أفاد شهود عند النقطة 55 الموريتانية، حيث يوجد معبر «الكركرات» الحدودي مع المغرب، أن دوي انفجارات وقصف سُمع مساء اليوم السبت، في المنطقة العازلة الواقعة بين البوابتين المغربية والموريتانية.
وأفاد الشهود في اتصال مع «صحراء ميديا» أن القصف استمر لقرابة 15 دقيقة، وكان يُسمع بوضوح عند البوابة الموريتانية من المعبر.
وقال مصدر محلي إن قذيفة وقعت بالقرب من البوابة الموريتانية، حيث توجد وحدة من الدرك الوطني، دون أن تخلف أي خسائر بشرية أو مادية، وإنما تسببت في حالة من الهلع في صفوف المدنيين الموجودين عند المعبر.
وأضاف مصدر آخر أن الطيران الحربي المغربي نفذ طلعات في محيط المعبر الحدودي، وصلت إلى مناطق قريبة من مدينة بولنوار الموريتانية، لملاحقة مقاتلي جبهة البوليساريو الذي نفذوا الهجوم وانسحبوا، على حد تعبير المصدر.
ونقل مراسل «صحراء ميديا» في المنطقة عن مصادر أمنية أن ثلاثة قذائف من المدفعية الثقيلة سقطت في المنطقة العازلة قبل صلاة المغرب (في حدود الساعة السادسة مساءً)، دون أن تخلف أي خسائر بشرية أو مادية، رغم أن واحدة من القذائف كانت غير بعيدة من البوابة الموريتانية.
ونفى المصدر أن تكون قد استخدمت أي صواريخ في القصف، مؤكدًا أن الجيش الموريتاني عزز حضوره على الحدود، وأعلنت حالة تأهبٍ قصوى، فيما نفذ الطيران العسكري المغربي طلعات في المنطقة.
ولم تصدر أي تصريحات رسمية من الجانب المغربي أو الموريتاني حول الهجوم الذي استهدف معبر «الكركرات» الحدودي بين البلدين.
في غضون ذلك تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للبوابة المغربية من المعبر، للتأكيد على أن الوضع «طبيعي» والحركة «عادية».
وفي العادة تغلق الحدود بين موريتانيا والمغرب في المساء وحتى الصباح.
ويعد هذا أول هجوم تنفذه جبهة البوليساريو ضد المعبر الحدودي، منذ أن تدخل الدرك الملكي المغربي نوفمبر الماضي لإجلاء ناشطين من البوليساريو أغلقوا المعبر لأسابيع أمام الحركة التجارية المدنية.
ويحظى المعبر الحدودي بأهمية اقتصادية كبيرة، بسبب حجم التبادل التجاري الذي يتم عبره، ما بين المغرب وبلدان أفريقيا جنوب الصحراء، بالإضافة إلى كونه بوابة تربط أفريقيا بدول أوروبا الغربية.
وخلال إغلاق المعبر من طرف جبهة البوليساريو شهر أكتوبر الماضي، تأثرت الأسواق الموريتانية بشكل كبير، خاصة أسواق الخضروات والفواكه، التي تعتمد بنسبة كبيرة على المنتجات المستوردة من المغرب.
وكانت الهندسة العسكرية المغربية قد شيدت جدارًا رمليًا عازلًا في المنطقة العازلة، شهر نوفمبر الماضي، وذلك لتأمين المعبر ومنع وصول أي مقاتلين من البوليساريو إلى المعبر، كما حدث أكتوبر الماضي.