قال العلامة السوري، الشيخ أبو المهدي اليعقوبي، إن الراحل محمد المختار ولد أباه، كان نادرة من نوادر الزمان، وخزانة علم وفكر وأدب جمعت في شخص، وأمة طويت في رجل.
وأضاف الشيخ اليعقوبي في نعيه للعلامة محمد المختار الذي توفي قبل أيام، أنه تعرف على الفقيد في المجامع اللغوية ومؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي بالمملكة الأردنية الهاشمية.
وتابع : «حيث تعرفنا به، جمعتنا وإياه منتديات الفكر ومجالس العلم والأدب، فوجدناه أعجوبة في العلم والذكاء».
وتحدث الشيخ اليعقوبي عن مراحل هامة من حياة الراحل، وتدرجه في التعليم المحظري والحديث، وعن المناصب السياسية والثقافية التي تقلدها في موريتانيا والمغرب والعديد من البلدان العربية والإسلامية.
ووصف الشيخ اليعقوبي الراحل، بأنه كان «مكتبة متنقلة، علمه في صدره، مع تحقيق في معضلاته، وحسن استحضار لمسائله، وسرعة بديهة، وتواضع جم، وأدب رفيع، ورثه من بيت النبوة الذي ينتمي إليه».
وقال : «يحار اليراع كيف يصف هذا الرجل العبقري، فقد كان عالمًا وحافظًا وفقيهًا أصوليًّا ومتكلمًا نظارًا وأديبًا وشاعًرا ومؤرخًا وباحثًا ومؤلفًا ومترجمًا ومفكرًا ومعلمًا ومحاضرًا وأستاذًا ووزيرًا ونائبًا وسياسيًا ومعارضًا، ورجل دولة ومؤسس جامعة».
وأردف قائلا: «كان شاعرًا مفلقًا بالعربية والفرنسية، ومتقنًا لعدة لغات، ولاعب شطرنج بارع فاز في عدد من البطولات، وفي كلمة واحدة: كان نادرة من نوادر الزمان».
وعدد تآليف الراحل في العديد من الفنون العلمية والأدبية، من تاريخ القراءات في المشرق والمغرب، تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب، تاريخ علوم الحديث في المشرق والمغرب، وتاريخ الفقه المالكي في شنقيط، وتاريخ التصوف.
وقال إن رحيل هذا العلامة الجليل والعلم الشهير لمصاب «يتفطر له الفؤاد، وتتصدع له الأكباد، وعزاؤنا في أبنائه الكرام، وتلامذته الأعلام، وفي علماء شنقيط الأقرام أن يواصلوا حمل هذه الراية التي رفعها الفقيد عاليًا».
وعزَّا آل الفقيد الكرام وتلامذته «الفضلاء وأصدقائه أهل العلم والفكر والسياسة والأدب، وإلى موريتانيا وعلمائها الأفذاذ، بالتعازي الصادقة بهذا الخطب الجلل والمصاب الأليم».