كلف الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، زوال اليوم الاثنين، المهندس محمد ولد بلال بتشكيل حكومة جديدة، بعد قدم له استقالة حكومته، وهي المرة الثانية التي يجدد فيها ولد الغزواني الثقة في ولد بلال.
ولد بلال ينحدر من منطقة كرمسين (امبلل)، جنوب غربي موريتانيا، من مواليد 1963 بروصو، درس في الجزائر وتخرج منها عام 1990 مهندساً في المياه، وهو متزوج وأب لخمسة أبناء.
عين ولد بلال وزيرًا أول يوم 06 أغسطس 2020، ليخلف سلفه إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا، وسبق أن قدم استقالة حكومته في 29 مارس 2022 وأعيدت له الثقة وقتها، ويبدو أنه سيكون رجل مأمورية محمد ولد الشيخ الغزواني الأولى، إذ أنه رافقه في ثلاث سنوات من أصل أربع سنوات مضت.
سبق أن شغل المهندس ولد بلال عدة مناصب سامية من أبرزها منصب المدير العام للشركة الموريتانية للكهرباء (صوملك)، في الفترة من أكتوبر 2013 إلى إبريل 2014، كما سبق له شغل منصب المدير العام للشركة الموريتانية للنظافة والأشغال والنقل والصيانة، المتفرعة عن شركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم)، وفي إبريل 2007 إلى أغسطس 2008 عين وزيرا للتجهيز والعمران والإسكان.
يتحدث ولد بلال 3 لغات هي العربية والفرنسية والإنجليزية، وبدأ مساره المهني عام 1991 منسقاً جهوياً للبرنامج الوطني للمشاريع الصغيرة «الغذاء مقابل العمل» بولاية لعصابة، قبل أن يصبح عام 1993 رئيساً لمصلحة الدراسات والبرمجة بإدارة دعم التنمية بمفوضية الأمن الغذائي، وعين عام 2000 مديراً مساعداً بمفوضية الأمن الغذائي مكلفاً بمحاربة الفقر.
لم يعرف عنه أي نشاط سياسي بارز خلال مرحلة شبابه، بل وحتى حين تخرج وبدأ مساره المهني، ظل يوصف بأنه رجل تكنوقراط، هادئ جدًا ونظيف كما يصفه أنصاره، بينما يذهب خصومه إلى وصفه بالضعيف، ولكنه رغم هدوءه الكبير ظل مثار جدل خلال ثلاث سنوات على رأس الوزارة الأولى.
ومع ذلك، ظل رجل ثقة الرئيس، هادئًا وبعيدًا عن “أضواء السياسة”، إذا استثنينا ظهروه القوي خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، وهو يحث الناخبين على التصويت لمرشحي حزب الإنصاف الحاكم، حين تفاقمت أزمة “المغاضبين”.
ومن الواضح أن ولد بلال استفاد من النتائج الكبيرة التي حققها حزب الإنصاف الحاكم، حين اكتسح البرلمان بأغلبية ساحقة، وحسم جميع المجالس الجهوية، وأغلب المجالس المحلية.