دعت مجموعة من أئمة المساجد في موريتانيا والسنغال إلى ضرورة التحلي بالحكمة في معالجة حالات التوتر التي تشوب العلاقات بين البلدين.
وقالت هذه المجموعة من الأئمة في بيان مشترك وزعته اليوم الأحد: “انتهى إلى مسامعنا ما وقع من أحداث خلال الأيام الماضية على الحدود الموريتانية السنغالية، وهي أحداث رغم ألمها، وأسفنا لها، يمكن بل يجب علاجها بحكمة، وروية، ودون إثارة فتنة ولا بلبلة”.
وأوضح هؤلاء الأئمة أن مثل هذه الأحداث يجب أن “تبقى في حيزها الطبيعي، ولا تؤثر بأي حال من الأحوال على علاقات شعبين وحدهما الإسلام، وصهرتهما الجغرافيا والتاريخ المشترك، والمستقبل الموحد”، وفق نص البيان.
وحذر الأئمة من محاولة تحويل مثل هذه الأحداث إلى “فتنة شاملة”، داعين العلماء والأئمة والدعاة في البلدين إلى النهوض بالدور الذي كلفهم الله تبارك وتعالى به، في نشر التآخي والتعاون بين المسلمين، وأن يحذروا التقاعس أو التخاذل.
كما طالبوا حكومتي البلدين بضرورة “معالجة ما وقع بحكمة وتعقل، وتفادي هذا النوع من الأحداث مستقبلاً”، مذكرين بخطورة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم.
وأكد الأئمة في البيان أن على الحكومتين “الجلوس على مائدة الحوار والمفاوضات، في أقرب وقت ممكن؛ لإنهاء المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد”، مشددين على ضرورة “إشراك نقابات الصيادين في البحث عن الحلول المناسبة”.
وكان التوتر قد تصاعد مؤخراً بعد أن قتل خفر السواحل الموريتاني صياداً سنغالياً كان على متن زورق يقوم بعملية صيد غير مرخصة في المياه الموريتانية.
وقد أثار مقتل الصياد غضب الصيادين في مدينة سينلوي السنغالية، وخرجت مظاهرات غاضبة استهدفت محلات تجارية يملكها تجار موريتانيون.
ومن المنتظر أن يصل الرئيس السنغالي ماكي صال، يوم الخميس المقبل، إلى نواكشوط في زيارة بدعوة من نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، لطي صفحة الخلاف ومناقشة مشكلة رخص الصيد.