منحت “الجمعية الفرنسية للأشعة”، اليوم الجمعة، ميدالية الشرف للبروفسير الموريتاني محمد ولد بدي، بصفته عضوًا شرفيًا في الجمعية منذ قرابة ثلاثة عقود، ولجهوده في تعزيز العلاقات بين الجمعية وموريتانيا ومساره العلمي والمهني.
وقالت الجمعية في موقعها الإلكتروني، إنها قررت تكريم ولد بدي لأنه “عمل خلال السنوات الأخيرة على تعزيز وتقوية الروابط العلمية وروابط الصداقة بين الجمعية وقطاع الأشعة في موريتانيا”.
وجاء التكريم في إطار المؤتمر الدولي للتصوير الطبي، الذي انطلق اليوم الجمعة في باريس، الذي يعد ثالث أكبر مؤتمر من نوعه في العالم، بعد المؤتمر المنظم من طرف الجمعية الدولية للأشعة الذي ينعقد سنويا في شيكاغو، ومؤتمر الجمعية الأوروبية للأشعة في فيينا بالنمسا.
وتمنح الجمعية الفرنسية في حفل انطلاق مؤتمرها السنوي، ميداليات شرف لصالح كبار خبراء الأشعة في فرنسا والعالم، وكان ضمن قائمة المكرمين هذا العام البروفسير الموريتاني محمد ولد بدي، وهي المرة الأولى التي تمنح مؤسسة علمية، وخاصة طبية، من فرنسا تكريما بميدالية الشرف لصالح طبيب موريتاني.
وأعلنت الجمعية أن ولد بدي هو “صديق قديم، وشخصية محورية في التصوير بالأشعة في المغرب العربي وغرب أفريقيا”، مشيرة إلى أنه درس الطب في أبيدجان، قبل أن ينال درجة “أستاذ” من الجامعات التونسية، ويصبح بذلك أول بروفسير موريتاني في التصوير بالأشعة، عام 2001.
وتضيف الجمعية الفرنسية أن قدرات ولد بدي “لا تتوقف عند التصوير الطبي، إذ أنه حاصل على شهادة في الجراحة العامة وأخرى في البيولوجيا والطب الرياضي من أبيدجان، كما أنه كتب العديد من الأوراق والبحوث الدولية، ويعد أحد مراجعي العديد من النشريات العلمية في المغرب العربي وإيطاليا”.
وفي تقريرها حول تكريم البروفسير ولد بدي، قالت الجمعية الفرنسية إنه “سبق أن تولى رئاسة قسم الأشعة في مستشفى الشيخ زايد، وفي عيادة الشفاء بنواكشوط، ولكنه منذ 2012 أسس عيادة الأمانة للأشعة، وكان مساهمًا في تجربة أول جهاز للتصوير بالرنين المغناطيسي (IRM) في غرب أفريقيا، بنواكشوط عام 2005، وتصميم قسم الأشعة في المركز الوطني للأنكولوجيا عام 2008، ومواكبة أول جهاز (كوروسكانير) في المركز الوطني لأمراض القلب عام 2019”.
ووصفت الجمعية الفرنسية الأنشطة الاجتماعية للبروفسير الموريتاني بأنها “مثيرة للإعجاب”، مشيرة إلى أنه هو “الرئيس المؤسس للجمعية الموريتانية للأشعة والتصوير الطبي منذ 2002، وعضو مؤسس للفيدرالية المغاربية للأشعة في عام 2003، وعضو مؤسس للجمعية العربية للأشعة والتصوير الطبي في عام 2008، وعضو مؤسس للمبادرة العربية – الفرانكفونية للأشعة في عام 2009، كما أنه أحد مؤسسي الجمعية غير الحكومية (جمعية مهنيي الصحة في تكانت) التي تسعى لتقديم الدعم للفقراء والمعدمين، وهو رئيسها الحالي”.
وخلصت الجمعية الفرنسية إلى أن ولد بدي عضو فيها منذ 27 عامًا، ووصفته بأنه “رابط صلة مهم بين الجمعية وقطاع الأشعة في موريتانيا، يشجع مشاركة المتحدثين الفرنسيين في الاجتماعات العلمية التي تنظم في نواكشوط، كما يقترح مرشحين للحصول على منح تقترحها الجمعية الفرنسية”.
وفي تعليق على التكريم، قال البروفسير محمد ولد بدي: “لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن مشاعري الجياشة بعد هذا التكريم المشرف الذي يلامس شغاف القلب”.
وأضاف: “لكن التكريم في الوقت ذاته يدفعني لأبقى متواضعًا، مهما كانت هذه الميدالية مصدر تشجيع لي في حياتي المهنية والشخصية”، قبل أن يتقدم بالشكر إلى مسؤولي الجمعية الفرنسية للأشعة.
وخلص إلى القول إنه يهدي ميدالية الشرف إلى الشعب الموريتاني وجميع مختصي الأشعة الموريتانيين، وإلى كل أساتذتي في كوت ديفوار وتونس وفرنسا.