إبراهيم الهريم -داكار
اوقف الأمن التشادي اليوم الجمعة، زعيم حزب “المحولون المعارض”، والوزير الأول الأسبق للحكومة الانتقالية، سيكسي ماسارا.
وقال نائب رئيس حرب المحولون اندوليمباي اندجيسادا في منشور على فيسبوك، إن سيكسيه ماسارا تم اختطافه من قبل عسكريين.
ونشر السياسي التشادي مقطع فيديو من كاميرات مراقبة، تظهر ماسار محاطا بعدد من أفراد قوّات الأمن، يخرج من ما يبدو أنه محل إقامته.
وقال وكيل الجمهورية في تشاد عمر ماهامات كيديلاي، في تصريح اليوم، نقلته وسائل إعلام محلية، إن توقيف ماسرا مرتبط بأحداث ماندوغا، غرب تشاد.
وأوضح كيديلاي أن تحقيقات الشرطة القضائية، توصلت إلى ضلوع ماسرا في تحريض السكان ضد إحدى العرقيات التي تقطن القرية، وذلك عبر رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو السكان إلى حمل السلاح ضد مواطنين آخرين.
وأشار وكيل الجمهورية في تشاد، إلى فتح تحقيق ضد ماسرا، مؤكدا أن جميع الأشخاص الضالعين سيتعتقلون.
25 قتيلا في مواجهات
وأمس الخميس، أعلنت الحكومة التشادية عن مصرع 25 شخصا في مواجهات بين سكان، في قرية غرب البلاد، وإصابة ستة اخرين.
ودانت الحكومة هذه المواجهات، وأرسلت وفدا للاطلاع على الوضع، مؤكدة أن الوضع تحت السيطرة بعد تدخل قوات الأمن.
سجال سياسي
وفي سياق اخر، يأتي توقيف ماسرا بعد أيام من خرجة إعلامية انتقد فيها السلطات الحاكمة، وطريقة تطبيقها لاتفاق كينشاسا، الذي أوصله لمنصب الوزير الأول في الحكومة الانتقالية الأخيرة، التي نظمت الانتخابات الرئاسية.
وخلال الأيام الماضية، نشبت مشادات، على مواقع التواصل الاجتماعي، بين ماسرا ومحمد غلام الله الوزير السابق المتحدث باسم الحكومة التشادية، والنائب حاليا في البرلمان.
وقال ماسرا، إنه على الرئيس ديبي أن يغير من طريقته، من أجل تنفيذ الإصلاحات والتعهدات التي ينتظرها الشعب التشادي.
وقال غلام الله ردا على انتقادات ماسرا للرئيس محمد ديبي، إن اتفاق كينشاسا، ليس نصا دستوريا، ولا يمَكّنُ من البقاء في السلطة، فهو مجرد اتفاق تمكن بموجبه ماسرا من العودة الى البلاد، ورفعت عنه بموجبه مذكرة التوقيف الدولية التي صدرت في حقه.
وأوضح غلام الله أن “الشعب التشادي عبر عن خياره، وفي مل الديموقراطيات، من نجح في إقناع الشعب، يعمل على تطبيق برنامجه”،مشيرا إلى أن “العودة إلى عقلية الائتلافات وتشكيل حكومة ائتلاف، تفسد جوهر الديموقراطية”، حسب تعبيره، في إشارة إلى سعي ماسرا لفرض دخوله إلى الحكومة، كونه المرشح الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
توقيف ماسرا جاء بعد توتر سياسي، عاشتها الساحة السياسية قبيل الانتخابات التشريعية، التي قاطعها ماسرا.
وقبل أيام طلب الرئيس محمد ديبي من الأحزاب السياسية، تشكيل إطار جديد للحوار، يتماشى مع تشاد ما بعد المرحلة الانتقالية، وذلك بعد اعلانه حل “الإطار الوطني للتشاور السياسي”، الذي كان يمثل حلقة وصل بين السلطات الانتقالية والأحزاب السياسية خلال المرحلة الانتقالية، التي انتهت قبل أشهر، لتدخل تشاد مرحلة جديدة من تاريخها السياسي.