أثار نفوق أسماك ضخمة على الشواطئ الموريتانية ، الأسبوع الماضي، قلق المنظمات البيئية ، معتبرة أن الأمر له علاقة بشركات التنقيب ،« لتأثير بنيتها التحتية على أنواع المرجان المكون للشعاب المرجانية وهي مواطن أساسية للمصادر البحرية التي تمثل الدعامة الأساسية للتنمية المستدامة في مجتمعات غرب إفريقيا».
وظهر دلفين كبير على أمواج الأطلسي ليل الأحد/الاثنين، قبالة شواطئ نواذيبو، شمالي موريتانيا، بعد نفوقه، حيث قدر أحد الصيادين وزنه بمايزيد على الطن.
وقال أحد الصيادين المقيمين على شاطىء كبانو رقم 2 في حديث لمراسل صحراء ميديا” إنه ذعر في البداية حين شاهد الأمواج وهي تقذف بمقدمة السمكة الضخمة، ليعرف في النهاية أنها لا تتحرك“.
و أكد مراسل صحراء ميديا أنه لم تتحرك أي جهة حتى الآن صوب المكان، الذي وصفه بالمنعزل والواقع قرب ”كبانو“.
وعلى شواطىء انجاكو أقصى جنوب البلاد، اكتشف صيادون نفوق سمك ضخم قبل أيام، وتكررت هذه الحوادث مؤخرا على الشواطىء الموريتانية، فيما ربط مراقبون الأمر بالآثار البيئية الجانبية لشركات التنقيب في السواحل الموريتانية.
ووجهت منظمات بيئية دعوة للصحافة والمدونين لإثارة قضية الخطر البيئي التي تهدد اشواطئ الموريتانية ، بعد أن وجهت رسالة قبل أشهر إلى شركة « بريتيش بيتروليوم» ، تحذر فيها من خطر البنية التحتية لشركة التنقيب عن الغاز قبالة الشواطئ الموريتانية والسنغالية ، على الشعب المرجانية.
ونبهت المنظمات على خطورة التدهور العميق في هذه المنطقة البحرية البيئية بالنظر إلى عمليات الصيد غير المستدام، وزحف التحضر على المناطق الشاطئية والتغيرات المناخية.
وأشارت إلى أن تقييم الشركات للأثر البيئي والاجتماعي لا يعالج بشكل مناسب الآثار التراكمية للمشروع في سياق عوامل الإجهاد البيئي المذكورة، وفق البيان، الذي تدواله ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي.
من جهته تساءل الصحفي والمدون الشيخ ولد سيدي عبد الله عن سر النفوق المتزايد للثروة السمكية ، مؤكدا أن وزارة الصيد« لن تصدر توضيحاً قبل أن يتناول الإعلام الأجنبي الكارثة خاصة أن البعض يرجعها إلى شركات التنقيب عن الغاز».
وأضاف ولد سيدي عبد الله ، الذي تعتبر صفحته من أكثر الصفحات متابعة على الفيسبوك في موريتانيا ، أن «اليعاسيب ستخرج مدافعة ومبررة ومتهمة غيرها بالتلفيق والكذب».
وقال في تدوينته «منذ أيام عثر على حوت نافق قرب انجاگو واليوم يتحدث بعض المدونين عن نفوق أخرى قرب كبانو .. أين الحقيقة يا وزارة؟…».
وطالب المدون حديد محمد لكحل على صفحته في الفيسبوك بمساءلة وزير البيئة عن «الكارثة» ، وقال «من إنجاكو الى انواذيبو ظاهرة نفوق كائنات بحرية بشكل غير طبيعي هذا في ظل غياب تام لتقارير بيئية».
وحمل ولد محمد لكحل شركات التنقيب و بواخر الصيد التي تفرغ زيوت المحركات مباشرة في البحر مع رمي كل المخلفات مسؤولية هذه الحوادث.
وكانت مؤسسات بيئية دولية، قد دقت ناقوس الخطر، محذرة من الآثار البيئة المدمرة للشركات التي تنقب عن الغاز في المياه الموريتانية على الثروة البحرية، داعية إلى مراجعة تقييم الأثر البيئي.