في ميدان “الرويال سكوت” بالعاصمة البريطانية لندن كان الاحتفال بالمائوية الثالثة لإنشاء مضمار الخيول بنكهة مختلفة، حيث بدا أن فارسا قادما من جنوب الصحراء يتقدم بخليه ألمع نجوم سباقات الخيول في العالم، فيرفع علما بهلال ونجمة صفراوين.
أثار الفارس إعجاب الحاضرين وفي مقدمتهم الملكة اليزابت الثانية التي انبهرت بالحدث، لكن الانبهار لم يكن وليد اللحظة بالنسبة لشاب تصدر اهتمام الصحافة الغربية، بصفته مالك إحدى أفضل الخيول في السباقات العالمية.
فابن الصحراء الموريتانية أحمد ولد مكناس، يثير أسئلة كثيرة في وسائل الإعلام الغربية التي لم تتعود على أبطال في هذه الرياضة قادمين من افريقيا.
بدأ ولد مكناس منذ نعومة أظافره العناية بالخيول، مركزا جهوده في تعلم الرياضة الملكية، ومع تطور الموهبة لديه وجد أن نشاطه التجاري والاقتصادي يمكن أن يوازيه عمل آخر؛ لا يقل أهمية وهو تكريم موريتانيا في محافل ربما لم تطأها فراسخ الجياد العربية قبله.
لقد نجح الشاب الثلاثيني الطموح في “فتح” عواصم أوربية، لم يسبق أن وصل إليها فارس عربي، فطفق في مضامير السباقات يحصد الجوائز تلو الأخرى. وفي كل مرة كان يترك بصمة موريتانيا واضحة، عندما يتقدم فرسه المتسابقين، فتتدفق الأسئلة من الجمهور عن صاحب هذه العلامة الخضراء والصفراء.
أصبحت موريتانيا اليوم تذكر بقوة في ساحات التنافس على ألقاب سباقات الخيول، ولم يكن الأمر سهلا ولكنه جاء بفكرة شاب واحد من موريتانيا، يُـدخل في كل جائزة يحصدها فرسه، الفرحة إلى قلوب الملايين من أبناء موريتانيا لا بل والعرب والمسلمين.
يبدو “لوسيان” الفرس الذي اختلطت فيه جينات خيول العرب والعجم، مفتخرا بصعوده المراتب الأولى، يبربش بذيله كأنه يقول شكرا للفارس الذي اعتنى به، فدربه واهتم برعايته، غذائيا وصحيا وبدنيا.
يمتن لوسيان لرئيسه، لذا يتمكن في كل محطة من تسجيل رقم 1 في صفوف المتسابقين، فيصل إلى النهاية قبل كل الخيول، في سباقات عالمية منها سباق نظمت في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية.
في سباق نظم بالعاصمة الفرنسية لمسافة 1600 متر تقدم لوسيان فتجاوز متسابقيه ، لقد حقق نصرا آخر في باريس، فهزم خيول “الروم” في عقر ديارهم، ليسيل مداد كثير في الصحف الأوربية، وتتحدث وسائل إعلام عالمية عن فارس موريتانيا الذي يحقق البطولات.