أنصار الدين يخرجون بعد كل صلاة في حملات دهم ووعظ ويريدون مدنا بلا مدخنين
تمبكتو ــ صحراء ميديا
تستعد حركة أنصار الدين الإسلامية المسلحة التي تسيطر على مدينة تمبكتو، شمالي مالي، لمنع التدخين في المدينة، مشيرة إلى “حرمة” بيع السجائر وتدخينها وهو ما جعلها تقوم بحملات لمصادرة كميات كبيرة من السجائر وإحراقها.
وقال سند بو عمامة التمبكتي، مسؤول الإعلام في حركة أنصار الدين، إن “التدخين أصبح ممنوعاً في تمبكتو”، مشيراً إلى أنهم لن يتسامحوا مع بيع أو شرب السجائر لأنه “حرام”، وفق تعبيره.
وفي نفس السياق تقوم مجموعات مسلحة تابعة للحركة منذ يوم أمس الثلاثاء بعمليات مداهمة للمحلات في أسواق المدينة، حيث صادرت كميات كبيرة من أكياس السجائر وأحرقتها أمام أعين المتسوقين.
وقال أحد المدخنين بالسوق المركزي في المدينة لصحراء ميديا “لقد أصبح شبه مستحيل أن تدخن سيجارة واحدة في ظل الإجراءات الجديدة التي تفرضها الحركة”.
وحسب مصادر محلية فإن مهمة رجال أنصار الدين في تمبكتو لا تنحصر في مصادرة السجائر ومعاقبة المدخنين بعد أن حظرت بيع الخمور وأغلقت الحانات، “بل إنها تحارب أيضاً حلق الرجال للحاهم”.
وقال أحد السكان المحليين بالمدينة إن “أنصار الدين يريدون فرض كل مظاهر السلوك الديني في الشارع بما في ذلك عدم حلق اللحى حيث يعتبرون المحلقين مخالفين للشريعة وتتعين محاسبتهم على ذلك”، وفق تعبيره.
حملات دهم ودروس وعظ بعد الصلوات
بعد كل صلاة بات على سكان مدن الشمال المالي، خاصة تمبكتو وغاوو حيث يبسط الإسلاميون سيطرتهم، توقع حملات دهم وتفتيش ودروسا في الوعظ والتعليم.
وترى حركة أنصار الدين أن السكان سيحتاجون للمزيد من تعلم دينهم ومحاربة بعض المسلكيات التي تعتبرها “وافدة ومخالفة لشرع الله”، وينتشر رجال الحركة غالبا بعد صلاة العصر في الأسواق والأماكن العامة ويستأذنون في الدخول إلى البيوت منذرين ومبشرين.
وأصبح سكان تمبكتو معتادين على مشهد كهذا منذ أن حكمت الإقليم حركات إسلامية تسعى لإقامة نظام إسلامي في الحكم والقضاء والتمهيد لإقامة إمارة على الطريقة الإسلامية، بحسب ما تعلن عنه حركة أنصار الدين.
وأمام هذا اختفت نسبيا مظاهر السفور وبعض العادات، ولم تعد السهرات الفنية والثقافية ممكنة في ظل إحكام الحركة سيطرتها على غالبية مدن الشمال المالي.
هذا وقد بدأ بعض السكان المنحدرين من جنوب ووسط مالي يضيقون ذرعا من سيطرة المجموعات الإسلامية المتشددة على الأمور في المنطقة، وقد خرجوا خلال الأيام الماضية في مظاهرات للتعبير عن تذمرهم من الوضع الجديد، خاصة في مدينة غاوو التي تسكنها أغلبية من السونغاي.
وحاول عسكري سابق في الجيش المالي كسر الطوق المفروض على تعاطي الخمور في المدينة، لكن مقاتلي لحركة اعتقلوه ووجهوا إليه تهمة “بيع وحيازة الخمور”، كما قاموا بكسر قنينات الخمر التي كانت بحوزته قبل أن يلوذ بالفرار.
وكان الإسلاميون المتشددون في تمبكتو قد شنوا حملة واسعة على تجارة الخمور والمسكرات إبان وصولهم المدينة، حيث حطموا على وقع التكبير حانات في أسواق المدينة كما منعوا شرب الخمر وأقاموا الحدود على المخالفين.وتدر
المواد المحرمة وخاصة السجائر أموالا طائلة في المنطقة، حيث يعتبر جزء من نسيج اقتصاد التهريب الذي يشكل النشاط التجاري الأول للمئات من سكان المنطقة والذين جمعوا ثروات بملايين الدولارات عبر تهريب مواد مختلفة منها السجائر والمخدرات والسلاح عبر منطقة الصحراء الكبرى.