقوة والجهاد في توازن وتكامل من لدن أحكم الحاكمين العليم بالمصالح والمفاسد جل جلاله وتعالت صفاته.
كما أنه من الحقائق الواضحة أن الإسلام بحمد الله ينتصر وينتشر تدريجيا في كل أرجاء الأرض ولسنا بحاجة للانهزام النفسي أو التشريعي أمام أعداء الإسلام ، لأن أوروبا وأمريكا خصوصا ينتشر في صفوف أبنائهم الإسلام .
كما أنني أنصح نفسي وجميع الدعاة إلى الله وكافة المسلمين بالتوبة إلى الله والحذر التام من جميع المنكرات والأمور الشاذة ، والاعتزاز الدائم بالإسلام كله عقيدة وشريعة وأخلاقا والسعي للدعوة إليه وعرضه على الناس كلهم بكل عزة وإباء و تحكيمه في شموله وكماله في جميع مجالات الحياة ، والحذر التام من تحكيم عقولنا الناقصة القاصرة في شرع الله الحكيم الخبير(ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله) .
*- كما أن الاجتهاد في الإسلام بمحض العقل بدون الضوابط الشرعية يجرئ الجهلة والحمقى من أدعياء الثقافة والفكر والحرية على حرمات الشريعة وثوابت الدين وهذا أضراره كبيرة ولا يجوز .
*- مع أن التفكير الهادف والحوار العلمي البناء المنضبط بالقواعد الشرعية مفيد وضروري للنهوض بالمسلمين كما أن الاجتهاد والإبداع مفتوح في الشؤون والأمور التي لا نص فيها أو الأمور الدنيوية المحضة دون المساس بأصول الشريعة وثوابتها وأحكامها المحكمة كما هو معلوم.
وما دفعني لكتابة هذه السطور إلا النصيحة للمسلمين و للإسلاميين وللمفكرين منهم خصوصا والحرص على الاستقامة على الحق والابتعاد عن الزيغ والضلال بحجة (الانفتاح والحداثة).
وأسأل الله التوفيق والسداد والعفو والعافية لي ولجميع إخواني ولجميع المسلمين في الدنيا والآخرة.
*- والمصدران الأساسيان الصحيحان دائما للإسلام هما القرآن الكريم والسنة الصحيحة قال تعالى:(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).وقال سبحانه :(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وفي الحديث الصحيح (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين …) وفي الحديث الصحيح أيضا (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل ومن يأبى يا رسول الله قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) .وقال تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك في شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ).
*- فالإسلام هو الانقياد التام بإيمان وحب ويقين لكتاب الله تعالى ولسنة رسوله حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وفق عقيدة وفهم وفقه وعمل السلف الصالح من القرون المزكاة ومن تبعهم بإحسان رضي الله عنهم ورحمهم أجمعين .
*- فالإسلام دين شامل وكامل يصلح لكل زمان ومكان يأمر بالتوحيد الخالص كما يأمر بالأخلاق الفاضلة ويأمر بالعبادات المزكية للنفوس كما يأمر بالأحكام والمعاملات الأمينة المستقيمة ،فالإسلام كما أنه دين رحمة ورفق هو أيضا دين قوة وردع وجهاد .
ومن المعلوم أن الحدود والعقوبات الشرعية من أعظم وأنفع ما أتى به الإسلام في القرآن والسنة لإصلاح الفرد والمجتمع والقضاء على ظاهرة الجريمة بكل أنواعها الشنيعة الفظيعة كجرائم القتل والزنا والاغتصاب والسرقة والحرابة والردة وشرب الخمر والمخدرات وترويجهما …
وأغلب دول العالم وشعوبه ومنها المجتمع الموريتاني ترزح تحت وطأة الجرائم المهلكة للنفوس والأموال والأعراض والأخلاق ولا علاج لها ولا دواء لها إلا بالتربية الإيمانية الإسلامية وتطبيق العدل وإقامة الحدود والعقوبات الشرعية:(ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)
*- ومن أعظم المصائب الكبرى والمنكرات الشنيعة التي حلت بالمسلمين وسببت لهم المذلة والفساد والتخلف تعطيلهم لشرع الله وخصوصا الحدود الشرعية الرادعة التي تنشر الرحمة والعدل والأمن والعافية في الأفراد والمجتمعات إذا تم العمل بها : كحد الرجم حتى الموت للزاني المحصن والزانية المحصنة وحد القتل للقاتل ، وحد القتل للمرتد عن دينه وحد السرقة للمعتدين على الأموال ، وحد القتل وتقطيع الأطراف للمحاربين لله ولرسوله ولجماعة المسلمين وحد شاربي ومروجي الخمر و المخدرات المفسدة للعقول والمدمرة للأعصاب (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا ).
