في فيلا راقية بضاحية «تفرغ زينه» في نواكشوط، حولت السفيرة الأمريكية سينثيا كيرشت منزلها إلى معرض للوحات الفنية والصور، كيرشت التي عملت في الدبلوماسية لثلاثة عقود ترى في الثقافة والفن الوسيلة المثلى للتعارف بين الشعوب.
افتتحت السفيرة الأمريكية المعرض الفريد بحضور سفراء عرب وغربيين، وشخصيات موريتانية من أهل الثقافة والفن والإعلام.
في بهو المنزل الفخم تُعرض لوحة فخمة لمنارة مسجد «شنقيط»، عبارة عن مطبوعة أرشيفية بلون الماء جسدتها الفنانة كاثلين ستافورد، التي ترسم بالألوان المائية وتتأثر أعمالها بألوان إفريقيا النابضة بالحياة.
لوحة «مسجد شنقيط» رسمتها ستافورد حين كانت تسكن وتعمل في موريتانيا، ما بين عام 1993 وعام 1996.
على وقع موسيقى أمريكية هادئة، دخل ضيوف «كيرشت» في رحلة تأمل مع لوحات لشخصيات تاريخية أمريكية، جسدها فنان البورتريه التجريدي تيم نيلسون، شخصيات سياسية ساعدت في رفع الظلم ومكافحة العنصرية وتعزيز قضية التحرر.
شخصيات قدمها الفنان نيلسون على أنها كانت “تسعى لجعل العالم مكانا أفضل، أكثر عدلا، وأكثر عقلانية ولطفا”.
في الصالون الكبير عُرضت لوحات للرسام كارل أولتفدت، المختص في رسم المناظر الطبيعية، بعد أن عاش في وادي النهر الأحمر، أو «رد فالي» لمدة 32 عاما.
استلهم الفنان من الغابات والتلال والمستنقعات في شمال غرب ولاية مينيسوتا وأراضي البراري المفتوحة في شمال شرقي داكوتا الشمالية، عاش الحضور مع الفنان عقوده الثلاثة بين المناظر في ظرف زمني وجيز بنواكشوط، وهذه رسالة الفن، كما تراها كيرشت.
أما في غرفة المعيشة، تنقل الضيوف بين رسومات الفنان الأمريكي من أصل فرنسي ريجينالد مارش، الذي نقل جنون حياة المدينة في القرن العشرين، مترو الأنفاق في نيويورك، ومرافئ السفن والعائلات المشردة.
لوحات متنوعة لفنانين كثر، شاهدها ضيوف السفيرة التي ترى في الثقافة رسالة سامية، تعكس تاريخ وحضارة الشعوب، وفق تعبيرها.
في نهاية الحفل عبرت السفيرة الأمريكية عن امتنانها لجميع الفنانين الذين وافقوا على تقديم أعمالهم لهذا المعرض الخاص، وشكرت برنامج “الفن في السفارات” التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، الذي ينظم معارض دائمة وأخرى مؤقتة.
وتقول السفيرة إن هذه المعارض “تسمح هذه المعارض للزوار الأجانب لتجربة عمق وسعة الإرث الفني للولايات المتحدة”.