استحوذ ملف هجرة الآلاف من الشباب الموريتاني نحو الولايات المتحدة الأمريكية، على حيز كبير من نقاش أعضاء البرلمان الموريتاني، في جلسة تنعقد اليوم السبت لنقاش برنامج الحكومة.
وقال النائب عن دائرة أمريكا يحيى ولد اللود، من تحالف “أمل موريتانيا”، في مداخلته أثناء الجلسة، إن الشباب لا يهاجرون “بحثًا عن الحلم الأمريكي بقدر ما هو هروب من الجحيم الموريتاني”.
وأضاف النائب المعارض أن الشباب يهاجرون نحو الولايات المتحدة وأوروبا والخليج وأفريقيا “بحثًا عن فرص عمل، تؤمن لهم حياتهم وحياة أسرهم، حين فقدوا الأمل في سياسات الحكومة”.
وقال النائب المقيم في الولايات المتحدة، إن هنالك مئات من الشباب الموريتاني “يوجدون في السجون الأمريكية وهم بحاجة إلى مساعدة، وهذا حق واجب على الدولة، سواء كانوا مهاجرين شرعيين أو غير شرعيين”.
ظاهرة كونية
من جانبها رفضت النائب سعداني بنت خيطور، تحميل مسؤولية هجرة الشباب للحكومة الحالية، وقالت بنت خيطور إن الهجرة “ظاهرة كونية”.
بنت خيطور المنتخبة عن حزب الإنصاف الحاكم، ساقت أمثلة من الدول النامية، وبعض دول الجوار “حيث نسب الهجرة مرتفعة”.
وأضافت: «حتى أوروبا عرفت الهجرة في القرن الثامن عشر، ومازالت مستمرة حتى تاريخنا الحديث، والأدمغة تهاجر من كل أنحاء العالم”.
وأكدت أن ظاهرة الهجرة “لا علاقة للحكومة بها، وهي حق للشباب، أي عليه أن يبحث عن عيش أفضل، لأن نمط الحياة والخدمات في أمريكا أحسن منا قطعا”، على حد تعبيرها.
بنت خيطور التي غادرت المعارضة العام الماضي لتدعم نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، خلصت في مداخلته للتأكيد على أن سياسات دعم الشباب “لم تتطور أبدا في البلد مثل ما هي متطورة الآن في ظل النظام الحالي”.
وقالت في السياق ذاته: “لأول مرة يلج الشباب إلى البرلمان عن طريق لائحة خاصة به، وهناك برامج خاصة بهذه الفئة تم صرف ميزانيات كبيرة عليها”.
برامج تشغيل
وفي سياق النقاش البرلماني حول الهجرة، دعا النائب الخليل النحوي، إلى إنشاء برنامج وطني للتشغيل يساعد في “وقف نزيف الهجرة”.
وعبّر الخليل النحوي عن قلقه حيال تنامي نزوح الشباب، وقال إن الإحصائيات المتعلقة بالهجرة كبيرة، إذ بلغ “عدد المهاجرين 40 ألف شخص، منها 10 آلاف نزحت في ظرف ستة أشهر”، حسب قوله.
وأضاف: “رغم أن الهجرة ظاهرة طبيعية، علينا بذل أقصى الجهود لاستبقاء الشباب بأي وسيلة، خصوصا أننا نستقبل مهاجرين في حين يهاجر أبناؤنا عن بلدهم”.
من جانبه قال النائب داوود ولد أحمد عيشة إن موريتانيا تشهد هجرات “سلبية”، مشيرا إلى ما قال إنها “هجرة العقول وأصحاب الفكر”، في وقت تستقبل “مهاجرين غير قادرين على تقديم شيء ملموس”.
ودعا ولد أحمد عيشه الحكومة إلى متابعة المهاجرين الموريتانيين في الخارج و”التنسيق معهم لتكون لهجرتهم فائدة على الوطن”، وفق تعبيره.
ومنذ أكثر من عام بدأ الشباب الموريتاني موجة هجرة واسعة نحو الولايات المتحدة، عبر أمريكا الوسطى لعبور الجدار الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك بطريقة غير شرعية.
ولا توجد إحصائيات دقيقة معلنة بشكل رسمي، لأعداد الموريتانيين الذين عبروا الجدار، إلا أن الحكومة الموريتانية سبق أن حذرت من هذه الهجرة غير الشرعية ووصفتها بأنها “تتسم بأعلى درجات الخطر”.