– مدخل
o التعريف بالمدن القديمة
المدن القديمة المندثرة وعلاقتها بالمدن القديمة القائمة
المدن القديمة القائمة
o ضرورة تطوير وعصرنة المدن القديمة
o الطرق والوسائل الكفيلة بالارتقاء بالمدن القديمة
o خاتمة
إن إعداد هذه الورقة يتوخى بلوغ مجموعة من الغايات تتمثل أساسا في :
1- التعريف بالمدن القديمة الأربعة : شنقيطي، ودان، تيشيت وولاتة المصنفة تراثا بشريا من طرف منظمة اليونيسكو كونها شكلت عبر تاريخ البلاد بؤر تلاق وتمازج بشري ومراكز تبادل تجاري ومنارات إشعاع علمي وفكري.
2- تبيان وجود علاقات وطيدة بين هذه المدن ومدن أقدم منها طواها الزمن، وإظهار أواصر متينة بينها وبين مدن أخرى، قد تفرعت عنها بحيث شكلت الأولى منابعها وروافدها وشكلت الثانية تفرعات عنها وامتدادات لها ظلت متواشجة معها ومرتبطة بها لحد الآن.
3- ذكر الكيانات السياسية كالممالك والإنبراطوريات التي قامت على أديم أرضنا عبر مسيرتها التاريخية، والتي شكلت المدن القديمة المندثرة حواضر ملكها ومراكز نفوذها.
4- خلق الوعي بأهمية المكانة التي حظي بها فضاؤنا الوطني لأحقاب طوال من الزمن كإطار لتحولات اقتصادية واجتماعية وسياسية دءوبة واستشعار الدور المحوري الذي لعبه في تحديد ملامح السيرورة التاريخية لكل المنطقة التي تكتنفه.
5- تعميق الإحساس بما يستتبعه موقع البلاد الجغرافي وماضيها التاريخي وريادتها الفكرية من مسؤوليات جسام في ما يتصل بجسر الهوة بين العالم العربي وإفريقيا السوداء ووصل حضارتيهما ببعضهما البعض.
6- إظهار الضرورة القصوى والملحة لتطوير المدن القديمة الأربعة وعصرنتها والنهوض بها على الصعد كافة عن طريق تأهيل وتثمين وتوظيف ما تتوفر عليه من تراث علمي ومعماري وفني وأثري، ومن مهارات متأصلة في المجلات الحرفية والفلكولورية، والتي تنم عن عبقرية حقيقية يمكن رسملتها وتحويلها إلى موارد ذات مردودية كبرى والى رافعات اقتصادية معتبرة.
7- تحديد الطرق والوسائل التي يمكن اعتمادها لبلوغ هذه الأهداف، والتي لا ريب أن هذا المهرجان والمهرجانات المماثلة التي ستليه في قادم الأيام تمثل أحد أنجع الأشكال التي قد تكسيها.
التعريف بالمدن القديمة :
المدن القديمة المندثرة وعلاقتها بالمدن القديمة القائمة :
أوداغوست : وهي مدينة أسسها الغرمنتيون أو أغرمان الوافدين مع القوافل الرومانية خلال القرن الثالث الميلادي.
كانت عاصمة لمملكة آوكار التي أقامها أغرمان والبرابرة الصنهاجيون والزناتيون قبل ان يستولي عليها المرابطون في القرن الحادي عشر.
وبعد سقوطها في يد مملكة مالي في القرن الثالث عشر نزح العديد من سكانها إلى مدينة ولاتة حيث استقروا بها واندمجوا في نسيجها الاجتماعي.
كومبي صالح : هي مدينة أسسها هي الأخرى أغرمان والسوننكيون في القرن الثامن بعد أن انتزع منهم الصنهاجيون عاصمتهم الأولى أوداغوست، وكانت تدعي في أول أمرها كمبي.
وقد أصبحت عاصمة لمملكة غانا التي كان يتعايش داخلها أغرمان والسوننكيون وزناتة.
