ترأست موريتانيا إلى جانب الصين، اليوم الخميس، جلسة افتتاحية للاجتماع الوزاري للمنتدى العربي – الصيني، في العاصمة بيكين، وأعلنت خلال الجلسة دعمها لمبادرات الصين من أجل تنمية العالم.
جاء ذلك في خطاب ألقاه وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، بصفته رئيس مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، خلال ترأسه للجلسة إلى جانب وزير الخارجية الصيني وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
وقال وزير الخارجية الموريتاني إن “منتدى التعاون العربي الصيني، الذي تأسس سنة 2004، يشكل منصة مثالية للتباحث حول سبل تعزيز التعاون والتفاهم بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية”.
وأضاف أن المنتدى “يعود مصدر قوته الأساسي إلى كونه يستلهم تُراثا غنيا من العلاقات بين العالم العربي والصين وتاريخا طويلا مشتركا من التبادل الثقافي والتجاري منذ أيام طريق الحرير”.
وبعد استعراض تاريخ العلاقات بين الصين والعالم العربي، أوضح ولد مرزوك أنه في العصر الحالي “عرفت العلاقات العربية الصينية تطورا كبيرا، على كافة المستويات الثنائية ومتعددة الأطراف، وأصبحت الصين اليوم أكبر شريك تجاري للدول العربية مجتمعة والمستثمَر الأول فيها”.
وأضاف أن موريتانيا “تربطها منذ 59 عاما بجمهورية الصين الشعبية، صداقة تاريخية وعلاقات قوية من التضامن والتعاون في كافة المجالات؛ وقد كان للصين دور بارز في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لموريتانيا من خلال إنجاز وتمويل العديد من المشاريع الحيوية في البلاد”، وفق تعبيره.
وأكد ولد مرزوك في السياق ذاته “دعم موريتانيا الكبير للمبادرات الهامة التي أطلقها فخامة الرئيس شي جي بينغ مثل مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، وحرصنا على المشاركة النشطة والفعالة في مبادرة الحزام والطريق”.
وشدد وزير الخارجية الموريتاني على أن “انخراط الدول العربية في مبادرة الحزام والطريق الصينية يعتبر خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية في المجالات الاستراتيجية مثل التعليم الجيد وتأهيل وتشغيل الشباب وتطوير البنى التحتية والخدمات الاجتماعية المختلفة، بما يحقق الفوائد المتبادلة للجانبين ويلبي شروط التنمية الشاملة المستدامة”.
وخلص إلى التأكيد على أن العلاقة بين العالم العربي والصين “قائمة على قواسم مشتركة ومصالح متبادلة وتطابق وجهات النظر في أهم القضايا الإقليمية والدولية؛ فالصين تعتبر من أكبر داعمي قضية العرب والمسلمين الأولى، القضية الفلسطينية”.
وأشار إلى أن الصين “برهنت على ذلك مرارا كما وقع في مجلس الأمن في جلسة 18 ابريل الماضي في التصويت لصالح مشروع قرار منح الدولة الفلسطينية العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ويوم 10 مايو الجاري في تصويت الجمعية العامة على أهلية الدولة الفلسطينية لهذه العضوية”.