في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، ظهر ضباط عسكريون على قناة « الغابون 24 » بزيهم العسكري يعلنون الانقلاب على الرئيس علي بونغو، وإنهاء 55 عاما من حكم هذه العائلة لدولة غنية بالنفط، وعضو في أوبك.
وظهر في فيديو قصير نشرته القناة جنود عسكريون يحتفون بالانقلاب، يتوسطهم العقيد بريس كلوتير أوليغي أنغايما، الذي يرجح أنه قائد الانقلاب على بونغو، فمن هو هذا القائد العسكري الذي تصدر عناوين الأخبار هذا الصباح؟
بحسب صحف فرنسية، فإن قائد الانقلاب التحق في سن مبكرة بالجيش الغابوني، حيث تلقى تدريبا في الأكاديمية الملكية العسكرية في مكناس بالمغرب.
وأجرى أنغايما تدريبا قياديا في مركز التدريب قيادة القوات الخاصة في الغابون، وهناك شد انتباه قادة الحرس الوطني بموهبته، لتتم مكافأته بتعيينه أحد مساعدي الحماية للرئيس الأسبق عمر بونغو الذي توفي في يونيو 2009.
ومع وصول علي بونغو إلى السلطة بعد وفاة والده، اتخذ جملة من القرارات تضمنت إبعاد أنغايما وتقويض نفوذه الذي زاد خلال فترة والده، فأبعده من البلاد بتعيينه كملحق عسكري في السفارة الغابونية بالمملكة العربية السعودية لمدة عشر سنوات.
وفي عام 2018 استدعي العقيد لتسلم له مهام رئيس جهاز المخابرات في الحرس الجمهوري، وهو المنصب الذي لم يمض فيه إلا ستة أشهر، قبل تعيينه قائدا للحرس الجمهوري، ليحل بدلا من غريغور كونا.
وأدخل أنغايما حزمة من الإصلاحات على جهاز الحرس الجمهوري، تهدف إلى جعله أكثر فعالية في مهمته الأساسية تتمثل في « الحفاظ على النظام ».
وبحسب المختصين، فإن العقيد انغايما ركز خلال توليه قيادة الحرس على تطوير قسم العمليات الخاصة، وهي الوحدة التي تعمل تحت إشراف الرئيس علي بونغو مباشرة.
وخلال السنوات الأخيرة عمل انغايما على تحديث وتجهيز هذه الوحدة، وتوسيع نفوذها، ما جعلها إحدى أقوى التشكيلات العسكرية في الغابون.
ومن المفارقات بأن العقيد أنغايما الذي قاد الانقلاب حرص على أن يكون لهذه القوة العسكرية نشيدا خاصا بها يتضمن «سأدافع عن رئيسي بكرامتي ».
إلا أن القائد العسكري لم يف بالوعد الذي قطعه هو وجنوده في هذا النشيد، لينقلب على عائلة بونغو، وينهي سيطرتها على الغابون، التي تعد سادس دولة في غرب ووسط أفريقيا يجري فيها انقلاب خلال 3 أعوام.
غير أن القائد أنغايما قال في مقابلة قصيرة اليوم مع صحيفة لوموند الفرنسية، إنه لا يعلن نفسه حتى الآن الزعيم الجديد لدولة الغابون.
وأضاف انغايما: « سيكون هناك نقاش وتشاور مع القادة خلال الساعات المقبلة سيتمحور حول اسم الشخص الذي سيقود العملية الانتقالية ».
واعتبر العقيد أن علي بونغو كان يجب ألا يترشح لولاية ثالثة، وهو « انتهاك للدستور »، مؤكدا أن الوضع السياسي المتأزم في البلاد جعل الجيش يقرر الإطاحة بالرئيس.