
البعثيون القدامى بكوا رفيقهم وسردوا بعضا من تفاصيل العمل السري لخلايا البعث في موريتانيا
نظم اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين بدار الثقافة مساء اليوم الثلاثاء ندوة فكرية وسياسية بمناسبة جمع وتحقيق ديوان الشاعر والناشط السياسي الراحل فاضل امين ، وسط حضور افراد من عائلة واصدقاء ورفاق الراحل.
وتحولت الأمسية الى ندوة تأبينية تناول خلالها المتدخلون حياة فاضل امين وشعره ونضاله كأحد رموز الحركة البعثية في موريتانيا منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى وفاته في منفاه بالعاصمة السينغالية داكار اوائل ثمانينيات القرن الماضي .
وطلب محمد فاضل ولد مامون احد اقارب الفقيد في كلمة شكر بإسم العائلة بقراءة الفاتحة على روح الشاعر الذي توفي وهو في ريعان شبابه وعنفوان عطائه ، قبل أن يتدخل اصدقاء الرجل ورفاقه في ذكر بعض التفاصيل المتعلقة بمساره النضالي والأدبي خلال خمسة عشر سنة قضاها في هذا المضمار
فاضل … المظلوم
ركزت أغلب المداخلات في الندوة التى حضرها لفيف من الأدباء والكتاب والمهتمين على ضرورة نفض الغبار عن الدور الذي لعبه الشاعر سواء على مستوى الافكار الثورية او على مستوى الإبداع الشعري كون قصائده شكلت من الناحية الفنية والثقافية زواجا بين مدرستين المدرسة المحظرية بعالميتها والاتجاهات الادبية والفكرية بمدارسها سيما المدرسة الرومانسية
واعتبر رفيق درب الشاعر الاديب والاعلامي احمد ولد بياه ان حياة فاضل امين واسمه الحقيقي محمد الامين ولد محمد فاضل قمينة بان يسلط عليها الضوء لغناها وجاذبيتها رغم قصرها ” بحسب تعبيره
وفاض ولد بياه في الحديث عن المرحلة النضالية للشاعر موردا جملة من الاحداث التى ساهما معا الى جانب خلايا حزب البعث العربي إبان تلك الحقبة في تفاعلاتها ، وقال ولد بياه ان فاضل امين كان ثوريا يتغنى بأمجاد العرب في عهود انتصاراتهم ويتحسر على نكباتهم اضافة الى إنشغاله ببلده وذوده عن عروبته وشعوره بأنه بلد طرف في المنطقة العربية لكنه يحس بما تحس به الأمه ويتفاعل مع انتصاراتها ونكباتها
وكان فاضل امين شاعرا موهوبا خصص جانبا كبيرا من شعره للقومية العربية وقد تأثر بقوة بخطاب حزب البعث العربي الاشتراكي نهاية السبعينيات ودرس المسرح في العراق وكان على تواصل بمجموعات البعثيين التى كانت تعمل في الخفاء وسط مطاردة واعتقالات وحملات تعذيب متواصلة ، وقد هاجر فاضل امين الى السينغال عشية كتابته لقصيدة ومنشور رفقة ولد بياه في أتون معارك الحكومة أنذاك ضد الحركات القومية التى كانت تعمل في السر
شريط الذكريات
كان الشاعر فاضل امين عنصرا نشطا في الخلايا السرية للحركة البعثية الموريتانية يدغدغ بقصائده مشاعر الرفاق ، وقد كان للبعثين وسائل لطبع وتوزيع المنشورات التى كانوا يوزعونها بعيدا عن أعين الامن المتربص بهم انذاك ، ويقول ولد بياه ان إحدى مطاحن الحبوب في نواكشوط كنت تتم بها عملية طباعة المناشير المناهضة للحكومة ، وقد غادر فاضل امين موريتانيا بعد طباعة وتوزيع أخر منشور له في موريتانيا عام مارس 1983
و في العاصمة السينغالية داكار سجل قبل وفاته رفقة عدد من المنفيين البعثيين شريطا به عشرات القصائد تم إرساله الى موريتانيا ووزع على مناضلي حزب البعث انذاك
وتضم مجموعة الشاعر المحققة في ديوان “الشعر في مواكبة لنضال” والتى جمعها وحققها الاديب احمدفال ولد احمدو الخديم 20 نصا تحتوي 811 بيتا وهي ترصد ارهاصات الشعر الاولى من خلال أقدم النصوص التى كتبها ويعود تاريخها لعام 69 كما تتضمن اخر قصائده والتى ألفها قبل وفاته عام 83
وتوجد بها مختلف اغراض الشعر من الغزل والرثاء الى القصائد الوطنية والقومية في المناسبات المختلفة،،
وتعكس معظم نصوصه التى كتبها منتصف السبعينيات بداية إعتناق الشاعر لفكر حزب البعث ومعظم قصائد الراحل طويلة حيث متوسط طولها ما بين 42ـ 68 بيتا ويزيد طولها أحيانا على 90 بيتا.
وتتميز لغة قصائده الشعرية برسوخ قدم في لغة الشعر الجاهلي الاسلامي الرصينة بايقاعها العروضي الوفي للتقاليد العمودية وهي من حيث الدلالة تتميز بالصورة الشعرية ا لمبنية على الرموز الدلالية والكثافة المشوبة بظلال من الرومانسية الحالمة
ويقول عن القضية في شعره الطالب الموريتاني الولي ولد طه في رسالة تخرج له ان احساسه المرهف وذوقه الصافي جعلاه يحس بمرارة واقع أمته احساسا قويا يهز اوتار قبله فينفث اهاته في دياجير الواقع “