نظمت الأحزاب السياسية في موريتانيا مساء اليوم الثلاثاء بنواكشوط، مهرجانا جماهيريا بعنوان : “فلسطين قضيتنا جميعا”.
المهرجان الذي نظم بساحة المطار القديم، وشهد حضورا معتبرا، يأتي دعما للعملية العسكرية التي نفذتها كتائب القسام ضد المستوطنات الإسرائيلية يوم السبت الماضي، وهو “يوم تاريخي ومشهود، وضربة للاحتلال”، يقول مشاركون لصحراء ميديا.
مسيرات وأغاني وأشعار
بعد الخامسة عصرا، توافد ساكنة العاصمة نواكشوط جماعات وفرادى إلى ساحات المطار، يحملون الأعلام الفلسطينية والموريتانية، “تعبيرا عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية.”
ووشمت الفتيات العلم الفلسطيني على وجوههن، على غرار الأطفال، الذين رفعوا شعارات ولافتات تمجد الأقصى.
وقبل بدء فعاليات المهرجان، نظم أفراد من الجالية الفلسطينية مسيرات بسيارات، يتقدمهم القائم بأعمال السفارة في نواكشوط.
أطلق سائقو سيارات المسيرة، “زامورات” متواصلة، في حين خرج المشاركون من نوافذ السيارات، ملوحين بالإعلام الفلسطينية والموريتانية، وذلك “تقديرا وامتنانا للموقف الموريتاني الدائم من القضية الفلسطينية”، يقول قصي الماضي، مستشار أول بالسفارة الفلسطينية بنواكشوط.
وفي الجانب الآخر، تعاقب على منصة المهرجان قبل وصول رؤساء الHحزاب السياسية، شعراء كتبوا عن القضية الفلسطينية، وسط تفاعل كبير من الجمهور.
ولم تقتصر المداخلات على الشعر الفصيح، فقد كان للشعبيين دور لمناصرة القضية الفلسطينية، “عبر الشعر الحساني”.
وتخللت فقرة الشعر، وصلات “موسيقية” لذات الموضوع، من أبرزها “أنا دمي فلسطيني”.
وتفاعل الجمهور مع الأغنية التي غناها الفنان محمد عساف، وشغلت أكثر من مرة، بالصمت، وبالتمايل، والتوليح بالإعلام واللافتات.
حضور الكوفية
ولأن الموقف فلسطيني، ظهر جميع القادة السياسييين”بالكوفية” على المنصة الشرفية أمام الحضور.
كما حضر الفلسطينيون المدعوون بالكوفية، على غرار الشخصيات الرسمية وبعض الجماهير، فالحضور بالكوفية “يشعرك بمدى الانتماء لهذه القضية العادلة”، بحسب المواطن إبراهيم ولد محمدن.
وبعد حضور أغلب القادة السياسيين، افتتح المهرجان بآيات من الذكر الحكيم، قبل أن يتلى على الحضور البيان المشترك للأحزاب المنظمة للمهرجان.
البيان الذي ترجم للغات الوطنية، قرأه رئيس حزب الاتحاد والتغير الموريتاني (حاتم) صالح ولد حننه، وأكد خلاله أن “أي هجوم من الاحتلال الإسرائلي، لن يزيد الوضع في فلسطين والمنطقة برمتها إلا تدهورا، ومزيدا من الإصرار على مواجهة الاحتلال، ومقاومة للظلم والعدوان.”
وشدد على أن “الشعب الفلسطيني لن يستسلم ولن يهزم، ومصير الاحتلال إلى زوال”.
وأضاف أن الأحزاب السياسية، تهيب “المجتمع الدولي أن يتحمل المسؤولية وحماية الشعب الفلسطيني من العدوان والاحتلال الإسرائيلي السافر”.
وأكد “أنه لامساومة في حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، عاصمتها القدس الشريف.”
من جهته تحدث القائم بأعمال السفارة الفلسطينية زكي قديح، عن عملية “طوفان الأقصى” ، مشيدا بموقف موريتانيا ودعمها للقضية.
ولفت في حديثه إلى أنه فقد خلال العدوان الإسرائيلي الأخير “21 فردا من عائلته.”
القيادي بحركة “حماس” صبحي صقر وصل العاصمة نواكشوط قبل المهرجان بلحظات، قال مخاطبا الجماهير: “جئتكم من غزة بالبشرى”، وسط تفاعل كبير.
وأضاف في كلمته، أن الله أخرج لليهود من غزة، “أسودا لا يخشون الموت، بل إنهم حريصون على الموت والشهادة، في سبيل الله، كما يحرص هؤلاء الخنازير على الحياة.”
وأشار إلى أن أسرى”طوفان الأقصى” من إسرائيل كثيرون ، على غرار قتلاهم، مضيفا: “وما خفي كام أعظم”.
وقال إن موريتانيا “برئيسها وحكومتها وشعبها ومؤسساتها شعب مقاوم”، في إشارو منه إلى رفضهم للتطبيع رغم الضغوط التي مورست عليهم.
وبعد انتهاء كلمته التي استمرت دقائق، وقف الحضور مصفقا له، بما فيهم قادة الأحزاب السياسية، قبل أن تختتم فعاليات المهرجان مع صلاة المغرب.