كتب العلامة محمد فال بن عبد الله (اباه)، اليوم الأربعاء، رسالة حث فيها على دعم الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، من خلال صرف الزكاة عليهم.
وقال العلامة في الرسالة: «أذكر المسلمين بما كنت قلت وكتبت مما لا يخفى على كثير منهم حكمه، في نقل الزكاة إلى إخواننا في غزة فرج الله كربتهم ونصرهم على المعتدين، والذكرى تنفع المؤمنين».
وتشير الرسالة الجديدة إلى رسالة قديمة صادرة عام 2012، حول حكم نقل الزكاة إلى المحاصرين في قطاع غزة، مع تزكية للنائب البرلماني السابق محمد غلام بن الحاج الشيخ، الأمين العام للرباط الوطني لمقاومة الاختراق الصهيوني في موريتانيا.
وأضاف العلامة محمد فال بن عبد الله في الرسالة الجديدة: «أزيد وأقول الآن إن السبب القائم في حكم نقل الزكاة إليهم في هذا الوقت أقوم، والواجب في هذا الوقت أوجب كما لا يخفى».
وهذا نص الرسالة القديمة (2012):
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على حبيبه المصطفى الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وتابعيهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد:
فإن إخوتنا في غزة قائمون على ثغر من ثغور الإسلام، سدت عليهم فيه منافذ الحياة، وفتحت وسائل القتل والتدمير حتى صار بلدهم سجنا مطبقا عليهم، ورؤوسهم مرمى قريب لنيران أعدائهم والكفار عليهم يد واحدة.
فعلى المسلمين كافة أن يقوموا لهم بواجب النصرة والمؤازرة لقوله تعالى: وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر.
ولقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو داود (ما من امرئ يخذل امرءً مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته).
قال القاضي أبوبكر بن العربي رحمه الله في أحكامه عند الآية المذكورة:
إلا أن يكونوا أسراء مستضعفين فإن الولاية معهم قائمة والنصرة لهم واجبة بالبدن بأن لا تبقى منا عين تطرف حتى نخرج لاستنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك ونبذل جميع أموالنا في استخراجهم.
قال مالك وجميع العلماء: فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حل بالخلق في تركهم إخوانهم في أسر العدو وبأيديهم خزائن الأموال وفضول الأحوال والعدة والعدد والقوة والجلد.
وقد بين لنا سبحانه وتعالى في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فضل الإنفاق في سبيل الله وحثنا على التعاضد والتآزر؛ قال تعال: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابي في كل سنبلة مائة حبة الله يضاعف لمن يشاء، وقال: وما تنفقوا من شيئ في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون.
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري: (من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في سبيل الله فقد غزا)
قال ابن حجر: معناه أنه مثله في الأجر وإن لم يغز حقيقة.
وفي الحديث الذي رواه مسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)
وقد نبهنا الله سبحانه وتعالى على تعاضد الكفار وتناصرهم وكونهم يدا واحدة على المسلمين بقوله تعالى: والذين كفروا بعضهم أولياء بعض
قال ابن عطية في المحرر الوجيز: فيه ترغيب وإقامة للنفوس كما تقول لمن تريد أن يستضلع: “عدوك مجتهد” أي فاجتهد أنت.
وللمجاهد في سبيل الله من زكاة الأموال نصيب مفروض بقوله تعالى وفي سبيل الله فجمهور العلماء على أنه الجهاد.
ومعلوم أن المجاهد يعطى من الزكاة ولو كان غنيا خارجا عن الموضع الذي وجبت فيه؛ قال اللخمي في التبصرة: “ويعطى الغزاة وإن كانوا أغنياء إذا كانوا في نحر العدو مقيمين في ذلك الموضع”.
ويندب عندنا إيثار المضطر على غيره من سائر الأصناف، بل لو أعطيت كلها لصنف واحد مع وجود غيره لأجزأت عندنا وعند الحنفية؛ قال القرافي في الذخيرة: وإن وجد الأصناف كلها أجزأه صنف واحد عند مالك وأبي حنيفة.
هذا وإن رباط المقاومة برئاسة السيد الفاضل محمد غلام بن الحاج الشيخ أيادي أمينة، لمن أراد أن تصيب صنيعته طريق المصنع، وتصل صلته إلى إخوانه المجاهدين في غزة.
كتبه اباه بن عبد الله