نواكشوط – عبد الله أتفغ المختار
علمت صحراء ميديا من مصادر مقربة من المكتب الدائم لحزب “عادل”، أن اجتماعا عقده المكتب أمس الأربعاء، شهد نقاشات معمقة لأهداف الحوار الجاري بين قيادة الحزب المعارض وقيادة حزب الإتحاد من أجل الجمهورية، أكبر أحزاب الأغلبية الحاكمة.
ومع أن مضمون النقاشات داخل “عادل” مُحاط بسرية كبيرة، إلا أن التسريبات تشير إلى أن الخلاف لم يعد مطروحا بشأن الانضمام للأغلبية من عدمه، وإنما على طبيعة العلاقة مع الحزب الحاكم، ورئيس الجمهورية.
بعض قادة حزب عادل يرى أنه في الوقت الحاضر لا توجد أحزاب أغلبية بالمفهوم السياسي، وأن حزب الأغلبية الوحيد هو حزب “الإتحاد” ذي الأغلبية البرلمانية الخارجة من عباءة “عادل” في الأصل، وفي ظروف سياسية معينة.
ويطالب أصحاب هذا الطرح بأن يتبوأ “عادل” مكانته كـ”وصيف” لـ”الإتحاد” ويبررون الخطوة التي يطلبونها بكون مكونات “عادل” هي “ما ينقص نظام ولد عبد العزيز الآن لتشكيل جبهة سياسية متوازنة”؛ بحسب إطار في الحزب، مضيفا في تصريح لـصحراء ميديا إن “ما يشل من فاعلية الحزب الحاكم هو افتقاره لخبرة (العادليين) مقابل افتقار الأخيرين لموقعهم التقليدي كساسة في الأغلبية”.
وزير سابق من حزب عادل رفض ذكر اسمه، لا يستعجل دخول حزبه الأغلبية “قبل حصوله على ضمانات على أن ولد عبد العزيز سيسعى لتسييس الأغلبية”، وفي شرحه لكلمة “التسييس” قال الوزير “نحن في عادل خلافا لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية تنفن السياسة ونحترفها، ولنا اليد الطولي في تحريك المشهد السياسي منذ أمد بعيد، لذا فإنني أعتقد أننا لن ندخل أغلبية لا يُشرِك الحزب الحاكم فيها باقي أحزاب الأغلبية إلا نادرا، وفي توقيعات بعض البيانات فقط”.
وحسب جل من التقيناهم من ساسة وأطر عادل؛ المعارض حتى الآن، فإن رؤية جديدة بدأت تستهوى التشكيلة السياسية التي عارضت ولد عبد العزيز خلال العامين الفارطين، وتتلخص هذه الرؤية في “تبني الواقعية” مع النظام الذي تتجه معارضته “التقليدية” للتطبيع معه، من جهة، والاستجابة لمتطلبات “إعادة التموقع” للاستحقاقات الانتخابية القادمة، من جهة أخرى، مقابل “تخفيف الضغط السياسي” على النظام، ومشاركته في تعويض ما تسميه المعارضة اليوم “افتقار الإدارة في مختلف مستوياتها إلى الخبرة” فيما لا يستبعد مراقبون أن يعيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز تأكيد التزامه بمساواة أحزاب الأغلبية في الشراكة السياسية، وساعتها “سيستعيد عادل جزء من ألقه السياسي وكارزميته المفقودين”؛ يقول محللون.
وفي الطرف الآخر، يتحدث قياديون في الحزب الحاكم عن أسبقية حزبهم في حشد الدعم المبكر للإطاحة بولد الشيخ عبد الله، ولانتخاب محمد ولد عبد العزيز رئيسا للجمهورية في منافسة شهدت استقطابا سياسيا غير مسبوق، ويعتبرون أن “مكانة الإتحاد من أجل الجمهورية قد احتلها بامتلاكه أغلبية برلمانية مريحة ليست بحاجة لدخول حزب عادل ، بل إن من قادة الإتحاد من لا يقيم أي وزن لتوجهات عادل ولا يرغب في دخوله الأغلبية.