احتج موريتانيون زوال اليوم الجمعة، في الجامع السعودي وسط نواكشوط، لرفض الإفراج عن كاتب المقال المسيء للجناب النبوي الشريف، وذلك في ظل إجراءات أمنية مشددة في مناطق عديدة من العاصمة.
ودعا المشاركون في الاحتجاج إلى ضرورة « تطبيق شرع الله » في المسيء، وذلك من خلال مشهور المذهب المالكي المعتمد في البلاد، والذي ينص على حكم « الإعدام ».
وحذر بعض المحتجين من مغبة الإفراج عن المسيء، معتبرين أن في ذلك استفزازاً لمشاعر المسلمين الذين يحسون بالغضب من الإساءة لمقدساتهم.
وكان الرئيس الموريتاني المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز قد اجتمع يوم الاثنين الماضي بعدد من العلماء والأئمة، وصل عددهم إلى أربعين، يمثلون الاتحادات والروابط والتجمعات التي ينتظم فيها علماء وأئمة البلاد.
وطلب منهم تقديم استشارة فقهية لتسوية ملف المسيء المفتوح منذ شهر يناير من عام 2014، اي منذ أكثر من خمس سنوات، وقد أسفر الاجتماع عن تسوية للإفراج عن المسيء بعد أن يعلن توبته أمام الرأي العام الوطني.
وظهر المسيء مساء أمس الخميس عبر قناة « الموريتانية » ليعترف بأن مقاله تضمن إساءة للجناب النبوي الشريف، وأنه يعلن توبته أمام الله والجميع.
في غضون ذلك أعلن منتدى العلماء والأئمة لنصرة نبي الأمة (صلى الله عليه وسلم)، أن مسار التقاضي في ملف المسيء « لم يستنفد بعدُ »، مؤكداً أن هنالك العديد من الطعون لدى المحكمة العليا.
وأوضح المنتدى أن ما اعترف به المسيء وما ثبت عليه « يكون به زنديقا حكمه في الشريعة الإسلامية القتل، كما هو منصوص أيضا في القانون الجنائي الموريتاني »، مؤكداً أن التوبة لا تسقط عنه حد القتل.
وحذر منتدى العلماء والأئمة، في بيان صحفي، من عدم إقامة الحد على كاتب المقال المسيء، وهو ما قال إنه قد يدفع بعض المتحمسين للقيام به بنفسه، مشيراً إلى أن قد يؤدي إلى « ما لا تحمد عقباه من فتح باب الفوضى والاضطراب والإخلال بالأمن ».
ومنذ الساعات الأولى من اليوم الجمعة، شهدت العاصمة نواكشوط انتشاراً أمنياً غير مسبوق، لمختلف تشكيلات الفرق والوحدات الأمنية، من شرطة وحرس ودرك، وبعض وحدات الجيش، وذلك تحسباً لاحتجاجات رافضة للإفراج عن المسيء.
وكان الانتشار الأمني كثيفاً في وسط العاصمة، وخاصة في محيط المطار القديم والمسجد الجامع (السعودي)، الذي دعت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الاحتجاج انطلاقاً منه بعد صلاة الجمعة.
وخلال محاكمة المسيء، قبل عامين، خرجت في العاصمة نواكشوط أكبر مظاهرة في تاريخها، رافضة للإفراج عنه.