محمد يوسف – صحراء ميديا – الشارقة
بعد الإعلان عن “إنجاز تاريخي غير مسبوق” يتمثل في طباعة 127 مجلداً من “المعجم التاريخي للغة العربية”، كشف معجم اللغة العربية بإمارة الشارقة، عن خطوة نوعية لتعزيز مكانة اللغة العربية، تتمثل في إطلاق مشروع “معجم GPT”، الذي يمثل نقلة نوعية لإدخال اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك خلال لقاء إعلامي خاص، نظمه تحت عنوان:“المعجم التاريخي للغة العربية.. وثيقة الأمة الحضارية”، في مقر المجمع، مع مجموعة من نخبة الإعلاميين والباحثين لمناقشة الإنجازات والتحديات المرتبطة بالمشروع.
مشروع حضاري
الخطوة الجديدة التي أعلنت على هامش فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، “ليست مجرد سجل لغوي”، بل هي “مشروع حضاري يوثق تطور الكلمات العربية عبر العصور، حسب الدكتور محمد صافي المستغانمي، الأمين العام للمجمع والمدير التنفيذي للمشروع.
وأوضح أن “هذا المشروع يهدف إلى جعل اللغة العربية أكثر حضورًا في العالم الرقمي، من خلال تسهيل دراسة اللغة وجعلها في متناول الجميع”، مشيدا “بدور الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي قدم دعمًا غير محدود للمشروع.”
وأشار بهذا الخصوص، إلى أن “الدور لم يقتصر على التمويل، بل شمل توفير بيئة عمل مثالية لفريق الباحثين، فضلًا عن إشرافه المباشر على المشروع لضمان تحقيق أهدافه بدقة واحترافية.”
ولفت إلى أن “المشروع في مراحله النهائية، ومن المتوقع إطلاقه رسميًا خلال العام القادم 2025.”
من جهته قال الأستاذ بهاء الدين عادل دنديس، خبير الدراسات والبحوث في مجمع اللغة العربية بالشارقة، قال إن “المعجم التاريخي يتميز بمنهجيته العلمية الفريدة، حيث يتتبع الكلمة منذ ولادتها”، مشيرا إلى “تطورها الدلالي والسياقات المختلفة التي استُخدمت فيها.”
نسخة رقمية
مجمع اللغة العربية بالشارقة، أعلن خلال الملتقى الإعلامي، نسخة إلكترونية من المعجم التاريخي، متاحة عبر الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية، ما يتيح وصولًا سهلاً وسريعًا للمحتوى من أي مكان وفي أي وقت.
وبهذا الخصوص، قال المستغانمي، إن “النسخة الرقمية ليست مجرد أداة للوصول إلى المعلومات، بل هي منصة تفاعلية تساعد على استكشاف اللغة العربية بطريقة مبتكرة.”
وأكد أن “العمل على المعجم تطلب تعاونًا مكثفًا بين المجامع اللغوية في مختلف الدول العربية، إضافة إلى التنسيق مع مؤسسات دولية للحصول على النصوص القديمة والمخطوطات”، مشيرا إلى أن “أحد أكبر التحديات كان جمع المصادر والتحقق من صحتها.”
لكنه أكد أن الجهود، مكنتهم “من تقديم محتوى موثوق وموحد، يُعد مرجعًا لا غنى عنه للباحثين والمهتمين باللغة العربية.”
وبإطلاق هذا المشروع، تؤكد الشارقة بقيادة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ريادتها في دعم الثقافة العربية، وتحقيق إنجاز حضاري يعزز مكانة اللغة العربية عالميًا.
ومجمع اللغة العربية، هو مؤسسة حكومية أكاديمية تُعنى بتعزيز مكانة اللغة العربية والحفاظ عليها، وهو تابع لإمارة الشارقة.
ومن أبرز مهامه الإشراف على المعجم التاريخي للغة العربية، وتطوير قواميس ومعاجم عصرية تلبي احتياجات المتحدثين باللغة الفصحى في العصر الحديث.
كما يركز “على دعم الدراسات التي تسلط الضوء على تاريخ الأمة العربية وحضارتها وعلاقاتها بالحضارات الأخرى”، بالإضافة إلى تقديم جوائز دولية تقديرًا للإنجازات البارزة في خدمة اللغة العربية، بهدف تشجيع الإبداع والابتكار في هذا المجال.”