اعترف محمد الشيخ ولد امخيطير، مساء اليوم الخميس، بأن مقاله « الدين والتدين ولمعلمين » الذي نشر نهاية العام 2013، كانت فيه « إساءة » للنبي صلى الله عليه وسلم، معلناً توبته من « هذا الذنب العظيم ».
وقال كاتب المقال المسيء في تصريح لقناة الموريتانية بثته مساء اليوم، إنه يود « الاعتراف ببعض الأمور حول مقاله »، وأضاف قائلاً: « لقد كانت فيه إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، وأعلن أمام الجميع، وأمام الله تبارك وتعالى قبل كل شيء، توبتي النصوح من هذا الذنب العظيم الذي هو ذنب الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم ».
وكان المقال المسيء قد أثار موجة غضب واسعة في موريتانيا، وخرجت احتجاجات عارمة في أغلب المدن الموريتانية تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في كاتبه، وخاصة المذهب المالكي المعتمد في البلاد والذي ينص على « إعدام » المسيء للجناب النبوي الشريف، وهو ما أجمع عليه علماء البلاد آنذاك.
وأصدرت المحكمة الابتدائية بمدينة نواذيبو حكما بإعدام كاتب المقال المسيء، ولكن محكمة الاستئناف عادت لتكيف التهمة من الزندقة والإساءة إلى الردة، وقبلت النظر في توبة المسيء، وهو الحكم الذي أكدته المحكمة العليا، ما يعني الإفراج عن المسيء بعد توبته.
ولكن السلطات الموريتانية تحفظت على المسيء قيد الاعتقال بموجب « مقرر إداري »، وذلك لكونه يشكل تهديداً للأمن والسكينة في البلاد.
واستدعى الرئيس الموريتاني المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، يوم الاثنين الماضي، أربعين من ممثلي روابط واتحادات العلماء والأئمة في البلاد، في لقاء انتهى بأن يخرج المسيء في تصريح للتلفزيون يعلن فيه توبته ليتم الإفراج عنه.
وكان واحد من الحاضرين للقاء قد رفض الإفراج عن المسيء، فيما تغيب أحد العلماء عندما علم أن موضوع الدعوة هو ملف المسيء.
وقد أثار الاتفاق الذي أسفر عنه اللقاء، موجة انتقادات واسعة من طرف الموريتانيين على مواقع التواصل الاجتماعي.