قال الوزير الأول الموريتاني الأسبق سيدي محمد ولد ببكر، في خطاب ترشحه للانتخابات الرئاسية مساء اليوم السبت، إن موريتانيا تقف على مفترق طرق وأمامها طريقان لا ثالث لهما، إما التردي في « مهاوي الأحكام الفردية » أو أن تتجه نحو « بناء دولة القانون والمواطنة »، معلناً ترشحه للانتخابات الرئاسية ومؤكداً ثقته في النصر.
ولد ببكر قال مخاطباً الموريتانيين في حفل أقيم بملعب ملح جنوب شرقي العاصمة نواكشوط: « أتوجه إليكم في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ بلدنا، وكلي ثقة بأنكم تشاطرونني المرارة اتجاه الأوضاع المزرية التي تعيشها بلادنا، كما تشاطرونني العزيمة والأمل في فتح آفاق جديدة، يتنفس فيها المواطن نسيم التقدير والمساواة والكرامة ».
وأضاف ولد ببكر أمام المئات من أنصاره، أنه « من المؤلم حقا أن نرى دولا وشعوبا من حولنا أقلَّ مقدراتٍ منا تبني وتتقدم، بينما نراوح نحن مكاننا في دائرة التأخر والفقر وسوء الحكامة »، وفق تعبيره.
وقال ولد ببكر الذي قاد المرحلة الانتقالية (2005-2007) إن موريتانيا قطعت فيها « خطوات هامة » على ما سماه « طريق إرساء ديمقراطية حقيقية، وانتهاج حكامة رشيدة، وحل القضايا المتعلقة بالوحدة الوطنية »، مشيراً إلى أن « هذا المسار سُرعان ما تم الالتفاف عليه من طرف من يحاولون اليوم أن يغرسوا في أذهاننا الاستسلام واليأس والعجز، وأن يوهمونا بأن طريق التغيير مسدود ».
وفي سياق الحديث عن نفسه قال ولد ببكر « لقد خدمت بلدي من مواقع عديدة، مكنتني من اكتساب تجرِبة معتبرة ساهمتُ من خلالها بصدق وإخلاص في إدارة أزمات مصيرية، وإنجاز إصلاحات جوهرية »، قبل أن يضيف: « قررت أن أعلن ترشحي لرئاسة الجمهورية، وأن أضع تجرِبتي وخِبرتي وكل ما لدي من إمكانات في خدمة شعبي ووطني »، وأضاف: « إنني أمد يد العهد والوفاء إليكم جميعا ».
ولد ببكر وصف في خطابه الوضعية التي تمر بها موريتانيا بـ « المزرية »، وقال إنها « ليست قدراً محتوماً، بل هي واقع فرض على شعبنا، ونحن من سيغيره بإذن الله، بفضل تضامننا والتفافنا حول الخيار الأفضل، الخيار الذي أدعوكم إليه من أجل بناء موريتانيا التي نطمح إليها والتي تسعنا جميعا ».
واستعرض ولد ببكر رؤيته لموريتانيا المستقبل، وقال إنها « موريتانيا العصرية المتأصلة في تراثها الإسلامي السمح وفي حضارتها العربية الإفريقية الثرية.. موريتانيا المحكومة بدولة القانون والمؤسسات.. موريتانيا الغيورة على استقلالها وسيادتها.. موريتانيا التي تستمر في بناء جيش جمهوري قوي ومهاب ».
وخلص ولد ببكر إلى القول إن موريتانيا « ليست غنيمة تتوارث، وليس شعبها خولا يمتهن وتتحكم في مصيره إرادة فرد أو جماعة »، مشيراً إلى أنه « قد آن الأوان لأن نخرج من ربقة الأحكام الفردية وتحكم المصالح الضيقة. إنني أدعوكم، وكلي ثقة بالنصر، إلى تكاتف الإرادات الراسخة والنيات الصادقة والجهود المثمرة، من أجل هبة وطنية شاملة وقودها الغيرة على الوطن والوعي بالمسؤولية المشتركة اتجاه واقع شعبنا ومستقبل أجيالنا الصاعدة »، وفق تعبيره.
وأكد في ختام خطابه أن « الظرف التاريخي الراهن يشكل فرصة سانحة لإحداث تغيير مبارك ستنتصر من خلاله إرادة هذا الشعب وتتحقق آماله. إنه موعد مع التاريخ سينقشع فيه ليل اليأس والخوف والجمود وسيشرق فيه صبح الأمل والخير والنصر »، على حد قوله.