وخلال القرن الثاني عشر احتلها آل صالح الطالبيون ذوو الأصول العربية وصيروها عاصمة لهم فأضحت تدعى كومبي صالح، ثم انتزعها منهم ملك الصوصو سامانكور. و قبل أن يستولي عليها المانديك الماليون في القرن الثالث عشر، مما قاد هنا أيضا إلى نزوح العديد من ساكنتها السوننكيين والبربر والعرب إلى مدينة ولاتة.
آبير: الذي هو تصغير للفظة “بئر” هو قرية أنشئت حول احد الآبار التي حفرها عبد الرحمن بن حبيب بن عقبة ابن نافع. وقد تم الشروع في إنشائها ابتداء من القرن الثامن، من طرف القبائل المؤسسة لها والوافدة من تبلبالت بجنوب الجزائر مرورا بمدينة توات.
وقد نزحت هذه القبائل نتيجة للضغط الهلالي من جهة ولقمع دولة الموحدين التي أجبرت في فترة لاحقة القبائل المسوفية على الانزياح من احواز مراكش إلى الصحراء من جهة أخرى.
وفي أواخر القرن الثالث عشر، ونتيجة لحرب قامت بين قبيلتي انيرزك وابدوكل الصنهاجيتين، وتبعا لنزاع داخلي نشب بين بعض سكانها وبسبب انتقال ابن غانية وجنده إلى مدينة ودان، بدأت آبير تفرغ من سكانها الفاعلين الذين انتقلوا إلى قرية في نواحيها واستقروا بها وتلك القرية هي ما عرف لاحقا بشنقيطي. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن بعض ساكنة آبيرقد نزح إلى ولاتة.
وقد ترتب عن خروج سكان آبير عنه، قيام قرية تنيكي التي أضحت حاضرة تجارية هامة ومركز إشعاع علمي مرموق قبل أن تقود حرب أهلية شبت بين سكانها إلى خرابها الكامل وتشتت ساكنتها واندثارها.
من المدن القديمة المندثرة أيضا يجدر ذكر مدينة آزوكي أو على الأصح المدينتين التين عرفتا بهذا الاسم.
والتين هما آزوكي الشمالي الموجود شرقي الساقية الحمراء، وآزوكي ينو والذي هو محلة بناها ينو ابن عامر شقيق يحي وأبي بكر ابني عامر في القرن الحادي عشر، قرب تيارت الحالية بضواحي مدينة أطار، تيارت التي يسود الاعتقاد أنها قائمة على أنقاض مدينة الكلاب البافورية المعروفة.
المدن القديمة القائمة :
نستعرض في ما يلي تباعا، المدن القديمة القائمة وذلك حسب أقدميتها :
• ودان : وهي حاضرة بناها ثلاثة رجال قادمين من مدينة أغمات قرب مراكش في أعقاب سقوط دولة المرابطين. وكانوا من تلاميذة القاضي عياض السبتي المعروف بمناهضته للموحدين.
قام هؤلاء المؤسسون وهم الحاج علي بن عمر بن يحي اللمتوني والحاج عثمان بن محمد اللبان والحاج يعقوب بن يحي بن علي بن دومان قاموا ببناء المدينة بجوار قرى مسوفية وبافورية كانت موجودة في عين المكان وهي قرى تفرلا وتامكونا وكولانة وتفتل وكان ذلك سنة 1142م.
سيطر عليها ابن غانية سنة 1212 بعد قدومه إلى هذه البلاد فارا من المغرب عقب انهزامه أمام الموحدين. أقامت بها عساكره بعد خروجها من آبير، وبنا بها سورا محكما هو الأول بل الوحيد من نوعه في المنطقة.
وأصبحت المدينة في فترة لاحقة ميناء صحراويا تتم فيه المبادلات التجارية بين القوافل القادمة من السودان وتلك القادمة من الشمال الإفريقي.
