أثارت الأعمال الوحشية التي ينفذها تنظيم “الدولة الإسلامية ” في سوريا والعراق أو “داعش” سابقا، وآخرها قطع رأس صحافي أميركي وعرض صوره على الانترنت، استنفار العالم المذعور من تنامي قوة هذه المجموعة المتطرفة التي وصفها الرئيس الأميركي باراك أوباما ب”السرطان” الواجب استئصاله.
ما هو تنظيم “الدولة الإسلامية “؟
انطلق من العراق في 2006 من نواة مؤلفة من تنظيم القاعدة الذي كان يستهدف بعملياته الانتحارية وتفجيراته المتنقلة الوجود الاميركي في العراق ما بعد صدام حسين والمواقع الشيعية، وحمل اسم “الدولة الإسلامية في العراق”. لكن أسلوبه العنيف ما لبث أن أثار غضب شريحة من السكان السنة أيضا، فتشكلت “مجالس الصحوات” التي نجحت في طرده من مناطق سنية واسعة. في العام الماضي، ظهر في سوريا، معلنا ضم جبهة النصرة، الذراع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا إليه، ومقدما نفسه باسم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” الذي عرف اختصارا باسم “داعش”.
إلا أن النصرة رفضت الدمج، وتدور معارك بينهما منذ بداية العام الحالي. وكان ذلك مقدمة لانفصاله عن تنظيم القاعدة بزعامة أيمن الظواهري.
في نهاية يونيو الماضي، أعلن التنظيم المتطرف الذي بات يعرف باسم “داعش” تغيير اسمه إلى “الدولة الإسلامية “. كما أعلن إقامة الخلافة الإسلامية منصبا زعيمه أبو بكر البغدادي خليفة عليها.
جاء ذلك بعدما شن هجوما واسعا في شمال العراق وغربه استولى خلاله على أراض شاسعة من الجيش العراقي، واستكمله بتوسيع رقعة سيطرته في شمال وشرق سوريا على حساب النظام ومقاتلي المعارضة السورية على حد سواء.
من هم مقاتلوه؟
لا يوجد عدد موثق لعدد مقاتلي “الدولة الإسلامية “، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان يقدر عدد مقاتلي التنظيم بأكثر من 50 ألفا في سوريا، بينهم أكثر من 20 ألفا من غير السوريين من الشيشان وأوروبا والصين ودول الخليج ودول عربية أخرى.
في العراق، يقدر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد والخبير في الشؤون الأمنية أحمد شريفي العدد بما بين ثمانية إلى عشرة الاف، ستون في المائة منهم عراقيون.
ويستخدم التنظيم، كما كل الحركات الإسلامية المتطرفة خلال السنوات الأخيرة، مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت لتجنيد مقاتلين جدد.
لماذا يجذب التنظيم المقاتلين الأجانب؟
تعبر دول أوروبية عدة عن قلقها البالغ من توجه مواطنين منها إلى سوريا للقتال في صفوف “الدولة الإسلامية “. ويرى الكاتب والصحافي اللبناني في صحيفة “الحياة” حازم الأمين أن “نوع العنف الذي يعتمده داعش يخاطب في جزء منه مزاج الغربيين الميالين الى هذا النمط من الحياة. انه استعراض قوة هوليوودي الطابع الى حد بعيد”. ويشير إلى أن “داعش” يقدم “إسلاما جديدا مبتكرا مختلفا عن إسلام القاعدة”. كما أن المال هو عنصر جذب آخر أساسي.
أين يوجد تنظيم “الدولة الإسلامية “؟
يسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية ” على جزء كبير من شمال سوريا من مدينة منبج الحدودية مع تركيا في محافظة حلب في اتجاه الشرق مرورا بمحافظة الرقة بمجملها تقريبا ومناطق في محافظة الحسكة وصولا الى مدينة البوكمال الواقعة على الحدود مع العراق من ضمن مساحة واسعة في محافظة دير الزور.
أما في العراق، فيسيطر التنظيم على مساحة شاسعة في غرب البلاد حيث المحافظات ذات الغالبية السنية، وصولا إلى مدينة الموصل في الشمال.
وتقدر مساحة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم ب25 في المائة من أراضي سوريا وأربعين في المائة من مساحة العراق، أي ما يساوي مساحة بريطانيا (237 ألف كيلومتر مربع)، بحسب الاختصاصي في الجغرافيا السورية فابريس بالانش، والذي يقول إن غالبية الأراضي التي يوجد فيها بالعراق صحراوية (مثل محافظة الأنبار)، وهو ما يخفف من سيطرته الفعلية على الأرض.
مصادر تمويله
يسود اعتقاد بان تنظيم “الدولة الإسلامية ” لا يتلقى الدعم المالي من دولة محددة، ويشدد خبراء على أن الجزء الأكبر من تمويله ذاتي، بالاضافة إلى مساهمات من أشخاص وشركات في دول الخليج. إلا أن وزيرا ألمانيا اتهم أول أمس الأربعاء دولة قطر بهذا التمويل.
