أعرب المنتدي الوطني للديمقراطية والوحدة، أكبر تجمع سياسي ونقابي معارض في موريتانيا، عن قلقه العميق، مما قال إنه الخطاب الذي تبثه وسائل الإعلام الرسمية والأوساط القريبة من السلطة، والذي يطبعه التوتر والتهديد وهز العضلات تجاه الجيران والأشقاء.
جاء ذلك خلال بيان صادر اليوم الأربعاء عن المنتدى المعارض، اتهم فيه النظام بخلق “أدوات الفتنة الداخلية، من خلال الترخيص للأحزاب العنصرية والفئوية التابعة له، وتشجيع أصوات التطرف والتعامل معها كشركاء على حساب أصوات الحكمة والاعتدال، حسب البيان.
ودان المنتدي بقوة اختلاق الأزمات الديبلوماسية وربطها بالحسابات الضيقة والأهواء الشخصية والمناورات المكشوفة، رافضا في نفس الوقت ما اعتبره “ارتهان مصالح الجاليات واستخدامها سلاحا ضد بلدانها، وذلك حرصا على سلامة ومصالح الجاليات، وحفاظا على سمعة وتراث موريتانيا.
وجاء في بيان المنتدي أن المعارضة تدرك “مدى الارتباك الذي ينتاب رئيس الدولة محمد ولد عبد العزيز، في بحثه عن طريقة يستمر من خلالها في إحكام قبضته على البلد، بعد أن سد أمامه باب الترشح لمأمورية ثالثة، لذلك فإنه لن يتردد في افتعال الأزمات في الداخل ومع الخارج، حتى يخلق وضعية يبدو فيها بقاؤه ضروريا لاستقرار البلاد حسب تعبير البيان
وتطرق البيان للوساطة الموريتانية في الازمة الغامبية، متسائلا: “ما الذي جنته موريتانيا في النهاية من هذه الوساطة؟ وما هي المصلحة التي تجنيها موريتانيا من توتير العلاقة مع السينغال والسلطة الغامبية الجديدة، ومع بقية دول مجموعة غرب افريقيا، في أمر كان يسعها السكوت عنه، ألا وهو تدخل هذه الأخيرة في بلد عضو فيها بطلب من سلطته الشرعية، وبتفويض من مجلس الأمن ومباركة من المجموعة الدولية؟
وحذر المنتدي من المبالغة في أن موريتانيا جنبت المنطقة حربا طاحنة، خصوصا أن قائد أركان الجيش الغامبي صرح بأن قواته لن تطلق رصاصة واحدة في وجه قوات “الإيكوواس” في حال تدخلها لإزاحة “جامي” وهو ما التزم به بالفعل حسب تعبير المنتدي.