ونقدم هنا أبرز استخدامات الأسبرين ومضاره، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ونؤكد هنا أن هذه المعلومات للاطلاع فقط، وهي ليست بديلا عن استشارة الطبيب، الذي يجب العودة إليه قبل تعاطي الأسبرين أو إيقافه أو تعاطي أي دواء، وكذلك لتحديد الجرعة الملائمة للشخص.
الفوائد
ومن فوائد الأسبرين العامة أنه يستخدم لعلاج الأوجاع والآلام لتخفيف الصداع وألم العضلات والأسنان، بالرغم من أن أول تطوير له كان لعلاج ألم المفاصل، وهذا الدواء ينتمي إلى فئة مضادات الالتهابات غير الستيرويدية مثل الأيبوبروفين، التي تقوم بتثبيط الالتهابات بمنع المواد الكيميائية المنتجة للألم المسماة (اثرو مبكسان).
ويختلف الأسبرين عن الباراسيتامول؛ فالأخير ليس له تأثير مضاد للالتهابات، ويعمل على مستحث ألم مختلف هو إنزيمات الأكسدة الحلقية الكيميائية.
وهناك دليل يتبلور على إمكانية استخدام الأسبرين في علاج ألم الرأس الشديد المعروف بالصداع النصفي “الشقيقة”.
والجرعة الموصى بها لتخفيف الألم من ثلاثمئة إلى تسعمئة ملليغرام كل أربع إلى ست ساعات يوميا، ولا تتجاوز أربعة غرامات يوميا، ومن ميزاته أنه يعمل بعد نصف ساعة من تعاطيه، وهو رخيص ومتوفر دون وصفة طبية.
كما أنه يلعب دورا مهما في منع تخثر الدم الذي يؤدي إلى انسداد الشرايين مما يساعد في تفادي النوبات القلبية.
وفي الولايات المتحدة يوصى بتناوله من قبل الأشخاص في عمر 50-59 عاما، الذين هم عرضة لمخاطر مرض القلب، مثل المصابين بارتفاع
الكوليسترول أو ارتفاع ضغط الدم (شريطة أن يكون تحت السيطرة)، ويتم تناول جرعة منخفضة منه (75 ملليغراما) يوميا.
وفي المقابل، فإن التوصيات الطبية للأسبرين في بريطانيا أكثر حذرا، وهي لا توصي بتعاطيه إلا للأشخاص الذين أصيبوا بالفعل بمشاكل في القلب.
وفي الحقيقة فإن تناول الأسبرين بشكل وقائي أمر ينصح باستشارة الطبيب قبله، لأنه في بعض الحالات مثل ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط قد يؤدي إلى الإصابة بسكتة دماغية نزفية، أي سكتة في المخ ناجمة عن حدوث نزيف في الأوعية الدموية فيه.
وتشير معطيات إلى أن للأسبرين دورا في مكافحة السرطان، حيث تقوم النظرية على أنه يمنع الصفائح الدموية من حماية الخلايا السرطانية في الجسم، وقد وجد باحثون في أوروبا وأميركا أن تناول حبة أسبرين يوميا لمدة عشر سنوات يمكن أن تقلل خطر السرطان.
وتظهر نتائج دراسة مهمة في هذا المجال أنه في السنوات الخمس الأولى لتناول الدواء لم يحدث تغيير كبير، لكن بعد ذلك انخفض سرطان المعدة والمريء والقولون بمقدار الثلث تقريبا. وبالنسبة لسرطان الرئة والبروستات والثدي كانت النسبة نحو 10% في المرضى بين سن 50 و65.
وتناول حبة أسبرين بعد السكتات الدماغية البسيطة يحد من الضرر الذي يسببه المزيد من السكتات التي تحدث لاحقا، كما أشارت إلى ذلك دراسة لجامعة أوكسفورد نشرت هذا الشهر بناء على بيانات 15 تجربة على الأسبرين، شملت 56 ألف مريض بالسكتة الدماغية.
ومن فوائد الأسبرين أيضا أنه يمنع الإسقاط (الإجهاض التلقائي) المتكرر لدى النساء المصابات بحالات تجعلها عرضة لتخثر الدم مثل متلازمة هيوز، المعروفة أيضا بالدم اللزج، وتشير عدة دراسات إلى أن تناول جرعة يومية من الأسبرين مع الهيبارين المرقق للدم يمكن أن تقلل خطر هذه الحالة.
المضار:
ومع ذلك، هناك آثار جانبية للأسبرين قد تكون خطيرة جدا؛ فلا يمكن لعدد من الناس تناوله، ومنهم أولئك الذين لديهم حساسية له أو لمضادات الالتهابات غير الستيرويدية، مثل أيبوبروفين، ومرضى الربو وأي شخص يعاني من قرحة المعدة أو مشاكل في الكبد أو الكلى، والذين يعانون من سيولة الدم أو اضطراب دموي آخر، أو ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط؛ وفي هذه الحالات لا ينصح بتناول الأسبرين يوميا لارتباطه بحدوث نزيف داخلي.
وكما أسلفنا، فإن تناوله من قبل مرضى ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط يزيد مخاطر الإصابة بسكتة دماغية نزفية.
كما يمنع بتاتا إعطاء الأسبرين للأطفال والمراهقين تحت سن 21 عاما، إذ توجد علاقة مثبتة بين تناول الأطفال الأسبرين والإصابة بمتلازمة راي، وهو مرض شديد الخطورة يؤدي إلى تضخم الدماغ والكبد، وتصيب عادة هذه المتلازمة الأطفال والمراهقين إثر تعافيهم من عدوى فيروسية، وقد تؤدي إلى الوفاة