طالب المشاركون في الملتقى الإقليمي حول التحديات التشريعية للنفاذ إلى المعلومات وتداولها في دول المغرب العربي، الدول العربية بإصدار قوانين تكرّس حقّ النفاذ إلى المعلومة لتكون مندمجة في المسار الدولي الحامي لهذا الحق الأساس، وإنشاء هيئة عمومية مستقلّة مكلفة بالسهر على حسن تطبيق هذه القوانين دون عراقيل بيروقراطية.
جاء ذلك خلال الملتقى الذي عقدته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو- والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – ألكسو- يومي 30 و31 مايو 2016 في مقر الألكسو بالعاصمة التونسية تونس .
وأكد المشاركون في الملتقى في بيانهم الختامي على أهمية تربيّة الناشئة منذ الصغر على ثقافة التشارك والحوار واحترام الرأي الآخر والحق في النفاذ إلى المعلومة مع الإلمام بمتطلبات حماية المعطيات الشخصيّة والسّلامة المعلوماتية وحقوق الملكية الفكرية وأوصوا بإدراج هذه المفاهيم في البرامج التربوية منذ المراحل التعليمية الأولى.
كما دعوا إلى تنسيق الجهود بين الدول المغاربية لسنّ تشريعات منسجمة مع بعضها ومتلائمة مع خصوصيات هذه الدول ، وطلبوا من حكومات هذه الدول توفير متطلبات نفاذ الأشخاص ذوي الإعاقة إلى المعلومات والتكنولوجيا.
وركز المتدخلون في الملتقى على حاجة دول المغرب العربي إلى تحيين تشريعاتها وقوانينها المتعلقة بقطاعي المعلومات والاتصال، والنهوض بثقافة حقوق الإنسان التزاما منها بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي للإعلام ، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان .
وحث البيان الختامي دول المغرب اعربي على ضرورة إشراك مؤسسات المجتمع المدني والجهات المهنية للإعلاميين في الدول المغاربية في وضع ومراجعة القوانين والتشريعات ذات الصلة بالنفاذ الشامل إلى المعلومات.
ودعا البيان منظمتا الإيسيسكو والألكسو إلى مواصلة العناية ببرامج التربية الإعلامية ونشر ثقافة الحق في المعلومات وتداولها في إطار مسؤول وأخلاقي .
وخلص إلى القول إن الاهتمام بحماية المعطيات الشخصية على المستوى الوطني الداخلي لا يمكن عزله عن تطور حقوق الإنسان وعن تطور تكنولوجيا الإعلام وتأثيرها على هذه الحقوق.
وأوصى البيان الدول المعنية بضرورة تدريب موظفي المرافق العمومية على قيم ومبادئ ثقافة الانفتاح وكيفية الاستجابة لطلب الحصول على المعلومات.
كما دعوا الإيسيسكو والألكسو إلى تنفيذ برامج بشراكة مع المنظمات غير الحكومية، ووسائل الإعلام، والقطاع الخاص ومساهمين آخرين من أجل تعزيز حق الوصول إلى المعلومات في الدول الأعضاء بمنطقة المغرب العربي٠
وقد شارك في الملتقى مسؤولون في القطاعات الحكومية وممثلو بعض مؤسسات المجتمع المدني وأساتذة وخبراء في قانون الاعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصال في دول موريتانيا والمغرب وتونس وليببا ورئيس المؤسسة المغاربية الألمانية للثقافة والاعلام في مدينة بون، وعدد من الطلبة والباحثين في قضايا النفاذ إلى المعلومات والأمن الإلكتروني في تونس٠
ومثل الإيسيسكو في الإشراف على تنفيذ الورشة الدكتور المحجوب بنسعيد، رئيس مركز الإعلام والاتصال، وعن الألكسو الدكتور محمد الجمني، مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال٠