توقفت فيها الجيوش السعدية في طريقها إلى غزو تينبكتو في القرن السادس عشر.
ومر بها المؤرخان الاسبانيان ليون لفريكان (حسن الوزان) ومارمول، ووصفها عدة مؤرخين برتغاليين في كتاباتهم. وقد أقام فيها البرتغاليون مركزا تجاريا خلال القرن الخامس عشر.
والى جانب كونها ميناء صحراويا ونقطة تلاق للقوافل القادمة من الجنوب والشمال كانت ودان، ولردح طويل من الزمن، منارة علم وبؤرة إشعاع فكري متميزة.
وقد أنجبت علماء وروادا من أمثال السالك ولد الإمام والطالب أحمد ولد طوير الجنة وأيد القاسم وغيرهم.
• تيشيت : مدنية أسسها الشريف عبد المؤمن بن صالح سنة 1149 والتحق به فيها صديقه ورفيق دربه الحاج عثمان بن محمد اللبان الأنصاري بعد إن أسس مع رفيقيه الحاج علي والحاج يعقوب مدينة ودان.
أنشئت المدينة بمنطقة تحتوي على معدن للملح (امرسال). وقد لجأت إليها هي الأخرى بطون من قبائل مسوفة الفارة من قمع الموحدين.
كانت تيشيت، شأنها شأن شنقيطي وودان مركزا للتبادل التجاري و خصوصا في ما يتعلق بالذهب والملح والحبوب وغيرها من سلع التجارة الصحراوية.
زارها ليون لافركان (حسن الوزان) في القرن السادس عشر ووصفها بأنها مدينة مسورة بالآجور موجودة بأرض صحراوية وتتواجد بقربها مساحات بها نخيل ومزارع. ويسير أهلها القوافل للاتجار مع السودانيين وجزولة وغيرهم من سكان المنطقة.
وكانت تيشيت أيضا حاضرة علمية ومركز إشعاع فكري. وقد أنجبت العديد من الفقهاء والعلماء المتضلعين والمطلعين الذين نذكر منهم على سبيل المثال عبيدة بن احمد بن محمد الصغير والشريف احمد بن فاضل التيشيتي.
• ولاتة : حاضرة مسوفية بنيت على أنقاض قرية تدعى بيرو كان قد بناها سكان كومبي صالح بعد أن طردهم ملك الصوصو اثر استيلائه على مدينتهم سنة 1203م.
وقد أصبحت ولاتة في ما بعد حاضرة من حواضر مملكة مالي بعد استيلائها على مملكتي التكرور وغانا. وعرفت ولاتة في تلك الحقبة عمارة كبيرة حيث هاجر إليها العديد من سكان كومبي صالح وأوداغوست وآبير من اغرمان وزناتيين وصنهاجيين وسوننكيين وعرب. كما لجأت إليها في اواخر القرن الخامس عشر (1468م) أعداد من سكان تينبكتو من مسوفة وعرب فرارا من بطش ملك الصونغاي الوثني سوني علي الذي كان يرمي إلى التخلص من العلماء المسلمين من مسوفيين وعرب واجتثاث شقفتهم من مملكته.
كانت ولاتة ولردح طويل من الزمن مركزا تجاريا عامرا ومنارة علم مشعة وفضاء تلاق وامتزاج بين مختلف الأعراق، وقد أنجبت العديد من رجالات العلم ورواد الفكر اشتهر من بينهم محمد يحي الولاتي والطالب محمد بن أبي بكر الصديق البرتري.
وقد زارها ابن بطوطة سنة 1352 حيث وجد فيها نائب سلطان مالي (الفاربا) الذي كان يقيم بالمدينة. ووصف عادات أهلها وتقاليدهم التي قد أدهشه ما كانت تتصف به من تلقائية وانفتاح لا مكان فيه للتزمت والانغلاق والانزواء، كما نوه بالجو العلمي والمناخ الفكري المتميز الذي كان قائما بها في تلك الفترة.
