زار وفد من الحكومة الأمريكية مدينة الداخلة المغربية، اليوم الأحد، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ أن أعلنت الولايات المتحدة اعترافها بالسيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية، واتخاذ قرار بفتح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة.
يرأس الوفد الأمريكي كاتب الدولة الأمريكي المساعد المكلف بقضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ديفيد شينكر، والسفير الأمريكي في المغرب ديفيد فيشر، فيما كان يرافقهم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطه.
وزار الوفد مقر القنصلية الأمريكية العامة المرتقبة في مدينة «الداخلة»، وذلك بعد أن زار أمس السبت مدينة «العيون»، كما عقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً أعلن فيه شينكر أن المغرب «شريك محوري للاستقرار الإقليمي بالمنطقة».
وأضاف المسؤول الأمريكي: «يمكنني أن أعلن بحماس شديد أن العلاقة بين الولايات المتحدة والمغرب دائمة القوة وتستمر في الازدهار، وأن أفضل سنواتنا معا ما زالت آتية»، مشيراً إلى أن سنة 2021 تصادف مرور قرنين على «فتح الولايات المتحدة أول بعثة دبلوماسية لها في المغرب، أقدم منشأة دبلوماسية لنا في أي مكان في العالم».
وأوضح المسؤول الأمريكي أن التطورات الأخيرة «أصبحت ممكنة بفضل قيادة الملك محمد السادس في دفع برنامج إصلاح جريء وبعيد المدى على مدى العقدين الماضيين، ودعمه المستمر والقيم للقضايا ذات الاهتمام المشترك مثل السلام في الشرق الأوسط وأفريقيا والاستقرار والتنمية وكذلك الأمن الإقليمي»، وفق تعبيره.
من جانبه قال السفير الأمريكي في المغرب، إن الزيارة تأتي «بعد شهر بالضبط، من توقيع الرئيس ترامب إعلانا تاريخيا يعترف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية»، وأضاف أن الموقف الأمريكي جاء بعد أشهر من المفاوضات.
وقال السفير الأمريكي: «الشهر الماضي، أقر الرئيس ترامب بما لا مناص منه، وذكر ما هو واضح: الصحراء مغربية، والمغرب يملك الحل الوحيد العادل والدائم لحل مصير الإقليم»، وأكد قائلاً أن زيارة الوفد للصحراء هي من أجل «تجسيد إعلان الرئيس ترامب على أرض الواقع، من خلال توسيع نطاق وجود حكومة الولايات المتحدة بشكل كبير في الأقاليم الجنوبية».
وأوضح السفير الأمريكي: «اليوم، كانت لنا فرصة التجول في الداخلة، وأنا الآن أفهم بوضوح ما الذي يجعل هذه المنطقة قريبة جدا، وعزيزة على قلوب جميع المغاربة. إنها ببساطة جميلة وبها كذلك كرم الضيافة المغربي الأسطوري. كما أن لديها إمكانات واضحة لمستقبل أكثر إشراقا-مستقبل نفخر به هنا للاستثمار فيه».
وأكد السفير أن «كل الإدارات الأمريكية منذ الرئيس بيل كلينتون، دعمت مخطط الحكم الذاتي المغربي كحل ناجع لتحقيق السلام»، مشيراً إلى أنه منذ إدارة الرئيس أوباما بدأ «الاستثمار في مستقبل الأقاليم الجنوبية، بشكل أساسي من خلال التمويل عبر مبادرة الشراكة في الشرق الأوسط التابعة لوزارة الخارجية».
وخلص السفير الأمريكي إلى التأكيد على أن فتح قنصلية أمريكية في الداخلة «خطوة أخرى مهمة نحو تأمين الشراكة بين دولتينا العظيمتين»، قبل أن يضيف: «إنه من دواعي سروري أن أكون أول سفير أمريكي يزور الصحراء، ليشعر بالتربة المغربية تحت قدميه ويعزز الصداقة التاريخية بين المغرب والولايات المتحدة»، وفق تعبيره.
وبدأت القنصلية الأمريكية في عملها افتراضيا عن طريق تقنية “Virtual Presence Posts”، في إطار تنزيل المرسوم الرئاسي الأمريكي بخصوص افتتاح قنصلية واشنطن في مدينة الداخلة المغربية.