ولا علاج لهذه الجرائم التي تفسد حياة الناس وتحولها إلى شقاء وفوضى ودمار إلا بتطبيق الإسلام في عقيدته وأخلاقه وأحكامه ومنها العقوبات الشرعية التي هي في ظاهرها ردع وقوة وصرامة وفي حقيقتها ونتائجها وثمارها بركة ورحمة وأمن وطهارة وعافية في الدنيا والآخرة :(ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)
*- ومن المصائب الكبرى والمنكرات الشنيعة التي حلت بالمسلمين في أيامنا هذه انهزام بعض المثقفين والمفكرين من أبناء المسلمين أمام الحضارة الغربية الكافرة الغازية ، حتى أصبح بعض هؤلاء المفكرين والمثقفين علمانيين يفصلون بين الدين والدولة ويستهترون بفرائض الإسلام وأحكامه تحت شعارات الاجتهاد والانفتاح والحداثة وغيرها من الشعارات الخداعة البراقة ويشكون أو ينفون صلاحية الإسلام وأحكامه وتشريعاته لكل زمان ومكان مع أن الإسلام كان وسيظل صالحا ومصلحا لكل زمان ومكان إذا ما تم العمل به في جميع مجالات الحياة.
والعلماء والمفكرون المسلمون وضحوا الحقائق تماما وقالوا إن الحضارة الغربية لا تقبل كلها ولا ترفض كلها : فنقبل منها ما يفيدنا وينفعنا كالتقدم التكنولوجي والصناعي والطبي والزراعي والعسكري و كالديموقراطية وأساليب الإدارة ، ونرفض من الحضارة الغربية ما يخالف عقيدتنا وأخلاقنا وعباداتنا وأحكامنا وحدودنا الشرعية الثابتة .
*- ومن المصائب الكبرى والمنكرات الشنيعة التي حلت بالمسلمين أن بعض أبناء المسلمين أصبح يعتدي ويسخر من الفقهاء والعلماء وهم ورثة الأنبياء وصفوة وخيرة المسلمين بعد الرسل والصحابة وأصبح بعض الجهلة والحمقى يعمل ويدعو لإحراق كتب العلم والفقه المستنبطة من القرآن والسنة والتي أجمعت الأمة على تعظيمها والعمل بها وتعظيم مؤلفيها الأتقياء الورعين ، وقد تكفل الله بحفظ دينه ونصرته والدفاع عن علمائه :(إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب )(ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله).
*- ومن المصائب الكبرى والمنكرات الشنيعة التي حلت بالمسلمين هذه الأيام إنكار بعض أبناء المسلمين لأحكام شرعية ثابتة مجمع عليها مما لم يكن يجرؤ عليه إلا عتاة وغلاة ومتطرفو العلمانيين والملحدين ، كما فعل – مع الأسف الشديد- الأستاذ الدكتور محمد بن المختار الشنقيطي والذي لديه سجل حافل بمثل هذه الأمور الشنيعة الشاذة والتي كادت تهلك أو أهلكت المفكر الكبير حسن الترابي، حيث قرر محمد بن المختار الشنقيطي صراحة أنه :(لا رجم في شريعة الرحمة الإسلامية )، رغم أن حكم الرجم ثابت في الأحاديث الصحيحة الصريحة المتواترة في صحيح البخاري وصحيح مسلم والموطأ للإمام مالك بأصح الأسانيد وأصح المتون، وحكم الرجم هذا أيضا ثابت بالقرآن الكريم فيما نسخ لفظه وبقي حكمه:(والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة)، قال الإمام مالك في موطئه :يعني بالشيخ والشيخة الثيب والثيبة ، وقد عنون الإمام مالك في موطئه بهذا العنوان :كتاب الحدود – باب ما جاء في الرجم وأتى باثني عشر حديثا في هذا الباب ، وحكم الرجم أيضا ثابت بإجماع وسنة الخلفاء الراشدين والصحابة أجمعين والتابعين والأئمة الأربعة مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد ، وثابت أيضا ومعمول به لدى جميع علماء المسلمين وفقهائهم من السلف والخلف ومنصوص عليه في كتبهم بالأدلة الصحيحة الواضحة، ولم يخالفهم في ذلك إلا بعض الخوارج وبعض المعتزلة أعاذنا الله وإياكم منهم .
