ببدلات طبية، تتجول مجموعة من طلاب كلية الطب في العاصمة نواكشوط، في مبادرة “أطباء ضد السرطان” لدعم ومؤازرة المصابين بواحد من أخطر الأمراض وأكثرها فتكا، ويحمل معه تداعيات نفسية ومعنوية صعبة.
بدأت المبادرة مع بداية شهر فبراير الجاري بالتزامن مع اليوم العالمي للسرطان في 4 فبراير، لإظهار الدعم لمرضى السرطان بطريقة إيجابية وملهمة.
“كن عونا لهم” هو الشعار الذي اختاره الأطباء لهذه السنة في حملتهم، وذلك من أجل جمع التبرعات لمرضى السرطان الذين بوصفهم “الأحق في الدعم في محنة رحلتهم الشفاء من هذا المرض”.
في الأسواق بين أهازيج الباعة المتجولين و أزيز السيارات يشرح أصحاب المبادرة للمواطنين مبادرتهم وأهمية التبرع من أجل تفريج عن كرب مريض ومساهمة في انقاذ النفس على نهج “من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”.
يقول أحمدو اشريف عضو في هذه الحملة إن المباردة دأب طلاب كلية الطب في العاصمة نواكشوط تنظيمها سنويا، وتستهدف جمع التبرعات لمرضى السرطان.
ويضيف ولد اشريف “يحتاج مرضى السرطان هنا في نواكشوط وأغلبهم من عائلات فقيرة إلى أدوية باهظة الثمن من أجل متابعة العلاج، ولهذا من الضروري مساعدتهم ومؤازرتهم في محنتهم”.
ويؤكد أن هذه الحملة تستهدف جميع الأماكن والمدارس والجامعات والإدارة من أجل جمع التبرعات والانخراط في هذه المبادرة “النبيلة”.
يقف محمد الأمين أمام طلاب ثانوية يشرح لهم الرسالة التي جاؤوا خصيصا من أجلها، فيما ينصت التلاميذ للعرض المقدم عن مرضى السرطان في مستشفى “انكولوجيا” ومعاناتهم في رحلة العلاج التي تتطلب دعمهم ومساندتهم في التكفل بالأدوية، بحسب محمد الأمين فإن أغلب هؤلاء المرضى لاتملك عائلاتهم مصاريف العلاج.
يقول محمد الأمين إن عدد الإصابات بالسرطان في موريتانيا في ازدياد، ونظرا أنه من أكثر الأمراض التي أصبحت منتشرة، فإن أهلها يحتاجون للوقوف إلى جانبهم.
أما ميمونه منت زياد طالبة في كلية الطب قررت الانخراط في هذه المبادرة التي رأت أنها “نبيلة وتساهم في مؤازرة مرضى السرطان”.
زارت ميمونه عدة مرات لمرضى السرطان في مستشفى انكولوجيا، تقول إن قلبها رق لهؤلاء الفئة التي تحتاج لدعمها معنويا، فهناك أطفال ضاع مستقبلهم بين جنبات المستشفى يتعالجون “فهم الأحق في الدعم والتبرع لهم ولذويهم الذينيخضون معركة في سبيل علاج أبنائهم”.
وتؤكد ميمونه أن مبادرتهم تركز كذلك على الجانب النفسي للمصابين بالسرطان، فبرأي الطالبة أن المجتمع “ينبذ هؤلاء الأطفال الذين لايستحقون التهميش بالعكس يجب الوقوف إلى جانبهم وتحفيزهم أن بإمكانهم الانتصار على هذا المرض، وأن لايفقدوا الثقة بأنفسهم”.
ذلك الانتصار الذي تتحدث عنه ميمونه ويشاطرها في الرأي زملاءها لايمكن تحقيقه إلا بجمع التبرعات لهؤلاء المرضى والمساهمة في التخفيف عنهم.