أعلن رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن الرد المغربي « مفتوح » على جميع الاحتمالات للوقوف في وجه ما قال إنها « المحاولات اليائسة » التي تقوم بها جبهة البوليساريو لتغيير الواقع و « إيجاد موطئ قدم » لها في المنطقة العازلة.
العثماني كان يتحدث خلال افتتاح لقاء رفيع المستوى تعقده، اليوم الاثنين، قيادات الأحزاب السياسية المغربية، في الموالاة والمعارضة، بمدينة العيون، جنوبي المغرب، ويهدف اللقاء إلى ما سماه المنظمون « استفزازات جبهة البوليساريو الأخيرة في المنطقة العازلة ».
وقال العثماني إن « المغرب يرفض رفضا باتا كل المحاولات اليائسة التي تقوم بها ميليشيات البوليساريو من أجل إيجاد موطئ قدم بالمناطق العازلة »، وشدد العثماني على أن « الرد المغربي مفتوح على جميع الاحتمالات لحماية أراضيه التاريخية والقانونية، التي انسحب منها طواعية تخفيفاً للتوتر وتسهيلاً لمهمة الأمم المتحدة »، وفق تعبيره.
وأشار العثماني إلى أن المغرب يشهد حالة « إجماع وطني » حول هذه القضية، وقال: « هناك إجماع وطني بغض النظر على اختلافاتنا السياسية حول قضية المغرب الأولى »، قبل أن يضيف: « معركة الدفاع عن الصحراء هي معركتنا جميعاً ».
وقال العثماني مخاطباً سكان مدينة العيون: « نحن وإياكم في خندق واحد يدا في يد، وسننتصر بثبات الشعب المغربي وقوته وحكمة الملك محمد السادس »، على حد تعبيره.
وكانت جبهة البوليساريو قد قامت مؤخراً بتحركات عسكرية في المنطقة العازلة، وهي منطقة منزوعة السلاح، سبق أن اسحب منها المغرب لتبقى تحت وصاية الأمم المتحدة، وفق ما ينص عليه اتفاق موقع بين الطرفين مطلع تسعينيات القرن الماضي.
ويرى المغرب أن تحركات جبهة البوليساريو في هذه المنطقة خرق للاتفاقيات والقوانين الدولية، وذلك ما أكده عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار والوزير في الحكومة، حين قال إن ما قامت به جبهة البوليساريو « تجاوز الأعراف والقوانين الدولية ويقود المنطقة نحو المجهول ».
وأوضح أخنوش أن المغرب لم يلجأ للردع، مع أن ذلك من حقه، في إشارة واضحة إلى إمكانية أن يلجأ المغرب للخيار العسكري من أجل حسم القضية.
ولكن أخنوش دعا بعثة المينروسو [ الأمم المتحدة ] إلى أن « تنفذ القانون المتفق عليه، وتمارس مهامها بكل حزم، وإذا لم تستطع القيام بذلك نطالب الدولة بالتدخل لفرض الأمن ووقف كل التجاوزات ».
ومن المنتظر أن يتوج اللقاء رفيع المستوى الذي عقدته جميع الأحزاب السياسية المغربية، بإصدار « إعلان العيون »، الذي أوضح العثماني أن الهدف منه سيكون « تأكيد تشبث المغرب ملكا وحكومة وشعبا، بتوابثه الوطنية، ورفض كل مكوناته المساس بأي شبر من ترابه تحت أي طائلة وأي ذريعة ».
وشهد اللقاء تركيزاً كبيراً على إشراك سكان الصحراء المغربية، وهو ما أكد المنظمون أنه من أجل إبراز أن « ساكنة الصحراء تؤيد وتدعم ردود الفعل المغربية الأخيرة جراء استفزازات البوليساريو »، وذلك ما أكدته فاطمة سيدا، نائب رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، أن « ممثلي الصحراء الذين أفرزتهم انتخابات نزيهة وديمقراطية، يدعمون مخطط الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية ».
وخلصت فاطمة سيدا إلى القول إن « مناورات البوليساريو لن توقف مسيرة التنمية والمجهودات المبذولة للرقي بمستوى عيش الساكنة ».