يستعد ميثاق الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحراطين، للخروج في مسيرة مساء اليوم الاثنين، وهي المسيرة السنوية التي ينظمها للمطالبة بحقوق ضحايا الاسترقاق في موريتانيا، ولكنها هذا العام تأتي في ظل أجواء سياسية مشحونة استعداداً للانتخابات الرئاسية.
الميثاق تأسس عام 2013 من طرف ناشطين حقوقيين يتقدمهم الراحل محمد سعيد ولد همدي، أول رئيس للميثاق والذي كان يوصف بأنه « عقله المدبر »، ولكن الميثاق يحاول أن يقدم نفسه خارج الأطر السياسية، إذ يضم ناشطين من مختلف المشارب السياسية، ما جعله محط أنظار مختلف المرشحين للرئاسيات.
ورغم الهزات العنيفة التي تعرض لها الميثاق خلال السنوات الماضية، والتي أسفرت عن انشقاق في صفوفه، إلا أنه ما يزال محط اهتمام المرشحين للرئاسيات، بسبب قوة خطابه واستقطابه لفئات واسعة من الموريتانيين.
وفي خطوة فاجأت العديد من الناشطين في الميثاق، وجه المرشح للرئاسيات محمد ولد الغزواني رسالة دعم للميثاق، ومساندة لمسيرته التي ستجوب شوارع نواكشوط مطالبة بحقوق الحراطين (أحفاد العبيد السابقين).
ولد الغزواني بعث برسالته مع وفد برلماني التقى برئيس الميثاق والنائب البرلماني العيد ولد محمدن، وهي المرة الأولى التي يعبر فيها مقربون من السلطة عن دعمهم للميثاق الذي ظل دوماً أقرب للمعارضة.
أثار موقف ولد الغزواني الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعددت التعليقات عليه ما بين من رحب بالموقف واعتبره « خطوة في الاتجاه الصحيح »، وبين آخرين اعتبروا أنه مجرد استعطاف للناخبين ولا يعكس وقفاً جدياً من الرجل تجاه العبودية وآثارها.
ولكن يبقى السؤال الذي يطرحه الناشطون في الميثاق هو إن كان ولد الغزواني سيشارك في المسيرة التي ترفع شعارات تتهم الدولة بالتقصير في معالجة ملف العبودية.
أما سيدي محمد ولد ببكر الذي أصبح يوصف بأنه « مرشح المعارضة » في الانتخابات الرئاسية، فقد أعلن دعمه لمسيرة الميثاق وتبدو المعلومات مؤكدة بشأن مشاركته فيها مساء اليوم.
وستكون هذه هي أول مسيرة حقوقية يشارك فيها الرجل الذي سبق أن خبر دهاليز الحكم إبان عهد الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطائع وفي الفترة الانتقالية التي أعقبت الإطاحة به في انقلاب عام 2005.
ولد ببكر الذي يعد المرشح الأكثر نشاطاً خلال الأشهر الأخيرة، فقد حضر أغلب مهرجانات إعلان الترشح الذتي نظمها رفاقه في المعارضة، كما شارك في مسيرة المعارضة، وبالتالي من الراجح أنه سيكون في الصفوف الأمامية من مسيرة اليوم.
وحده محمد ولد مولود من بين المرشحين غير جديد على دعم المسيرة ومساندتها والمشاركة فيها، بسبب مساره المعارض للنظام خلال السنوات الأخيرة، ومرجعيته الفكرية التي تميل إلى مساندة الطبقات الهشة والمهمشين.
أما بيرام ولد الداه اعبيد الذي سبق أن خرج في المسيرة قبل عدة سنوات، لم يبد أي موقف تجاه مسيرة اليوم، ومن الراجح أنه لن يشارك فيها بسبب خلافات مع الميثاق وصلت في الماضي إلى مستوى التراشق بالاتهامات.
وبناء على ما سبق فإن التوقعات تشير إلى أن ولد ببكر وولد مولود سيشاركان في المسيرة، بينما يلف الغموض إمكانية مشاركة ولد الغزواني، فيما سيغيب ولد اعبيدي رغم كونه الناشط الحقوقي الأشهر في موريتانيا.