• شنقيطي : هي مدينة شيدها إلى جانب قرية بافورية صغيرة كانت قائمة قبلها، الرجال الأربعة الذين احتفظت الذاكرة الجمعية بأسمائهم والذين هم : يحي ومحمد غلي وأعمر يبني وإديجر والذين تواجدوا في عين المكان بعد خراب آبير.
ويرى البعض أن المدينة قد أسست سنة 1226 فيما يجزم البعض آن تأسيسها كان سنة 1405.
كانت شنقيطي لقرون متوالية مركزا تجاريا هاما ونقطة تلاق للقوافل التي تحمل الملح والذهب والحبوب والتمور ومختلف البضائع السودانية والشمال الإفريقية، كما شكلت منارة علم ذات إشعاع كبير. وقد أنجبت فقهاء وشعراء وأدباء ذاع صيتهم وامتد تأثيرهم إلى تخوم السودان ومختلف أرجاء المغرب والمشرق العربيين. نذكر منهم على سبيل المثال ولد رازكة وأحمد الأمين الشنقيطي. وقد ذكرها عبد الرحمن السعدي في كتابه “تاريخ السودان” في سياق حديثه عن تعيين حاكم لتينبوكتو أصله من شنقيطي سنة 1433.
كما ورد ذكرها ضمن حوليات البرتغاليين في القرن السادس عشر. وقد أصبحت اعتبارا من أواسط القرن السابع عشر منطلقا لكافة حجاج شبه المنطقة الذين أضحوا يعرفون بالحجاج الشناقطة بعد أن كانوا يعرفون بالحجاج التكروريين أو التكارنة.
ولقد أعطت المدينة اسمها لهذا الربوع فصارت البلاد تعرف ببلاد شنقيط وباتت لفظة “الشنقيطي” كناية ونعتا مميزا لكل موريتاني بصرف النظر عن قبيلته أو منطقته أو لونه. وبتعبير آخر قد أمست اللفظة دالة على الانتماء لهذا البلد وهويته.
وخلال القرن السابع عشر وتحديدا في سنة 1659 نشب نزاع حاد بين أهل المدينة أدى إلى حصول هجرات بعض ساكنتها، وكان من نتائج هذه الهجرات قيام مدن تيجكجا حوالي (1668) و أطاروأوجفت خلال (1674) تلكم المدن التي ولدت من رحم أم واحدة هي شنقيطي.
ورغم أن هذه المدن قد بلغت أشدها منذ عهد طويل إلا أن وشائج قربى متينة ما انفكت قائمة بينها وبين المدينة التي انبثقت عنها.
ضرورة تطوير وعصرنة المدن القديمة :
إن الموروث الفكري والمعماري الناتج عن تراكمات تاريخية طويلة والذي تتوفر عليه المدن القديمة الأربعة المصنفة تبعا لذلك تراثا حضاريا بشريا، هذا الموروث يشكل رصيدا وطنيا هاما بالإمكان توظيفه بعد تاهليه وتفعيله وبلورته ليصبح رافعة اقتصادية ناجعة وعامل إنماء اقتصادي وتطور اجتماعي وارتقاء فني وفكري من شأنهما ليس فقط أن يحسنا من الظروف الحياتية ويرفعا من المستوى المعيشي لساكنتها، بل أن ينعكسا إجابا على دفع وتنمية القطاع السياحي بالبلاد بمختلف أنواعه وتجلياته، وصولا إلى ما يتيحه ذلك من مردودية معتبرة تستفيد منها البلاد برمتها.
وهذا العمل المتعدد الأبعاد يقتضي اعتماد مقاربة عقلانية متبصرة ويستلزم توسل إجراءات فعالة تقوم على التجديد والابتكار والمبادرة سعيا إلى إحداث التغيرات النوعية الضرورية المتمثلة في إعادة هيكلة الواقع القائم على مستوى كل من المدن الأربعة.