ويقول الخبير الفرنسي في الحركات الإسلامية رومان كاييه لوكالة فرانس برس إن “بعض النافذين في دول الخليج يؤمنون خمسة في المائة من تمويل التنظيم؛ الذي لديه ثلاثة مصادر تمويل أساسية أخرى: الضرائب التي يفرضها على السكان، آبار النفط التي سيطر عليها ويبيع إنتاجها الخام، بالإضافة إلى أموال الفديات الناتجة عن عمليات الخطف التي يقوم بها وتستهدف إجمالا مواطنين وصحافيين أجانب.
ويقول شريفي إن من مصادر التمويل أيضا بيع قطع أثرية غنمتها الدولة من العراق، بينما يضيف الكاتب الصحافي حازم الأمين مبالغ تدفعها العشائر السنية للتنظيم.
أساليب عمل “الدولة”
يعتمد على الترهيب عنصرا أساسيا في الحصول على الولاء أو المبايعة من السكان والمجموعات المسلحة.
ومنذ عودته بقوة الى العراق، نفذ عمليات تهجير واسعة لمواطنين مسيحيين وايزيديين وأكراد من المناطق التي استولى عليها بعد أن خيرهم بين الرحيل أو إشهار إسلامهم. وصادر ممتلكاتهم. ويتعمد نشر الرعب عبر أساليب القتل المروعة التي يستخدمها ضد كل من يخالفه، من ذبح وقطع رؤوس، إلى صلب ورجم بالحجارة. وينشر صور “انجازاته” على الانترنت. في المناطق التي يسيطر عليها، يفرض النقاب على النساء وإطلاق اللحى على الرجال، بالإضافة إلى منع أنواع التسلية، والتدخين والكحول.
مستقبل هذه الظاهرة
يؤكد كاييه أن هدف “داعش” الأساسي تثبيت دعائم “دولته” والتوسع حيث يمكنها التوسع. إلا أن آخرين يعتقدون انه لن يعيش طويلا.
ويتوقع الأمين “ضربة غربية” تستهدف التنظيم في المدى المنظور لا يعرف شكلها وحجمها، معتبرا أن “العالم لا يتحمل هذه الظاهرة التي شوهت صورته”. ويرى أن “داعش أهان الغرب واستخف به ولو لم يستهدفه مباشرة على أرضه، من خلال عملية التطهير العرقي وعمليات القتل الوحشية. هذه أمور لم تعد مسموحة. هذا التنظيم لا مستقبل له”.
ما هو تنظيم “الدولة الإسلامية “؟
انطلق من العراق في 2006 من نواة مؤلفة من تنظيم القاعدة الذي كان يستهدف بعملياته الانتحارية وتفجيراته المتنقلة الوجود الاميركي في العراق ما بعد صدام حسين والمواقع الشيعية، وحمل اسم “الدولة الإسلامية في العراق”. لكن أسلوبه العنيف ما لبث أن أثار غضب شريحة من السكان السنة أيضا، فتشكلت “مجالس الصحوات” التي نجحت في طرده من مناطق سنية واسعة. في العام الماضي، ظهر في سوريا، معلنا ضم جبهة النصرة، الذراع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا إليه، ومقدما نفسه باسم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” الذي عرف اختصارا باسم “داعش”.
إلا أن النصرة رفضت الدمج، وتدور معارك بينهما منذ بداية العام الحالي. وكان ذلك مقدمة لانفصاله عن تنظيم القاعدة بزعامة أيمن الظواهري.
في نهاية يونيو الماضي، أعلن التنظيم المتطرف الذي بات يعرف باسم “داعش” تغيير اسمه إلى “الدولة الإسلامية “. كما أعلن إقامة الخلافة الإسلامية منصبا زعيمه أبو بكر البغدادي خليفة عليها.
جاء ذلك بعدما شن هجوما واسعا في شمال العراق وغربه استولى خلاله على أراض شاسعة من الجيش العراقي، واستكمله بتوسيع رقعة سيطرته في شمال وشرق سوريا على حساب النظام ومقاتلي المعارضة السورية على حد سواء.
من هم مقاتلوه؟
لا يوجد عدد موثق لعدد مقاتلي “الدولة الإسلامية “، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان يقدر عدد مقاتلي التنظيم بأكثر من 50 ألفا في سوريا، بينهم أكثر من 20 ألفا من غير السوريين من الشيشان وأوروبا والصين ودول الخليج ودول عربية أخرى.
في العراق، يقدر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد والخبير في الشؤون الأمنية أحمد شريفي العدد بما بين ثمانية إلى عشرة الاف، ستون في المائة منهم عراقيون.
