لم يدرك “بون الدف” وهو يتحسس أولي خطواته في مجال “الرسم” في المدرسة رقم واحد، بمدينة روصو على ضفة نهر السنغال، أنه سيصبح يوما واحدا من أشهر رسامي الكاريكاتير في موريتانيا.
حين يتحدث “بون ولد الدف” عنه كرسام “كاريكاتير”، يتذكر بابتسامة من الماضي جهود الداعية “محمد ولد ابواه”، وما كان يبذله لتعليمه الرسم والخط، حين كان يدرسه في الابتدائية.
كان ولد “آبواه”، يقول بون “ينمي إبداعنا في هذا المجال، يشجعنا على الرسم والابداع، ينمي مواهبنا في مجالات عديدة، كان مختلفا عن بقية المعلمين، يشجعك على المسرح، والأدب، لم يكن يركز فقط على المناهج المطبوعة في الكتب”.
درس “بون الدف” في مدينة روصو، التي ولد بها، في سبعينيات القرن الماضي، وكان “الكاريكاتير” بوابته للدخول لعالم الصحافة.
يقول “بون الدف” إن قدومه من مدينة روصو، كان له دور كبير في قدرته على رسم جميع الشخصيات، ذلك أن المدينة تعج بمختلف الشرائح الاجتماعية، وذاكرته قوية لرصد التفاصيل التي تميز كل فئة عن الأخرى.
ظلت الصفحة التي يغذيها بالرسوم الكاريكاتيرية، سواء في جريدة الشعب (الرسمية)، أو في جريدة أشطاري الساخرة، من أكثر الصفحات متابعة من قبل القارئ الموريتاني.
تم فصله قبل أشهر من العمل في الوكالة الموريتانية للأنباء (الرسمية)، التي عمل فيها لأكثر من عقد من الزمن، لأن مواقفه التي يعبر عنها من خلال الكاركاتير لا ترضي النظام، ـ حسب ما يقول ـ مؤكدا في نفس الوقت عدم انتمائه لأي فصيل سياسي لا في المعارضة ولا الموالاة.
تسلم قرار فصله من المدير الإداري للوكالة، على حافة ملتقي طرق “سيتي سمار” وسط العاصمة، حين راجع قرار الفصل وجد أنه صدر قبل شهر، وحين تتبع التاريخ الذي صدر فيه، اكتشف أنه كان يوم السبت، وهو أحد أيام عطلة نهاية الأسبوع في موريتانيا، ما يعني ـ حسب بون ـ أن القرار صدر لحظتها، ولإضفاء صبغة قانونية عليه تم تأريخه بتاريخ قديم، لكنهم ـ كما يقول ـ لم يتقنوا تلك “المسرحية.