تشهد مقرات الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسة في مدينة روصو،جنوبي موريتانيا، حالة من الركود مع تفاوت بين المترشحين وفي ظل غياب مقرات حتى الآن للمترشحين حاميدو بابا ومحمد الأمين ولد المرتجي الوافي .
استعدادات عادية وتجهيزات متواضعة لا تتجاوز لافتات وملصقات، مع صور مكبرة للمترشحين الآخرين أمام المقرات في مشهد يعطي بشكل عام انطباعا عن ضعف الحملات الدعائية.
في حي “مدينة” وسط روصو حيث يقيم طاقم حملة المرشح محمد ولد الشيخ أحمد ولد غزواني المدعوم من النظام، يتواجد أطر وفاعلون محليون، من أنصار المرشح في الوقت الذي لاتزال عادات وتقاليد العيد تطغى فيه على الحياة العامة لسكان الحي، الذين تملأ الزيارات العائلية أوقاتهم في هذه المواسم .
وفي أحياء الصطارة أكثر الأحياء الشعبية اكتظاظا وحركية ونشاطا، حيث تعكس الصورة فيها نبض الشارع، لايشعر المتجول في شوارعها بوجود سباق رئاسي حتى في الأحاديث العادية بين الناس في البيوت أو في الأسواق .
وفي هذا السياق يقول الناشط في حملة المرشح محمد ولد مولود الطاهر ولد بونه إنه “لا شيء يثير فضول المواطن البسيط مع ما تعانيه المدينة من ترد في الخدمات، ووضع كارثي للطرق والبنية التحتية، مما جعل السكان يعيشون حالة من الإحباط تركت أثرا عكسيا على المشهد الانتخابي” حسب قوله.
ويرى بعض انصار المرشح بيرام الداه اعبيد الذين تحدثوا لصحراء ميديا، أن الوضع الباهت ما قبل انطلاق الحملات الرئاسية، يدعو للقلق، مع ثقتهم في تغييره خلال الأيام المقبلة نحو الأحسن، كما يؤكد أحد الناشطين في حملة المرشح.
سائق التاكسي أحمد، أبدى ارتياحه للظروف التي تجري فيها الاستعدادات للحملة، ووصفها بالآمنة والهادئة، رغم حالة الركود وضعف الإقبال على مقرات المترشحين، وهو ما يعتبر “طبيعيا” من وجهة نظره.
في أحد أحياء مدينة روصو يعكف أنصار حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الداعم للمرشح محمد ولد الغزواني على تهيئة المقرات الدعائية، وتجهيزها استعددا لانطلاف الحملة الانتخابية.
ويؤكد الناشط صدام ولد بوبات أن المشرفين على العملية يسابقون الزمن، تحضيرا لاستقبال ولد الغزواني، الذي اختار مدينة روصو لتكون ثاني محطات جولته الانتخابية، بعد مدينة نواذيبو التي يفتتح منها حملته .
ولا يختلف الوضع في مقر الحملة الدعائية للمرشح سيدي محمد ولد بوبكر، غير أن أنصاره بدوا أكثر حركية بالمقارنة مع معظم منافسيهم، حيث يرى مدير حملة ولد بوبكر في روصو أن ” القواعد النضالية معبأة وجاهزة، وأنها ستكون حاضرة في الوقت المناسب” ولا تحتاج لدعاية أوتحسيس بذلك حسب قوله .
وتفتتح ليل الخميس/ الجمعة الحملة الدعائية لسابع انتخابات رئاسية تشهدها موريتانيا منذ انطلاق التعددية في تسعينيات القرن الماضي، وتختلف هذه الانتخابات عن سابقاتها في تاريخ البلاد، كونها الأولي في التي يسلم فيها رئيس منتخب مهامه بعد انتهاء مأموريته، التي يحددها الدستور.