« محمد ولد الغزواني » هو الاسم الأكثر تداولاً في أوساط الموريتانيين هذه الأيام، خاصة بعد أن تم اختياره من طرف النظام كمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، ودعوة الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز إلى دعمه، وتأكيد ذلك من طرف الوزير الناطق باسم الحكومة ورئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم.
ولد محم وصف ترشيح « غزواني » للانتخابات الرئاسية بأنه « الخيار الأفضل »، ولكن من هو « محمد ولد الغزواني » الرجل الذي تشير المعطيات إلى أنه سيحكم البلاد خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو الذي كان شريكاً في الحكم منذ عام 2005.
اسمه الكامل « محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني »، ولكن الموريتانيين يسمونه اختصاراً « غزواني »، وهو ينحدر من أسرة علمية وصوفية معروفة في موريتانيا، وينحدر من مقاطعة « بومديد » شرقي البلاد.
« غزواني » البالغ من العمر 63 عاماً، متزوج وأب لخمسة أبناء، ويصفه المقربون منه بأنه « هادئ وكتوم »، عسكري محترف ومثقف، يحظى بثقة واحترام أغلب أفراد المؤسسة العسكرية.
انخرط « غزواني » في صفوف الجيش الموريتاني متطوعا يوم 15/10/1978، وتابع تكوين كطالب ضابط في المغرب، وهو حاصل على شهادة الباكلوريا وشهادة جامعية في الدراسات القانونية، وماجستير في العلوم الإدارية والعسكرية، وعدة شهادات عسكرية ودورات تدريبية في مجال الحروب.
في عام 1987 كان مرافقاً عسكرياً للرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع، قبل أن يعود ليطيح به في انقلاب عسكري عام 2005، لعب فيه دوراً محورياً ولكنه بقي في الظل أمام بروز اسم صديقه « محمد ولد عبد العزيز ».
بعد انقلاب 2005 تولى « غزواني » إدارة الأمن الوطني، وكان عضواً في « المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية » الذي أدار البلاد، وقاد فترة انتقالية أسفرت عن انتخاب أول رئيس مدني في تاريخ البلاد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.
كافأ « ولد الشيخ عبد الله » الرجل بأن عينه قائدا للأركان الوطنية عام 2008، ولكن سرعان ما ساءت العلاقة بين « ولد الشيخ عبد الله » وأصدقائه العسكريين وفي مقدمتهم « عزيز » و« ولد الغزواني »، لتنتهي الأمور بانقلاب عسكري قاده الرجلان عام 2008.
منذ 2008 والرجلان يحكمان البلد بقبضة قوية، تولى ولد الغزواني رئاسة المجلس الأعلى للدفاع عام 2009، وتولى بعد ذلك قيادة الأركان العامة للجيوش 2013، بينما نزع « عزيز » البزة العسكرية وارتدى ربطة العنق ليدير البلاد من القصر الرئاسي.
في نهاية عام 2012 أصيب « عزيز » بطلق ناري في حادثة اشتهرت لدى الموريتانيين باسم « حادثة الطويلة »، وتلقى فترة علاج في فرنسا استمرت 45 يوماً، كان خلالها « غزواني » هو الرئيس الفعلي للبلاد ممسكاً بكافة الملفات ويدير المرحلة الحرجة بهدوء حتى عاد صديقه.
ومع نهاية الولاية الرئاسية الثانية والأخيرة لـ « عزيز »، كان « غزواني » قد نال حقه في التقاعد، فتم تعيينه شهر أكتوبر الماضي وزيراً للدفاع ليظهر في « ربطة عنق » أنيقة معلنة نهاية الخدمة العسكرية وبداية مرحلة جديدة.
تبدو ملامح المرحلة الجديدة واضحة، منذ أن كشف « عزيز » لأنصاره المقربين أنه يدعم « غزواني » في الانتخابات المقبلة، بينما لا يزال الأخير صامتاً وتاركاً الأمور تسير بشكل طبيعي.