ولعله بات من الوارد اليوم أن نتساءل عن الطرق والوسائل الممكن اعتمادها لبلوغ تلك الأهداف.
الطرق والوسائل الكفيلة بالارتقاء بمدننا القديمة
إن تصور وتحديد الطرق والإجراءات والحيثيات التي يمكن توسلها لتطوير مختلف أوجه الحياة بالمدن القديمة، والارتقاء بالمستوى المعيشي لساكنتها، وتحويلها إلى أدواة تقدم، وعوامل إنماء وطني ناجعة، يستوجب في نظرنا إحصاء كل المجالات التي يمكن تفعليها واستثمار إمكانياتها الكامنة.
وبهذا الصدد فانه من البديهي آن ثمة إمكانيات حقيقية في الاستثمار الواعد والكفيل باستتباع التحديث والتطوير في المجالات والميادين الآتية :
– الفنون المعمارية والزخرفية
– المخطوطات والمكتبات
– المحاظر والتأهيل المهني
– الصناعة التقليدية
– تنمية وتفعيل الفلكلور والثقافة الشعبية
– مختلف الأنشطة المدرة للدخل … إألخ
أجل لقد بات من الضروري ومن الملح، إذا أردنا ترقية مدننا القديمة ، ومن ثم النهوض بقطاع السياحة ، وتوسيع إسهام هذا القطاع في الإنماء الاقتصادي للبلاد ، أن يصار دون إبطاء ولا تردد إلى اتخاذ الإجراءات وتعبئة الوسائل والخبرات من أجل :
تركيز العناية بالفنون المعمارية والزخرفية الخاصة بكل واحدة من المدن القديمة، وذلك من خلال دعم وتأطير ومواكبة المهتمين بهذه الفنون والممتهنين لها.
تجميع وترميم وإعادة تأهيل المخطوطات وصرف الاهتمام إلى تنظيم المكتبات المحلية وتحديثها ودعم ومؤازرة أصحابها والاهتمام بالكنوز البشرية المتواجدة بكل هذه المدن.
تنمية وعصرنة المحاظر المحلية ورفد التعليم المتوفر فيها بمناهج حديثة تتضمن الحساب ومبادئ العلوم الدقيقة والأعمال اليدوية والحرفية، وذلك لتأهيل تلامذتها لممارسة أنشطة مدرة للدخل و دمجهم في العملية الإنتاجية.
إعادة تأهيل أضرحة الأولياء المشاهير بكل من المدن القديمة وتزويدها بمرافق تشمل مكتبات وقاعات عرض وغيرها من البنى التحتية.
وخلاصة القول فإن بذل الجهود الضرورية من اجل الاستثمار في هذه المجالات من خلال دعم الدولة وتوفير القروض الصغيرة بشروط ميسرة و انخراط الفاعلين الاقتصاديين، وإشراك سكان المدن القديمة أنفسهم بشكل مباشر في تدبير شؤونهم الحياتية ، إضافة إلى فك العزلة عنهم، ومساعدتهم في إقامة صناعات محلية لمعالجة منتجاتهم، وصولا إلى خلق قيمة مضافة تعود عليهم بالنفع، وتسهيل تسويق تلك المنتجات محليا ووطنيا و دوليا، كل ذلك من شأنه أن يكفل لهذه المدن تقدما مضطردا وارتقاء متزايدا على مختلف الصعد. ومن شأنه بالتالي أن يحولها إلى عوامل نمو وازدهار للبلاد، بحيث تستعيد هذه المدن المكانة السامقة التي كانت تتسنمها أيام كانت مراكز تجارية عامرة ومنارات ثقافية متألقة تؤمها الناس من كل صوب و حدب سعيا إلى التسوق والتبضع وإلى التعلم والتضلع.
نواكشوط بتاريخ: 03 فبراير 2011