تستعد الرئاسة الموريتانية، زوال اليوم الثلاثاء، لإعلان تشكيلة الحكومة بعد يوم واحد من تجديد الثقة في الوزير الأول محمد ولد بلال، وهي أقل فترة فاصلة بين تسمية وزير أول وتعيين حكومته، منذ أن وصل محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الحكم عام 2019.
رغم حالة الترقب التي يعيشها الشارع الموريتاني ووسائل التواصل الاجتماعي، مع كل استقالة للحكومة، إلا أنَّ الخط الزمني لما احتاجه القصر من أجل تسمية أعضاء الحكومة، ظل ينقصُ بعد تسمية ثلاث حكومات وترقب الرابعة.
الفترة الأولى
في الثالث من شهر أغسطس 2019، أي بعد يومين من تنصيب الرئيس الجديد آنذاك محمد ولد الشيخ الغزواني، سمى إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا وزيرا أول، وكلفه بتشكيل أول حكومة له.
انتظر الموريتانيون آنذاك ستة أيام قبل أن يعرفوا أسماء أعضاء أول حكومة في عهد ولد الغزواني، وصل الترقب فيها ذروته والنقاش أوجه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لمعرفة كيف سيختار ولد الغزواني وزراءه.
كانت تلك هي أطول فترة ترقب عاشها الموريتانيون، خلال عهد الرئيس الحالي.
ولد بلال
بعد عام، أي في السادس من شهر أغسطس 2020، عين الوزير الأول الحالي محمد ولد بلال وزيرا أول، خلفا لإسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا.
جاء تعيين ولد بلال في ظرفية خاصة، تمتاز بوصول ملف العشرية إلى القضاء، وهو ما تطلب خروج وزراء من الحكومة بسبب أن أسماءهم وردت في تقرير لجنة التحقيق البرلمانية.
إخراج هؤلاء الوزراء الستة من الحكومة، تطلب ثلاثة أيامٍ من الترقب والانتظار، وهي نصف المدة التي احتاجها ولد الشيخ سيديا لتشكيل حكومته قبل عام.
تجديد الثقة
في التاسع والعشرين من شهر مارس 2022، قدم ولد بلال استقالة حكومته إلى ولد الغزواني، الذي قبلها دون أن يجدد فيه الثقة على الفور.
عاش الموريتانيون يومًا كاملًا من الترقب، وكثرت الشائعات حول خروج ولد بلال من الوزارة الأولى والبحث عن وزير أول جديد.
قبل أن يعود ولد الغزواني في اليوم الموالي لاستدعاء ولد بلال وتجديد الثقة فيه، وتكليفه بتشكيل حكومة جديدة.
لم يأخذ الأمر من ولد بلال سوى يوم واحد، حين أعلن في اليوم الموالي بعد تجديد الثقة فيه، أسماء أعضاء الحكومة مع تعديلات طفيفة.
ثقة فورية
وللمرة الرابعة منذ وصول ولد الغزواني إلى السلطة، استقالت الحكومة، ولكن الجديد هذه المرة هو أن ولد الغزواني حين استلم استقالة الحكومة جدد الثقة في وزيره الأول بشكل فوري.
أغلق ولد الغزواني بذلك الباب أمام الشائعات حول هوية الوزير الأول، وبدا واضحًا أن توجه سيد القصر الرئاسي هو حسم الأمور وبسرعة كبيرة، حين دعيت الصحافة في مساء نفس اليوم لإعلان تشكيلة الحكومة.
ورغم التأجيل حتى اليوم، إلا أن تسمية هذه الحكومة تتجه لأن تكون أسرع تسمية في عهد ولد الغزواني، إذ أنها لن تأخذ أكثر من أربع وعشرين ساعة منذ استقالة الحكومة السابقة.