قال مصدر محلي في شمال مالي إن ثلاثة عناصر تقود التنظيم الذي أطلق على نفسه “جماعة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا” وأعلن عن اختطاف اسبانيين وايطالي في منطقة تندوف جنوب الجزائر.
وبحسب المصدر يقود المجموعة التي أعلنت انشقاقها عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ثلاثة هم الموريتاني حماده ولد محمد الخيري ويعرف بـ “ابو قمقم” وسبق أن كان معتقلا في موريتانيا ومالي، الجزائري أحمد التلمسي المنحدر من مدينة تلمسة، و سلطان ولد بادي وهو عربي من مالي سبق وأن قاد عملية اختطاف السويسريين
وفي 23 تشرين الأول أكتوبر أعلن عن اختطاف ثلاثة أوربيين هم رجل إمرأة من اسبانيا وسيدة ايطالية، في مخيم “الرابوني” للاجئين الصحروايين قرب تندوف جنوب الجزائر حيث توجد قيادة “البوليساريو”.
وسبق للموريتاني أن حماده ولد محمد الخيري أن كان معتقلا في موريتانيا، و فر من السجن نيسان ابريل 2006 رفقة الخديم ولد السمان الذي يوصف بأنه زعيم القاعدة في موريتانيا، وشاب آخر يدعى سيدي ولد حبت، وخلال محاكمة لإسلاميين متشددين في حزيران يونيو 2007 تم تبرئته من كافة التهم الموجهة له.
واعتقل في مالي 2008 رفقة موريتاني آخر ناشط في القاعدة هو الطيب ولد سيدي علي، وعند اعتقالهما قالت مصادر أجهزة الأمن المالي بمدينة “غاو”، إنهما كانا متواجدين في مخبأ عبارة عن ورشة لصناعة المتفجرات والقنابل التقليدية وتم ضبطهما وهما يقومان بمعالجة تركيبات بعض المواد المتفجرة، حيث وقع انفجار، وتم توقيفهما دون أدنى مقاومة ولم يقع اشتباك، وتم حجز كمية هامة من العتاد الحربي داخل هذا المخبأ تتمثل في أسلحة وذخيرة حية، ومواد لصناعة المتفجرات إضافة إلى هواتف خلوية من نوع ثريا كانت بحوزتهما.
والتحق ولد محمد الخيري بالنشاط الإسلامي المتشدد تحت إمارة الجزائري خالد أبو العباس المعروف بمختار بلعور منذ سنوات، ويعد من أبرز قيادات الكتيبة التي تنشط في المنطقة.
ولم تلعن المجموعة المنشقة أسباب انفصالها عن القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي غير أن مصادر محلية ترجح أن يكون لذلك علاقة بأزمة قيادة يشهدها التنظيم منذ فترة خاصة بين الجزائريين الذين يشكلون “النواة الصلبة”.
ويعد الجزائري “أحمد التلمسي” أحد أهم القادة الميدانيين الشباب، ولم يبرز اسمه سابقا ضمن إطار ما وصفته وسائل إعلام جزائرية بصراع القيادة في التنظيم.
وبرز اسم المالي سلطان ولد بادي المنحدر من القبائل العربية (أقلية في البلاد) لدوره المفترض في اختطاف أربعة سياح أوربيين؛ هم سويسريان وألماني وبريطاني، كانوا عائدين من حفل ثقافي في منطقة صحراوية بإقليم انيرا مبوكان شمال مالي.
ويرتبط ولد بادي بعلاقات وطيدة بناشطين صحراويين مقربين من جبهة البوليساريو حيث سبق له أن اعتقل في العاشر من كانون الأول ديسمبر 2010 من طرف السلطات المالية رفقة خمسة آخرين وصفهم الأمن المالي بأنهم “من كبار مهربي المخدرات لهم صلات بعصابة اعتقل أفرادها في جارتها موريتانيا ويشتبه بتورطهم في أنشطة التهريب إلى أوروبا”.
ويوجد عدد قليل من عرب مالي في صفوف تنظيم القاعدة، نظرا للعداء التاريخي بين الطرفين، حيث كان العرب يناضلون بشكل مسلح ضد الحكومة المالية للمطالبة ببعض الحقوق والامتيازات قبل توقيع اتفاق سلام أدى لدمجهم في الدولة والسلطات المحلية، وكانوا رأس حربة في مواجهة تنظيم القاعدة الذي يحملونه المسؤولية عن مقتل عدد من عرب مالي ضمنهم ضابطان ساميان في الجيش المالي.
ويعد انشاق “جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا” الأول من نوعه منذ أن تحول تنظيم “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” الجزائري إلى القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وكان التنظيم قد شهد في السابق انشقاق عدد من أبرز قادته سلموا أنفسهم للسلطات الجزائرية في إطار المصالحة الوطنية.
واعتقلت السلطات في مدينة نواذيبو شمال غرب موريتانيا في الخامس من كانون الأول ديسمبر الجاري شخصين صحروايين يشبه بدورهما في اختطاف الاسبانيين والايطالية، وقالت السلطات الأمنية الموريتانية إن أحد المعتقلين ويدعى مامين لعكير (30 عاما)، أشرف بشكل مباشر على الهجوم الذي نفذ على المخيم من أجل اختطاف الرهائن، في حين أن الثاني المدعو أغظفن حمادي أحمد باب (33 عاماً)، لعب دور “المتواطئ” من داخل المخيم.