شهور تسعة مرت على احدث صولات الصليبيين على ليبيا ، اجل شعور تسعة تحولت فيها ليبيا الخضراء إلى حمم من اللهب ،سماء صحرائها الصافي لبدته سبح صواريخ الدمار الأطلسية ، وضباب مدنها الساحلية أضاءتها سحب مقنبلات الناتو ” حماة المدنيين من بطش القذافي؟” حيث لا ترى خلال تلك الحماية سوى شيخ هرم مضرجا في دمائه أو أمًا ثكلى تسح مآقيها دما فرقا على فلذة كبدها الممزق بين ذراعيها، أو عذراء تمرق وجلا نزع حلفاء الناتو عنها أثوابها الداخلية قالواعنه قاتل ، مدمر، مبذر، هل قتلاه إن صح الاتهام خلال اربعة عقود يساوون قتلى صاروخ واحد من نوع كروز او توماهوك يسقط على مدينة مزدحمة مثل طرابلس
“(‘نها حماية المدنية بطريقة ثوار الناتو) وهل الاموال التي أنفقت من اجل إسعاد فقراء الجيران في أفريقيا تساوي ما سيدفع للناتو من ثروات الشعب الليبي ، وعقود الإعمار المجحف التي بدا الحديث عنها، سلوا العراقيين فثروة بلادهم أضخم مما تملكون، سلوهم عن فواتير الجيوش الغازية وسلوا الافغان عن اسقاط طالبين بحكمها المرعب الذي اصبحوا يتمنونه .
عاهد الثائر المسلم شعبه أن المحيا محياهم وأن الممات مماتهم فخاضها حرب شرف ، حتى قضا نحبه واقفا مثل الشجرة ، قبل موته ماتت قناة الجزيرة حيث سقطت كل أقنعتها ، وانكشف زيف مقولة ” الرأي والرأي الأخر” حيث لم يٌحظ أي من لليبيين الأحرار بهامش ضيق لشرح أسباب ودوافع الحملة.
أجل سقط القذافي مضرجا بدمائه وسقط نجله المعتصم ورفيق دربه بوبكر يونس جابر مجزرة تراقص لها القتل ولم تحترم قناواة “الاعراب” أخلاق المهنة ولا الانساية ومن لم يحترم شعور الاحياء لا يتوقع منه ستر جثة هامدة .
لا عار أن يسقط الجندي في ساحة الوغى لكن العيب كل العيب أن يسقط مصابا من الخلف، في الظهر مثلا أما احرار ليبيا فقد أصيبوا كلهم من الأمام لم يقع الطعن إلا في نحورهم ، لم يموتوا ميتة الجبناء ، وظهر ثوار الناتو مجردين من كل أخلاق، روايتهم متناقضة ، مرة امسكوه في قبو !! تماما مثل كذبة اعتقاد صدام حسين، ثم قتلوه وتلك شيمة من شيم الجبناء فقد كان العرب قبل الإسلام لا يقتلون أسيرا وأكد القرءان هذه القيمة الإنسانية حتى في التعامل مع الكافر يقوله تعالى ولا أظن أن قوله يهمهم ” يأيها الذين آمنوا إذا لقيتموا الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداءا” أما ثوار الناتو فقد نزعت من أفئدتهم كل قيم الإنسانية و كل رأفة.
سقط الثائر المسلم كما وعد لن أغادر بلادي ساموت فيها ساموت فيها وعما قريب سترجعون يضرب بعضكم رقاب بعض مثل اخوانكم في العراق وسينتحب الشعب الليبي قائده الأبي وستبكيه الشعوب العربية وسينتقم له التاريخ من عصابة الناتو فعما قريب يا ياقادة الجزيرة ستدور عليكم الدائرة .
لقد صدق في الثائر المسلم ومجموعته ما قال كعب ين زهير في صحابة المصطفى
لا يقع الطعن الا في نحورهم وما لهم عن حياط الموت تهليل
أجل مات القائد ميتة كريم مشرفة غنها البطولة فعلا .