استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، أمس الخميس، رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه، في مكتبه بالقصر الرئاسي، وذلك بعد يومين من إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها نهاية يونيو المقبل.
يعد ولد داداه أحد الزعماء التاريخيين للمعارضة في موريتانيا، منذ أن بدأ نشاطه السياسي مع انطلاق التعددية السياسية مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وخلال سنوات المأمورية الأولى من حكم ولد الغزواني (2019 – 2024)، ظلت علاقته جيدة بولد داداه، حيث يعقدان لقاءات شبه دورية، للتباحث حول الشأن العام.
التهدئة السياسية
تأتي لقاءات ولد الغزواني مع ولد داداه ضمن ما يسمى “التهدئة السياسية” التي أعلن عنها ولد الغزواني فور وصوله إلى الحكم قبل خمس سنوات.
وبعد اللقاء الأخير، قال ولد داداه في رسالة موقعة باسمه: “في مستهل حديثنا جددنا لفخامته الشكر على ما انتهجه من سياسة تهدئة بين الفرقاء السياسيين”.
وأضاف أنه شكره على “إحداث قطيعة في تعاطي السلطة مع المعارضة”، في إشارة إلى سنوات التصعيد التي عاشتها موريتانيا بين السلطة والمعارضة إبان حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
وقال ولد داداه إن الاجتماع “شكل فرصة سانحة لاستعراض الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد”.
الإجماع الوطني
ولد داداه في رسالته تحدث عن “ظرف دقيق” تمر به موريتانيا وشبه المنطقة، وقال: “سجلنا بارتياح كبير تقاسمنا مع فخامته الهموم الوطنية وأسبابها وسبل علاجها، في إطار اجماع وطني”.
وأوضح أن توافق وجهات النظر يأتي تماشيًا مع “ما ورد في الميثاق الجمهوري الذي عبر فخامته – مجددا – عن تشبثه بما جاء فيه من تشخيص لحالة البلد ومن حلول توافقية لها”.
والميثاق الجمهوري هو وثيقة سياسية موقعة بين الحكومة وثلاثة أحزاب هي: حزب الإنصاف (الحاكم)، تكتل القوى الديمقراطية، اتحاد قوى التقدم.
الموقف من الانتخابات
إن اللقاء ما بين ولد الغزواني وولد داداه يثير بعض الأسئلة، بالنظر إلى الوضعية التي يعيشها حزب التكتل منذ أسابيع بسبب الخلافات الداخلية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.
وما يزالُ موقف حزب التكتل من الانتخابات غير معروف، في ظل غياب أي مؤشرات حول وجود مرشح من الحزب الذي تعرض لهزيمة كبيرة في الانتخابات التشريعية والمحلية الأخيرة.
كما أن الحزب لم يعبر -حتى الآن- عن دعمه لأي من مرشحي المعارضة الذين عبروا عن رغبتهم في خوض غمار الانتخابات، رغم أن من بينهم العيد ولد محمدن، وهو قيادي سابق في الحزب، قبل أن ينسحب منه.