*- ومن الكتب الشرعية والفقهية الكثيرة التي نصت صراحة وبالأدلة الأصولية القوية على حكم الرجم :صحيح البخاري وصحيح مسلم وموطأ الإمام مالك وبلوغ المرام للعلامة ابن حجر العسقلاني وسبل السلام شرح بلوغ المرام للإمام الصنعاني وعمدة الأحكام وشرحه تيسير العلام وبداية المجتهد ونهاية المقتصد للإمام العلامة ابن رشد المالكي حيث قال : (فأما الثيب الأحرار المحصنون فإن المسلمين أجمعوا على أن حدهم الرجم إلا فرقة من أهل الأهواء فإنهم رأوا أن حد كل زان الجلد وإنما صار الجمهور للرجم لثبوت أحاديث الرجم فخصصوا الكتاب بالسنة أعني قوله تعالى (الزانية والزاني ) الآية وزاد المعاد في هدي خير العباد للعلامة الكبير ابن القيم ، والأربعين النووية للإمام العلامة النووي (في حديث متفق عليه ) وفقه السنة للشيخ العلامة الداعية سيد سابق ورسالة ابن أبي زيد القيرواني حيث قال فيها (ومن زنى من حر محصن رجم حتى يموت ) وقال الشيخ العلامة خليل المالكي في مختصره :(يرجم المكلف الحر المسلم إن أصاب بعدهن بنكاح لازم صح بحجارة معتدلة )وقال العلامة الشيخ آد في الكفاف: يرجم محصن بأعظم حجر يرمى به وهو من قبل دسر
*- وبهذا يتضح البطلان التام لرأي الدكتور محمد بن المختار الشنقيطي حينما تجرأ على نفي وجود حكم الرجم للزاني المحصن في الشريعة الإسلامية زاعما بأن الفقهاء هم الذين ابتدعوا هذا الحكم وابتكروه وهذا باطل كما هو واضح كما استدل على رأيه بالقرآن فقط وتجاهل الأحاديث الصحيحة والسنة العملية المتواترة وقد اتفق جميع العلماء وكافة المسلمين على وجوب العمل بالسنة والقرآن معا دون فصل ولا تفريق بينهما ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي ) كما زعم الدكتور محمد بن المختار الشنقيطي بأن حكم الرجم يتناقض مع رحمة الشريعة الإسلامية وهذا المنطق لو طبقناه لألغينا كافة الحدود الشرعية وخاصة حد القتل وحد السرقة وحدود القصاص في الجروح بحجة أنها تزهق أرواح القتلة وتشوه أطراف اللصوص والمجرمين وهذا المنطق باطل وفاسد تماما ولا يمكن أن يقول به مسلم لأن الشريعة الإسلامية شريعة ربانية من صميم خصائصها الرحمة والرفق والعدل والردع والقوة والجهاد في توازن وتكامل من لدن أحكم الحاكمين العليم بالمصالح والمفاسد جل جلاله وتعالت صفاته.
كما أنه من الحقائق الواضحة أن الإسلام بحمد الله ينتصر وينتشر تدريجيا في كل أرجاء الأرض ولسنا بحاجة للانهزام النفسي أو التشريعي أمام أعداء الإسلام ، لأن أوروبا وأمريكا خصوصا ينتشر في صفوف أبنائهم الإسلام .
كما أنني أنصح نفسي وجميع الدعاة إلى الله وكافة المسلمين بالتوبة إلى الله والحذر التام من جميع المنكرات والأمور الشاذة ، والاعتزاز الدائم بالإسلام كله عقيدة وشريعة وأخلاقا والسعي للدعوة إليه وعرضه على الناس كلهم بكل عزة وإباء و تحكيمه في شموله وكماله في جميع مجالات الحياة ، والحذر التام من تحكيم عقولنا الناقصة القاصرة في شرع الله الحكيم الخبير(ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله) .
*- كما أن الاجتهاد في الإسلام بمحض العقل بدون الضوابط الشرعية يجرئ الجهلة والحمقى من أدعياء الثقافة والفكر والحرية على حرمات الشريعة وثوابت الدين وهذا أضراره كبيرة ولا يجوز .
*- مع أن التفكير الهادف والحوار العلمي البناء المنضبط بالقواعد الشرعية مفيد وضروري للنهوض بالمسلمين كما أن الاجتهاد والإبداع مفتوح في الشؤون والأمور التي لا نص فيها أو الأمور الدنيوية المحضة دون المساس بأصول الشريعة وثوابتها وأحكامها المحكمة كما هو معلوم.
وما دفعني لكتابة هذه السطور إلا النصيحة للمسلمين و للإسلاميين وللمفكرين منهم خصوصا والحرص على الاستقامة على الحق والابتعاد عن الزيغ والضلال بحجة (الانفتاح والحداثة).
وأسأل الله التوفيق والسداد والعفو والعافية لي ولجميع إخواني ولجميع المسلمين في الدنيا والآخرة.