كتب رئيس هيئة الساحل إبراهيم ولد بلال رمظان، أمس الأحد، عبر الفيسبوك عن حالة قال إنها “إنسانية” يطلب المساعدة لها، فأثار بذلك جدلا واسعا على موقع التواصل الاجتماعي، خاصة حين اكتشف زيف الحالة الإنسانية، ووصف صاحبها بأنه “متحايل” هدفه جمع أموال عبر تطبيقات تحول الأموال.
بدأت القصة حين دعا رئيس هيئة الساحل إلى مساعدة شاب وشابة متزوجين، رزقا بثلاثة توائم، ولا يملك الأب تكاليف الولادة التي جرت في مستشفى الشيخ زايد، حسب منشور ولد بلال.
وبحسب المنشور فإن الشاب يملك عربة تعد مورد رزقه، أعرب عن رغبته في بيعها من أجل دفع تكاليف ولادة أبنائه التوائم.
بعد دقائق من نشر بلال رمظان المنشور، علق له وزير الصحة المختار ولد داهي الذي قال إنه اتصل بإدارة مستشفى الشيخ زايد من أجل التكفل بهذه الحالة.
لكن الوزير عاد بعد دقائق ليعلق من جديد بأن مستشفى الشيخ زايد لم تسجل فيه ولادة ثلاثة توائم، مشددا على أن رقم المعني اتصلت به إدارة المستشفى لتجده مغلقا.
كان تفاعل الوزير مع منشور ولد رمظان، والتحقق مستشفى الشيخ زايد من هذه الحالة كافيا ليتصدر التفاعل على “فيسبوك”، فسارع صحافيون ومدونون إلى التحقق من المعلومات التي نشرها وزير الصحة، وبلال ولد رمظان.
التحقيقات الأولية التي أجرتها إدارة الشيخ زايد توصلت إلى أن شخصا طلب من المرضى في المستشفى التبرع له من أجل دفع تكاليف ولادة أبنائه، فحصل على 6 آلاف أوقية قديمة من سيدة ترافق مريضا.
وقالت إدارة المستشفى في بيان تعليقا على الحادثة، إن قسم التوليد لم تصله أي حالة بالمواصفات التي كتب عنها رئيس هيئة الساحل.
في غضون ذلك، أوضح ولد بلال رمظان، أنه نشر الموضوع دون التحقق منه نظرا “لحساسية الموضوع وطابعه الاستعجالي لأنه لا يحتمل التأخير، حيث يتعلق الأمر بحياة البشر”، وفق تعبيره.
فيما أعلنت إدارة المستشفى استدعاء الشرطة من أجل التحقيق والوقوف على حيثيات الحالة “المزيفة”.
هذه الحادثة أعادت النقاش حول الحالات الإنسانية التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بحثا عن المساعدة وجمع التبرعات.
وبحسب نشطاء على فيسبوك، فإن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أرضا خصبة للتحايل عبر بوابة الحالات الإنساية، ونشر حالات “مزيفة” مرفوقة بأرقام حساباتهم على تطبيقات تحويل الأموال، وذلك من أجل جمع الأموال.
وتحدث هؤلاء عن تسرع الناس في التبرع عبر تحويل الأموال إلى أرقام المحتالين، دون التحقق من الحالات أو من أصحاب هذه الأرقام التي تطلب الدعم، لأن المحتالين في الغالب يستغلون بعض المدونين المعروفين.