ويستخدم التنظيم، كما كل الحركات الإسلامية المتطرفة خلال السنوات الأخيرة، مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت لتجنيد مقاتلين جدد.
لماذا يجذب التنظيم المقاتلين الأجانب؟
تعبر دول أوروبية عدة عن قلقها البالغ من توجه مواطنين منها إلى سوريا للقتال في صفوف “الدولة الإسلامية “. ويرى الكاتب والصحافي اللبناني في صحيفة “الحياة” حازم الأمين أن “نوع العنف الذي يعتمده داعش يخاطب في جزء منه مزاج الغربيين الميالين الى هذا النمط من الحياة. انه استعراض قوة هوليوودي الطابع الى حد بعيد”. ويشير إلى أن “داعش” يقدم “إسلاما جديدا مبتكرا مختلفا عن إسلام القاعدة”. كما أن المال هو عنصر جذب آخر أساسي.
أين يوجد تنظيم “الدولة الإسلامية “؟
يسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية ” على جزء كبير من شمال سوريا من مدينة منبج الحدودية مع تركيا في محافظة حلب في اتجاه الشرق مرورا بمحافظة الرقة بمجملها تقريبا ومناطق في محافظة الحسكة وصولا الى مدينة البوكمال الواقعة على الحدود مع العراق من ضمن مساحة واسعة في محافظة دير الزور.
أما في العراق، فيسيطر التنظيم على مساحة شاسعة في غرب البلاد حيث المحافظات ذات الغالبية السنية، وصولا إلى مدينة الموصل في الشمال.
وتقدر مساحة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم ب25 في المائة من أراضي سوريا وأربعين في المائة من مساحة العراق، أي ما يساوي مساحة بريطانيا (237 ألف كيلومتر مربع)، بحسب الاختصاصي في الجغرافيا السورية فابريس بالانش، والذي يقول إن غالبية الأراضي التي يوجد فيها بالعراق صحراوية (مثل محافظة الأنبار)، وهو ما يخفف من سيطرته الفعلية على الأرض.
مصادر تمويله
يسود اعتقاد بان تنظيم “الدولة الإسلامية ” لا يتلقى الدعم المالي من دولة محددة، ويشدد خبراء على أن الجزء الأكبر من تمويله ذاتي، بالاضافة إلى مساهمات من أشخاص وشركات في دول الخليج. إلا أن وزيرا ألمانيا اتهم أول أمس الأربعاء دولة قطر بهذا التمويل.
ويقول الخبير الفرنسي في الحركات الإسلامية رومان كاييه لوكالة فرانس برس إن “بعض النافذين في دول الخليج يؤمنون خمسة في المائة من تمويل التنظيم؛ الذي لديه ثلاثة مصادر تمويل أساسية أخرى: الضرائب التي يفرضها على السكان، آبار النفط التي سيطر عليها ويبيع إنتاجها الخام، بالإضافة إلى أموال الفديات الناتجة عن عمليات الخطف التي يقوم بها وتستهدف إجمالا مواطنين وصحافيين أجانب.
ويقول شريفي إن من مصادر التمويل أيضا بيع قطع أثرية غنمتها الدولة من العراق، بينما يضيف الكاتب الصحافي حازم الأمين مبالغ تدفعها العشائر السنية للتنظيم.
أساليب عمل “الدولة”
يعتمد على الترهيب عنصرا أساسيا في الحصول على الولاء أو المبايعة من السكان والمجموعات المسلحة.
ومنذ عودته بقوة الى العراق، نفذ عمليات تهجير واسعة لمواطنين مسيحيين وايزيديين وأكراد من المناطق التي استولى عليها بعد أن خيرهم بين الرحيل أو إشهار إسلامهم. وصادر ممتلكاتهم. ويتعمد نشر الرعب عبر أساليب القتل المروعة التي يستخدمها ضد كل من يخالفه، من ذبح وقطع رؤوس، إلى صلب ورجم بالحجارة. وينشر صور “انجازاته” على الانترنت. في المناطق التي يسيطر عليها، يفرض النقاب على النساء وإطلاق اللحى على الرجال، بالإضافة إلى منع أنواع التسلية، والتدخين والكحول.
مستقبل هذه الظاهرة
يؤكد كاييه أن هدف “داعش” الأساسي تثبيت دعائم “دولته” والتوسع حيث يمكنها التوسع. إلا أن آخرين يعتقدون انه لن يعيش طويلا.
ويتوقع الأمين “ضربة غربية” تستهدف التنظيم في المدى المنظور لا يعرف شكلها وحجمها، معتبرا أن “العالم لا يتحمل هذه الظاهرة التي شوهت صورته”. ويرى أن “داعش أهان الغرب واستخف به ولو لم يستهدفه مباشرة على أرضه، من خلال عملية التطهير العرقي وعمليات القتل الوحشية. هذه أمور لم تعد مسموحة. هذا التنظيم لا مستقبل له”.