مرت من معبر «الكركرات»، على الحدود الموريتانية – المغربية، عشرات الشاحنات في الاتجاهين، منذ صباح اليوم الأحد، وفق ما أكد مصدر في المعبر، نافيًا أي تأثر لحركة التبادل بين بوابتي المعبر، بالقذائف التي قالت جبهة «البوليساريو» إنها أطلقتها مساء أمس السبت.
وبدت الحركة طبيعية عند البوابة الموريتانية، شاحنات مغربية فارغة تغادر البوابة، وأخرى محملة بالبضائع تدخل قادمة من المغرب، أغلبها متوجه إلى الأسواق في دول أفريقيا جنوب الصحراء.
مصدر عند البوابة الموريتانية، تحفظ على هويته، قال لصحراء ميديا: «منذ الصباح، مرت من هنا أكثر من ثلاثين شاحنة».
وأضاف نفس المصدر: «نحن الآن في ساعات المساء وحركة الشاحنات ما تزال مستمرة دون توقف»، ثم أوضح قائلًا: «اليوم عطلة، ومكتب الجمارك الموريتاني يدوام فيه شخص واحد، ولكن ذلك لم يمنع الحركة من الاستمرار بين البوابتين».
داخل البوابة الموريتانية، تبدو الحياة طبيعية، وإن كانت أجواء يوم الأحد واضحة، إذ غاب السماسرة ومقدمو الخدمات، الذين توجه أغلبهم إلى مدينة نواذيبو القريبة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.
أما تداعيات «قذائف البوليساريو» فلا أثر لها داخل البوابة الموريتانية، سوى في أحاديث بعض التجار في المحلات الصغيرة المترامية على جنبات الطريق المؤدي إلى البوابة. يقول التاجر الموريتاني «محمد» الجالس في محله مستعيدًا تفاصيل ما جرى: «ليس الأمر بالحجم الذي نسمعه في الأخبار، ما شاهدناه هو أضواء خافتة تشبه في شكلها الألعاب النارية».
وأضاف محمد: «سمعنا صوت فرقعة، ولم يدم الأمر طويلًا».
من جانبه يقول السائق المغربي «عبد اللطيف» القادم للتو من البوابة المغربية: «الوضع طبيعي، عبرت قبلي عشرات الشاحنات، وتركت شاحنات أخرى تستعد للعبور».
وأضاف السائق أنه سمع الكثير من الشائعات حول «إغلاق المعبر»، ولكنه حين وصل وجد أن «الحركة مستمرة وهنالك انسيابية في المرور، الوضع لا يختلف عنه يوم أمس وأول أمس»، على حد تعبيره.
على الطريق الوطني المؤدي إلى البوابة الحدودية الموريتانية، يتبادل سائقو الشاحنات الأخبار؛ القادمون من المدن الموريتانية والأفريقية يسألون القادمين من المعبر عن حقيقة الأوضاع، فيجدون رسائل مطمئنة في ظل مخاوفهم من تكرار سيناريو أكتوبر الماضي، حين أغلق ناشطون من البوليساريو المعبر لعدة أسابيع، فعلقت مئات الشاحنات المغربية عند المعبر.
رجال الأمن الموريتاني يضبطون الحركة في المعبر، يدققون في أوراق الشاحنات ووثائقها، قبل أن يسمحوا لها بالعبور، بعد أن يزيحوا الحواجز الفولاذية.
يرفض رجال الأمن الموريتاني الحديث، لا يعلقون على ما يجري تبادله من أنباء حول هجوم الأمس، يتجاهلون ما يجري، ولكن ملامحهم تخفي أخذهم للأمور بجدية كبيرة، فيما يجري الحديث عن تأهب أمني على طول الحدود الموريتانية.
الأحاديث في المعبر تركز على ملاحقة منفذي الهجوم، بل إن البعض يعتقد أن منفذي الهجوم «انتحاريون» إذ لا يمكنهم أن يعودوا إلى قواعد جبهة البوليساريو، في ظل تضييق الخناق عليهم من طرف الجيش المغربي، وانتشار الجيش الموريتاني على الحدود.
سيناريوهات كثيرة يجري تداولها، حول فرضية هروب منفذي الهجوم، وإمكانية اختبائهم داخل الأراضي الموريتانية، ولكن لا معلومات مؤكدة حتى الآن، في ظل عدم صدور أي تعليق رسمي من المغرب أو موريتانيا، البلدان الذين يربط المعبر الحدودي بينهما.