كيهيدي- عبد الله اتفغ المختار
تستعد قاعة الاجتماعات ببلدية كيهيدي، جنوب شرق موريتانيا، مساء اليوم الأربعاء لاستضافة كم من مواطني وأطر ولاية كوركول، الراغبين في طرح مشاكلهم على الرئيس محمد ولد عبد العزيز في لقاء مباشر، هو الأول من نوعه عبر الأقمار الاصطناعية، وعلى الهواء مباشرة.
التلفزيون الموريتاني يسابق عقارب الساعة لضمان أول بث نوعي مباشر من محطات ثلاث، مركزها في قصر المؤتمرات بنواكشوط، وإحداها في كيهيدي، والثانية في نواذيبو.
جل سكان المدينة لا علم لهم باللقاء المباشر مع الرئيس، ومنهم من يشكك في إمكانيته أصلا، ونزر قليل من فقراء كيهيدي وصلهم الخبر لكنهم قلقون من نوعية التعبئة للحدث، ويصفونها بـ”الرسمية أكثر” حيث وُجهت الدعوات لمسؤولي الإدارات الجهوية الحكومية ومنتختبي الولاية (عُمدا وشيوخا ونوابا) والقيادات الأمنية والعسكرية، ومسؤولي منظمات المجتمع المدني، في الوقت الذي لا تتسع فيه القاعة لأكثر من مائة مقعد “ما يعني أن الفقراء لن يجدوا حصة كبيرة بين الحاضرين خلافا لما يريد ولد عبد العزيز” يقول (الداه) صاحب مشكلة يقول إن عمرها أكثر من عشر سنوات.
وغير بعيد من قاعة الاجتماع يقف مسفر سابق (يرو) منتظرا فرصة قبوله داخل القاعة لطرح مشكلة “شخصية” يرفض الإفصاح عنها لـ(صحراء ميديا) بينما لم يجد بعض المترددين على المصالح الحكومية في الغالب من ينصت لهم اليوم، بسبب انهماك الإدارة المحلية بتحضيرالحدث.
مساعد الوالي للشؤون الإدارية في كوركول، مختار أمبارك ولد أحمد الشيخ، قال “إن الإدارة لن تعترض على مضمون مداخلة أي مواطن أثناء الحوار المفتوح، ولن تمنع أي مواطن من ولوج القاعة” معتبرا أن” رئيس الجمهورية يريد الوقوف على حقيقة المشاكل التي تعاني منها ساكنة الولاية عموما” وأكد با آبو أمادو (اتحادي الحزب الحاكم في كوركول) أن “اللقاء مع رئيس الجمهورية يأتي تأكيدا منه على عهد التواصل مع المواطنين الذي قطعه على نفسه غداة تأديته لليمين الدستورية في مثل هذا اليوم من العام الماضي” وشدد أبو با – في لقاء مع صحراء ميديا – على “أن الرئيس سيرد علي كل إشكال يطرحه المواطنون خلال لقاء يستمر ساعتين، ويجب أن نعطي فرصة الكلام أمامه للفقراء وذوى المشاكل الملحة”.
مراقبون – هنا في كيهيدي – برروا اختيار رئيس الجمهورية لمدينتين من أقصى الجنوب والشمال بكونه عائد للتو من لقاء مباشر مع سكان المناطق الشرقية (الحوضين) فيما برر فنيون الأمر بالصعوبات التقنية التي كلفها ربط كيهدي وانواذيبو بقصر المؤتمرات، ثم بالتلفزيون الوطني عبر الأقمار الاصطناعية، ويتخوفون من تهاطل الأمطار لحظة البث.
وتعاني ولاية كوركول من مشاكل زراعية وعقارية متجذرة، تعتقد المصالح الجهوية في الولاية أن كافة التدابير قد اتخذت لحلحلتها، خاصة فيما يتعلق بتسوية مديونية المزارعين، ووضع منهجية جديدة لمتابعة تنفيذ الحملات الزراعية، بموازاة مع المشاكل الرعوية الجمة، وصراع المزارعين والمنمين المحتدم هنا وهناك.