وصبت نتائج أخرى في مصلحة المنتخب الموريتاني الذي ارتقى سلم تصنيف FIFA/Coca-Cola ليحتل في مايو/أيار المركز الحادي والأربعين في أفريقيا و139 عالميا أي انه صعد 13 مرتبة مقارنة مع الشهر الماضي ليحتل أفضل ترتيب له منذ يونيو/حزيران 2008. اتخذ الإتحاد المحلي خطوة هامة لكي ينافس اعتبارا من مطلع عام 2012، عندما استعان بخدمات المدرب باتريس نوفو ونجح الفرنسي في تطوير الكرة الموريتانية كما تدل النتائج في الأشهر الأخيرة.
ويملك المدرب خبرة كبيرة في أفريقيا حيث أشرف على تدريب غينيا، النيجر وجمهورية كونجو الديمقراطية، وقد نجح في إيجاد التوليفة المناسبة من اللاعبين بعضهم يلعب محترفا في الدوري الفرنسي أمثال أداما با من باستيا، وديالو غيديليي من بريست، بالإضافة إلى لاعبين لا يملكون الخبرة لكنهم متعطشون ويلعبون في الدرجات الدنيا. أحد هؤلاء هو أحمد ولد أحمدو الذي يلعب في صفوف شبان نادي أف سي ثري بريدجز في الدرجة السابعة الإنجليزية. خلافا لبعض زملائه الذي ولدوا في فرنسا من أبوين موريتانيين، ولد المدافع في موريتانيا قبل الانتقال إلى فرنسا وتحديدا إلى سانت اتيان في صفوف الفرق العمرية ويكشف بقوله “بيد أن والدي أرادا أن أتابع دراستي، فجئت إلى إنجلترا وبدأت دراسة الهندسة في جامعة إيسيكس”.
المهمة
وقال ولد أحمدو لموقع FIFA.com بأن إيجاد التوازن اللازم بين الدراسة وممارسة كرة القدم “محليا ودوليا” لم يكن سهلا، لكنه كان مصمم على النجاح. وأضاف “كان الأمر صعبا في البداية، لكن كان يتعين علي أن أقوم بذلك. كل ما كنت استطيع أن أقوم به هو التعليم والتدريب. لقد كرست نفسي لذلك. كنت أدرس في الصباح وبعد الظهر وأتدرب في الليل. أحاول أن انهي عملي قبل نهاية الأسبوع كي لا تتأثر المباريات التي كنا نخوضها خارج ملعبنا ببرنامجي”.
وقال إنه إذا كان عليه أن يختار بين الهندسة وكرة القدم فان الخيار لن يكون صعبا عليه وأوضح “بالتأكيد سأختار كرة القدم، لكن عائلتي طلبت مني أن أتابع دراستي كي أحصل على شهادة. بعد حوالي سنة ونصف السنة، سأتخرج ثم أصبح حرا لكي أكرس وقتي لكرة القدم”.
بادر الإتحاد الموريتاني إلى الاتصال بولد أحمدو مباشرة بعد تولي نوفو تدريب المنتخب ويكشف اللاعب بقوله “تمت دعوتي بعد ذلك إلى الانضمام الى الفريق للمباراتين الوديتين ضد كندا، وكنت أتطلع لذلك بشغف. كنت فخورا بعد ان تم استدعائي الى صفوف المنتخب الوطني”. على الرغم من انه لم يشارك في المباراتين وبقي أسيرا لمقاعد اللاعبين الاحتياطيين، فانه لم ينتظر كثيرا لكي يخوض باكورة مبارياته الدولية. ودخل ابن العشرين ربيعا احتياطيا في المباراة الودية ضد النيجر ويقول في هذا الصدد “كانت تجربة مدهشة ان تلعب على أرضك للمنتخب الوطني وأنت في العشرين من العمر فقط. كان الملعب ممتلأ عن آخره وكنت في قمة السعادة. حضرت عائلتي بأكملها إلى الملعب لمشاهدتي، حتى والدي الذي لا يعيش في موريتانيا أتى خصيصا لمتابعة المباراة”.
التطلع إلى المستقبل
يبدو ولد أحمدو واثقا من أن كرة القدم في بلاده تملك مستقبلا واعدا بقوله “قمنا بتشييد اتحادا كرويا من لا شيء بفضل مساعدة الرئيس الجديد. ثم اختار المدرب وأمضى الكثير من الوقت، المال والجهود في الرياضة. وبعد أن حققنا نتائج ايجابية، بات رئيس موريتانيا يساندنا أكثر من أي وقت. لدينا مجموعة شابة ومدرب رائع. أنصار المنتخب يساندوننا بقوة أيضا وقد ساعدنا هذا الأمر كثيرا”.
بعد بلوغ المنتخب الموريتاني الدور الأول من تصفيات كأس الأمم الأفريقية، يأمل الفريق في الذهاب أبعد لكن ولد أحمدو يدرك بان الطريق سيكون صعبا. ويتعين على موريتانيا مواجهة غينيا الاستوائية في مباراة الذهاب في نهاية الأسبوع قبل ان تقام مباراة العودة بعد أسبوعين وقال في هذا الصدد “ستكون المباراة صعبة للغاية. يملك المنتخب الغيني تشكيلة قوية خسرت بصعوبة أمام منتخب أسبانيا 1-2. لكننا سنبذل قصارى جهودنا للتأهل لأننا نملك النوعية”.
إذا نجح منتخب هذه الدولة الواقعة في جنوب شمال القارة الأفريقية في تخطي نزالانج ناشونال وهو لقب منتخب غينيا، فانه سيستمر في ارتقاء تصنيف FIFA ليقترب أكثر وأكثر من المركز 100 علما بان أفضل ترتيب احتله كان في المركز الخامس والثمانين عام 1995.
* مادة منشورة على موقع الاتحاد الدولي لكرة (فيفا) القدم أمس الخميس تحت عنوان : موريتانيا تواصل إرتقاءها الشجاع